الجبهة السودانية للتغيير بيان حول مجازر النظام في زالنجي لم يكتف نظام القتل والاغتصاب بإبادة أكثر من أربعمائة ألف نفس بريئة في إقليم دار فور، وتشريد أكثر من مليونين مواطن، كما وثقت ذلك مصادرالأمم المتحدة المعنية، وجعلهم يعيشون حياة إنكسار وذل النزوح في داخل وطنهم، وبؤس حياة التشرد واللجوء إلى دول المهجر المختلفة، بل زاد على قائمة جرائمه المخزية وسجله الحافل بالدماء مطاردتهم في معسكرات الذل والهوان التي ارتضوا بالعيش فيها مرغمين هربا من الفظائع المرعبة التي شاهدوها وعايشوها في ديارهم ومدنهم وقراهم على يد مليشيا جيش النظام ومرتزقته المأجورين من جماعات الجنجويد وأبوطيرة وغيرها من كتائب الرعب وتجريدات والموت والدمار. إن الذي حدث بمعسكر الحميدية بزالنجي من مجازر يندي لها جبين كل حر، وتدمي ضمير كل إنسان يقدر قيمة الحفاظ على النفس البشرية وحرمة صيانتها، يؤكد أن هذا النظام المتأسلم الدموي لا يضع اعتبارا للحياة الآدمية، ويؤكد مرة ثانية بأنه ماض في مشروع سياسة الأرض المحروقة الجهنمي ضد مواطني دار فور تنفيذا حرفيا للفرمان الرئاسي الذي أعطى تفويضا مفتوحا بالقتل بما في ذلك الجرحى والأسرى. وما زال النظام الفاشي يصًدر الموت والدمار لأهلنا الأبرياء في إقليم دار فور، بعد أن جعل منهم ضحايا لأسوأ كارثة إنسانية شهدها العصر الحديث، بحسب مصادر موثقة من منظمات معنية بأوضاع حقوق الإنسان، الأمر الذي جعل الإدعاء العام بالمحكمة الجنائية الدولية يُصدر لائحة باتهامات خطيرة على قادة النظام من عسكريين ومدنيين، وعلى رأس هذه القائمة عمر حسن البشير ووزير دفاعه ووزير دولته للشئون الداخلية سابقا، وقائمة تضم 51 من المتهمين. إن الجبهة السودانية للتغيير تدين ما حدث لأهلنا في معسكرات النزوح بأقصى عبارات الإدانة والشجب وتؤكد الآتي: 1 إن السلطة الإنتقالية بدار فور مسؤولة مسئولية مباشرة عن الذي حدث من مجازر بمعسكر الحميدية بزالنجي لعلمها التام بسوء الأحوال الأمنية في الإقليم بأكمله، وإن الحياة في القرى والمدن لم تعد آمنة بوجود مليشيات الحكومة وفلول الجنجويد المستجلبة من خارج الحدود الظاعنة منها، والقادمة من كردفان بعد فشلها في مهمتها. 2 إن هذه الجرائم المرعبة لا يشملها التقادم المسقط، ولابد من أن يأتي وقت يتم فيه تحديد نطاق المسؤولية، ومن هم المسؤولون عن كل الجرائم والفظائع التي حدثت لأهلنا بدار فور، ليواجه القتلة والمجرمين مصيرهم المحتوم أمام العدالة المحلية والدولية. 3 إن الأسباب التي أدت بأهلنا إلى النزوح واللجوء وتحمل حياة المعسكرات المهينة والقاسية ما زالت قائمة، بل أن الوضع الأمني في كل البلاد قد زاد سوءً أكثر من من ذي قبل. 4 على الذين يعتمدون على بطء سير إجراءات العدالة الدولية، ويستمرون في ارتكاب الجرائم بحق إنسان دار فور، نؤكد لهم أن المحكمة الجنائية الدولية ترصد كل صغيرة وكبيرة تجرى هناك، وما زال ملف قضية دار فور من أكثر الملفات صدارة وأهمية، وعما قريب ستظهر إتهامات جديدة، بما فيهم قتلة شهداء هبة سبتمبر المجيدة. 5 على المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته الكاملة، وأن يقوم بتطبيق القرارات الدولية الملزمة التي أصدرها بحق قادة نظام الإبادة، سيما الأوامر التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بالقبض على المتهمين، حفاظا على أرواح الأبرياء وقصاصا للذين فقدوا أرواحهم حتى يطمئن الذين هم في مهب رياح الانتهاكات بأن العدالة قد تحققت. تترحم الجبهة السودانية للتغيير على أرواح الشهداء الذين سقطوا غدرا وكل ذنبهم الذي استحقوا عليه القتل أنهم رفضوا أن يتم ترحيلهم إلى قراهم وديارهم قسرا من معسكرات لم تكن باختيارهم، كما أن تركهم لديارهم وقراهم ومدنهم لم يكن أيضا خيارهم. وعلى الذين يوقعون على اتفاقيات ثنائية جزئية تتناسل حروبا ودماء مع نظام مجرم امتهن القتل والدمار تقع كامل المسؤولية. ولا خيار ولا بديل إلا الثورة الشاملة على هذا النظام وإسقاطه لأنه أثبت لأكثر من عقدين من الزمان بأنه نظام لا تقييده حدود جغرافية أو دينية أو أخلاقية أو سياسية في ارتكاب المجازر بحق الشعب السوداني إذا أحس بالخطر على سلطته. المجلد والخلود لروح كل شهيد مات من أجل الوطن عاش كفاح الشعب السوداني الجبهة السودانية للتغيير 21 فبراير 2014م.