وقف عمليات الصليب الاحمر عندنا .. كم حكومة !؟ محمد لطيف (الخرطوم/جنيف (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) – جمدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنشطتها في السودان التزاماً بالطلب الرسمي الذي تلقته في هذا الصدد من مفوضية العون الإنساني التابعة لحكومة السودان. وبدأ سريان التجميد من الأول من شباط/فبراير 2014.) .. اعلاه مفتتح بيان وزعه مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالخرطوم امس .. والفقرة التالية مباشرة تأكيد من الصليب الأحمر على استمرار اتصالاتها وحوارها مع وزارة الخارجية ومفوضية العون الإنسانى للوصول الى حل )..! مصدر مأذون بالهلال الأحمر السودانى يؤكد أن العلاقة فى عمومها جيدة مع الصليب الأحمر ويتحفظ على موقف الصليب الأحمر من الأزمة الأخيرة ويعتبره تشددا .. مصدر فى الصليب الأحمر يؤكد هو الآخر أن العلاقة مع الشريك الوطنى جيدة .. وأن المشكلة مع الحكومة .. والحكومة ترى أن على الصليب الأحمر أن يلتزم بالعبور الى المؤسسات الحكومية عبر الشريك الوطنى فقط لا مباشرة ..! والمزعج فى كل هذا هو قرار تعليق عمليات الصليب الأحمر فى السودان .. وهو خبر بالنسبة للعالم مرعب .. وخطير .. ويفتح بابا ويقود لتداعيات البلاد فى غنى عنها .. ويبدو الخلاف الآن وكأنه إجرائى قابل للنقاش فى ظل استمرار العمليات الميدانية للصليب الأحمر .. إن كانت هذه العمليات أصلا لا غبار عليها .. نقول ذلك لأن تعليق العمليات يعنى تعقيدات قد لا ينتبه لها الكثيرون .. هناك مؤسسة الأطراف الصناعية التى تحركها الصليب الأحمر دعما وخبراءا واهميته للآلاف من ضحايا الحروب وغيرهم ..ثم أنقل لك هذه الفقرة من موقع الصليب الأحمر .. تلقى حوالي 450000 شخص في دارفور المواد الغذائية والبذور وأدوات الزراعة من اللجنة الدولية. وتقدم معظم الإغاثة إلى الأسر الموجودة في جبل مرة وجبل سي وفي جوارهما، وفي المناطق المحيطة بمدينة "زالنجي". وستُستكمل عمليات التوزيع التي يُنفذ معظمها بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني في الأيام القادمة. وحصلت أكثر من 54000 أسرة على الفستق والطماطم والبامية وبذور البصل، ومنها 46000 أسرة تتلقى أدوات كالمحاريث والمعاول. ولن تتلقى 21000 أسرة إضافية إلا أدوات الزراعة. وعلاوة على ذلك، تُوزع المواد الغذائية كالبغول والفاصوليا والسكر والزيت للطبخ على حوالي 50000 أسرة. ويقول السيد "غييف رافاتيان" رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في "زالنجي": "غالبا ما لا يملك المزارعون خيارا إلا استهلاك كل البذور التي يملكونها لتغذية أسرهم. ولهذا السبب، تشكل الإغاثة من خلال تقديم المواد الغذائية أمرا أساسيا، لأنها تمكنهم من حفظ البذور لزرعها ) ..! إذن .. لمصلحة من تعليق كل هذا .. وليس هذا كل شىء .. فهناك عمليات اطلاق سراح المختطفين من المدنيين .. فى العديد من المناطق التى تشهد نزاعا .. وهناك زيارات الأسرى .. وتبادل الأسرى .. وهلمجرا .. كل هذا مما يفعله الصليب الأحمر .. ! ثمة سؤال يشغل بالى .. لماذا لم تخاطب الحكومة مؤسساتها وتحذرهم من التعامل المباشر مع الصليب الأحمر .. إلا عبر الشريك الوطنى .. بدلا من أن تعلق عمليات الصليب الأحمر ..!!؟؟ وسؤال أخير .. كم حكومة في السودان وأيهن هذى التى علقت عمليات الصليب الأحمر فى السودان ..