السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقسيم اليمن ليس كما يبدو والجنوبيون والحوثيون في خطر اليمنيون على خطى السودنة : (فدرلة القبائل)
نشر في حريات يوم 03 - 03 - 2014


[email protected]
ربما يحمد السودانيون ربهم أن هنالك أخدودا إفريقيا ما ببين بلادهم وما بين ما تسمى اليوم السعودية!! وملأ ربك الخبير اللطيف هذا الأخدود الإفريقي بالمياه فأصبح يسمى البحر الأحمر. إذن ليس الأخدود فقط ما يفصلنا عن نجد والحجاز، بل أيضا بحر مائي ضخم – ولله المنة والحمد!! وسمى هذا الماء بالبحر الأحمر لغناء أرضيته بالمعادن والصخور والأملاح والغازات البركانية، فترى قدرة الله متمثلة في الكورال الملحي بشتى ألوانه. وفي مثل هذه البيئة التي لن تجد مثلها في أية بيئة بحرية أخرى، منها الأسماك الملونة وما لا يخطر على بالك من حيوانات بحرية ذات جمال خلاب.
لماذا الشكر والحمد لرب العالمين؟ لأن هذه الأسرة السعودية الخبيثة التي تحكم ارض الحرمين تعمل على قدم وساق لتقسيم اليمن وتفجيره كما يحدث في السودان، والعراق ولبنان الخ. عندما تنتهي من المقالة اليمنية سيصيبك الذعر!! وستؤيدني في شكر الله الذي لم يجعل لنا حدودا مباشرة مع هؤلاء العربان النعاثل النجديين. لن تصدق مهما تخيلت إجرام هذه الأسرة الحاكمة اليهودية الأصل التي زرعها البريطانيون في نجد والحجاز. وبالرغم أن الأخدود ومعه البحر الأحمر يفصلانا عن هذه المهلكة السعودية، لكن أصابعها في السودان حاضرة، ماثلة، منذ عام 1965م بلحاظ الرشوة الفيصلية للنخبة السياسية الفاسدة في السودان. وبعاني السودانيون من أثر بصمة تلك الرشوة إلى اليوم. ولكن الجديد الخفي والذي لا يعرفه السودانيون، أن للسعودية دورا كبيرا في فصل جنوب السودان. كذلك تدعم السعودية الحركات المسلحة الحالية في السودان، جنبا إلى جنب مع الدعم القطري المنافس – خاصة فصيل جبريل إبراهيم. وفي السابق دعمت السعودية الدكتور جون قرنق بسفينتين محملتين بالسلاح!!
مع هذا التحليل أعلاه.. لا يتخيل أحدكم أننا نعفي (حصان طروادة الخليجي) المسمى المؤتمر الوطني من المسؤولية في دمار السودان، إذ لا تحتاج صديقي القارئ كي تحمل لقب دكتوراه في علم التكتيك والإستراتيجيات لكي تفهم بالضبط الدور الذي تلعبه السعودية في السودان. يكفي أن تلقي نظرة ماذا فعلت السعودية وتفعل في العراق (حرب ثماني سنوات، والتفجير اليومي منذ 2003م!)، وفي سورية (تذبح السعودية الشعب السوري منذ ثلاث سنوات!)، وفي لبنان (الحالة المزمنة والأوضح!)، وفي مصر (تلعب السعودية في سيناء عبر أيمن الظواهري وشقيقه محمد!)، وفي اليمن تلعب السعودية فيه مطولا منذ الثورة اليمنية 1961م، وفلسطين (باع عبد العزيز بن سعود فلسطين لليهود بصك صغير لبيرسي ذكريا كوكس حتى تصيح الساعة! واليوم تتحالف الرياض مع تل أبيب علنا!!)، وأخيرا في الأردن – أجبروه أن يكون الجسر لاختراق سورية وإسقاط دمشق مع إغراء سعودي-إسرائيلي لعبد الله الثاني أن يصبح ملكا على سورية أيضا بعد سقوط بشار الأسد!!
لو كانت لدينا حدود مباشرة مع نجد والحجاز، بدلا من البحر الأحمر وأخدوده، لرأينا الجحيم على يد هذه العائلة المجرمة. ورغم وجود هذه الموانع الطبيعية لم نسلم من شرها!! كلمة السر في فهم عقلية العائلة السعودية وأسباب اللعب خرابا في السودان – هي أن العائلة السعودية ترغب في أضعاف كل الدول العربية، خاصة المحيطة بها مباشرة أو غير مباشرة مثل السودان. أضف إلى ذلك، أن السودان بوضعه الإقليمي الجيوسياسي العبقري وتحيط به تسع دول، أو قل اثنا عشرة دولة، مرشح لكي يكون قوة إقليمية مركزية في القرن الأفريقي كما قال الدكتور غازي صلاح الدين في القضارف. وكما يقول المثل: وافق شن طبقه، فلا العائلة السعودية ترغب في سودان قوي في قرنه الأفريقي، ولا الإمبريالية الغربية ترغب في سودان قوي في القرن الأفريقي، فتوحدت الرؤية والمصالح السعودية والإمبريالية ضد الشعب السوداني.. وحُكِم عليه بالتمزيق!!
هذا التحليل السياسي يُمَكِّن القارئ الكريم فهم لماذا تلعب السعودية بنعومة لتمزيق السودان.. فمثلا هل يستطيع أحدكم أن يتخيل أن السودان هو أول دولة طبق عليها سيناريو التمزيق في سياق الشرق الأوسط الجديد؟ بل تخيل وأجزم. فكان فصل جنوب السودان أول الغيث، ومع بقاء المؤتمر الوطني في السلطة.. يظل السودان مرشحا للمزيد من التقسيم والتشطير.
وكما قلنا في مقالاتنا وكررنا مرارا الحديث عن عبقرية جغرافية السودان أي موقعه الجيوسياسي، نناشد الأخ والأستاذ المحترم جوزيف أموم أن يحول أفكاره لإعادة توحيد الجنوب والشمال إلى مشروع عملي قومي، ولو في إطار كونفيدرالي. وبعد توحيد الجنوب مع الشمال مرة أخرى، يجب أن يلتف جميع السودانيين حول مشروع قومي مشترك، تاريخي، أي أن يصنعوا التاريخ ماديا وليس في الهواء (المايكروفونات!). أي مشروع سودان مركزي قوي في القرن الأفريقي يربط (بالجنيه السوداني) نحوه أثني عشرة دولة، اقتصاديا (سوق مشتركة)، وسياسيا وأمنيا – في إطار شراكة إستراتيجية. ولكن!!
من حسن حظ المؤتمر الوطني، وسوء حظنا، أن يقود هذه الحركات المسلحة أمثال عبد الواحد، وجبريل إبراهيم، وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو (ونستثنى مناوي ومقار وكلاهما أكن لهما احتراما مع حثهما لتبنى الأفكار في هذه المقالة). ويعزى سوء الحظ إلى تشخيص "الجبهة الثورية" في حل الإشكال السياسي السوداني، الذي يتميز بضيق النظرة والأفق، ولا يستوعب الكليات السودانية الممكنة والمتاحة نظريا وعمليا، داخليا وإقليما، حتى ولو تدثرت شعاراتهم باللباس القومي. فقبل سنتين اقترحت على ياسر عرمان وحلفائه المعارضين أن يرفعوا شعار إعادة وحدة الجنوب، ولكن لا حياة لمن تنادي!! البلهاء يقاتلون من أجل المشورة الشعبية في جبال النوبة وفي ولاية النيل الأزرق!! لا يفهمون إنهم وضعوا على قضبان حديدية railroaded، وهل اتفاقية نيفاشا قرآن؟ متى يفيق هؤلاء؟ أم يخافون من ماما أمريكا؟ فلو تبنت المعارضات جميعها مشروع استراتيجي سودان مركزي قوي في إقليمه – لأبتلع هذا المشروع المؤتمر الوطني، وأبتلع معه شعاراته المستوردة الخليجية مثل "حماية العروبة والإسلام" مثل عصا موسى!! لم تفهم المعارضة السودانية أن شعار "حماية العروبة والإسلام" صدره لنا السعودي الخليجي كي ينقسم الشعب السوداني حوله، ويشغله بالتوافه، وهكذا يحرف وكيل الإمبريالية الشعب السوداني عن اكتشاف قدراته الإقليمية الجيوسياسية.
ربما صحيح هنالك مطالب سياسية أخرى، مثل إسقاط المؤتمر الوطني، وفك الدولة وتحريرها من قبضة المؤتمر الوطني، وفصل السلطات الثلاثة، وتحرير الصحف من "مافيا التمكين" الخ ولكن يجب أن تكون هذه الشعارات السياسية ضمن رافعة أكبر، مشروع أكبر، أي دولة إقليمية مركزية كبرى على المستوى الإستراتيجي.
ولا أخال إنني مخطئ إذا قلت أن مشروع دولة إقليمية مركزية كبرى ستحققه "حركة الإصلاح الآن".. ليس هذا رأي أو رأي شخص آخر، بل هو التاريخ الذي يختار رجاله لكي يعبر عن نفسه في عقدية ما، ويتم الاختيار حين تنضج الظروف الموضوعية والذاتية، وحين تصبح معها التصورات والعلاقات السابقة قديمة، ومعوقة للتطور. أو حين يحلم آل سعود تحييد التاريخ، ولكنهم لا يفهمون ومن أين يفهمون، من يرغب في تحييد التاريخ كمن يرغب في تحييد الله تعالى!! وإلا قل لي لماذا يكون الشيعة –عدوهم اللدود- في جنوب لبنان على الحدود الإسرائيلية؟ لماذا لم يكونوا سنة؟ وهل لو كان السنة في الجنوب اللبناني لتغير تاريخ المنطقة؟ ولماذا يتواجد الشيعة في ببرود والقلمون في الشمال الحدودي اللبناني مع سورية؟ أو لماذا الشيعة تجلس على بحيرة البترول في الظهران وليس السنة؟ أو أنظر إلى "عبقرية" مضيق هرمز. هل كل هذه صدف عمياء؟
نتركك مع المقالة اليمنية وآل سعود إلى آخر هذه المقالة وقارن ذلك مع ما حدث ويحدث في السودان. تقول صاحبة المقالة:
"اليمن ستة أقاليم"، لهذا الخبر هلل الإعلام العربي والعالمي، واعتُبر التقسيم الفيدرالي لليمن ضمن الدولة الاتحادية من الأخبار السّارة وخاصة لمن لا يملك معلومات كافية عن هذا البلد.
"النظام الفدرالي هو حكم ذاتي يمثل رغبة الشعوب، ويحقق شتى الطموحات المتمثلة بالحرية والمساواة"، هذا أول ما يتوارد إلى أذهان المستمعين لكن الواقع مختلف.
لمن لا يعلم، اليمن هو بلد كان مؤلف قبل عام 1990 من دولتين مستقلتين وتحت تسميتين
1- شمالاً، الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء وكان يترأسها علي عبد الله صالح.
2- جنوباً، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن وكان يترأسها علي سالم البيض في عام 1990.
وبهدف وحدة اليمن وبناء دولة جديدة وقوية عاصمتها عدن، تنازل علي سالم البيض عن الرئاسة طوعاً.
بعد 1990، بقيت اليمن دائما قنبلة موقوتة وقابلة للانفجار في أية لحظة وخاصة في الجنوب، وآخر انفجار جاء مع ما يسمى بالربيع العربي عام 2011 حيث بدأت الثورة هذه المرة من الشمال، وأسقطت من خلالها الرئيس علي عبد الله صالح من الحكم، ولكن النظام بقي في السلطة وانتهت الثورة بمبادرة خليجية، وحدث حوار بين فرقاء السياسيين وقاطع الجنوبيون الحوار لأن المبادرة لم تتطرق بشكل واضح إلى ملف الجنوبيين.
صحيح انه كانت تجري مشاركات في الحوار محسوبين على الجنوبيون شكلياً، لكن الجنوبيون يقولون إن هؤلاء مقربون من السلطة والنظام ولا يمثلون الشارع الجنوبي وانتهى الحوار بتقسيم اليمن من جديد إلى ستة أقاليم بعد مضي 24 عاما من إعادة توحيدها.
أبدى الجنوبيون رفضهم لهذا التقسيم بشكل كامل إذ أن ثروة الأقاليم بقيت سيادية بيد النظام في صنعاء، وحصل تداخل بين المناطق الشمالية والجنوبية وخصوصاً لحج والضالع، حيث يمثل الشماليون نسبة لا بأس بها ومحسوبين على الجنوب، ويخشى الجنوبيون أن يستغل هذا الأمر عند حدوث أي استفتاء مستقبلي لتحديد مصيرهم.
فضلا عن أن الجنوبيين يرفضون كل أشكال الاتحاد مع صنعاء ويطالبون بالاستقلال التام عبّر عن ذلك الرئيس علي سالم البيض عندما قال إنه يريد استقلال الجنوب وبناء دولة ليست كما كانت قبل عام 1967 ولا حتى قبل عام 1990.
أما تنظيم أنصار الله (الحوثيون)، يرون أن الصيغة التي اعتمدت لرسم شكل الدولة الاتحادية المقبلة والتي ستجعل البلاد ستة أقاليم، تقسم اليمن إلى "أغنياء وفقراء".
وقد أفاد مصدر عسكري يمني اليوم أن مسلحين حوثيين هاجموا نقطة تابعة للجيش في مديرية المتون بمحافظة الجوف شمالي اليمن وأصابوا ثلاثة جنود واختطفوا اثنين واقتادوهما إلى مكان مجهول.
ونفى مصدر حوثي تلك الأنباء وتحدث عن استفزاز أفراد النقطة العسكرية للمسلحين الحوثيين.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد على مقتل جنديين وخمسة مسلحين حوثيين في اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة الحزم في محافظة الجوف.
الحوثيون لا يزالون يرفضون تسليم الأسلحة الثقيلة التي يسيطرون عليها منذ الحروب الستة التي خاضوها مع قوات الجيش، وقال القيادي الحوثي صالح هبره في تصريحات منشورة له "لا أحد يمتلك حق نزع سلاح الحوثيين لأنهم حركة فكرية شعبية"، وهدد بأن الحوثيين "سيبدؤون بأخذ سلاحهم وسيتحرك كل فرد منهم للمواجهة".
علاوة على ذلك، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان تكلمت عن موقف الحوثيين ومواجهات الجوف بقولها "لن نسمح باستخدام عقوبات أممية بحق الجهات المعرقلة والعنيفة والممتنعة عن تسليم أسلحتها غير التجميد للأرصدة والحظر من السفر واعتبارها جماعات متمردة وإرهابية".
وطالبت الرئيس هادي (منصور) بالبدء بتطبيق قرارات مؤتمر الحوار الوطني التي قضت بنزع اسلحة الميليشيات وفرض سيادة الدولة وسيطرتها على جميع مناطق البلاد.
وكان قرار جديد لمجلس الأمن الدولي حمل الرقم 2140 طالب الحوثيين والحراك الجنوبي بنبذ العنف والانخراط في العملية السياسية الجارية في اليمن.
ويذكر إن العقيد علي الحطابي المسئول عن محطة رادارت تابعة للقوات الجوية عند نزوله من محطة الرادارات أسفل جبل النبي شعيب القريبة من العاصمة اغتيل السبت الماضي في صنعاء.
وأشار مصدر في القوات الجوية أن الضابط الخطابي كان تلقى تهديدات بالقتل من مجهولين على خلفية دوره الكبير في الانتفاضة ضد قائد القوات الجوية المقال الأخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
هذه الأخبار تبرز أن هذا التقسيم الفدرالي الذي وجب أن ينشئ مدخلاً لحل إشكاليات الإجحاف في توزيع السلطة والثروة بعدالة بين المواطنين اليمنيين اوجد من الناحية العملية، مدخلاً لجولات جديدة من الصراع، الدامية ربما، طالما أن هذه التقسيمات، لم ترض الأطراف المستهدفة بها بالأساس، وهم أبناء الجنوب وجماعة الحوثيين الذين كان يمكن احتواء غضبهم لو أن التقسيمات حافظت على وحدة الإقليم الجنوبي، وجرى تقسيم اليمن إلى إقليمين اثنين فقط… بيد أن بعض الأطراف اليمنية كانت تخشى أن يكون "سيناريو" كهذا مدخلاً لانفصال الجنوب وعودة دولته إلى الوجود.
العامل الأهم الذي قرر (فرض) صيغة الأقاليم الستة، ليس محلياً أبداً، بل إقليمياً بامتياز… دول عربية مجاورة لليمن (السعودية!!)، هي من شجع وضغط وحشّد باتجاه هذه الصيغة التي من شأنها إضعاف الجنوبيين، المدعومة بعض قواهم من إيران، وعزل الحوثيين في "الداخل" اليمني، من دون منفذ إلى البحر. ويعتقد البعض في اليمن، وهم كثرة كاثرة على أية حال، بأن دولاً عربية لا تريد لليمن أن تقوم له قائمة، وأنها تفضل التعامل مع "6 حكومات" متناحرة على التعامل مع حكومة مركزية قوية، أو مع يمن جنوبي غير خاضع للسيطرة والإملاءات، وهذه قصة باتت "سراً ذائعاً" يتداوله كل يمني على أية حال.
الدولة اليمنية التي تقف على حافة السقوط في لائحة "الدول الفاشلة"، سمحت طائعة أم مرغمة، بتحويل البلاد إلى ساحة لكل أشكال التدخل الإقليمي والدولي، بل و"صندوق بريد" لتبادل الرسائل الإقليمية الدامية في اليمن وعلى حساب شعبه وأمنه واستقراره ورفاه أبنائه… وما من دولة إقليمية ممتدة، إلا وبات لها حلفاؤها وأعوانها من بين اليمنيين… وما يزيد الطين بلّة، أن هذه التحالفات في حالة تبدل وتغير مستمرين، فاللذين دعموا "حاشد" و"الإصلاح" بالأمس، يفتتحون اليوم قنوات اتصال مع الحوثيين، ومن كانوا خلف الدعوات لانفصال الجنوب يعارضونه اليوم، والصراع بين السلفيين والإخوان ورعاتهم من دول الخليج المتنافسة، ينعكس بعواقبه الوخيمة على معادلات القوى وتحالفاتها في البلاد.
في ظروف مثل تلك التي يعيشها اليمن، ستفتح "الفيدراليات الست" شهية "الهويات المحلية" من جهوية وعشائرية لمزيد من التشظي والانشطارات وقد تصبح عتبة أولى لتقسيم البلاد إلى كيانات متناحرة، فكل فريق لديه جيشه الخاص ومؤسساته المستقبلية والموازية، وسرعان ما سنرى انعكاسات ذلك على مستقبل العلاقات بين "الفيدراليات"، بل وعلى مستقبل اليمن.
ستة أقاليم وكارثة، أم أن النظام والقوى الدولية ستحترم رغبة الجنوبيين في استعادة دولتهم والعيش بأمان بعد عقود من التوترات والثورات؟
إعداد: ريم حاطوم
صحيفة الديار اللبنانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.