منذ أن إنفجرت براكين الغضب الشعبى فى كل من تونس و مصر – و البقية تاتى – . و هبّت رياح التغيير . و قالت الشعوب كلمتها التى لا راد لها،أصابت ” العصبة المنقذة ” فى السودان لوثة الخوف من ذات المصير المحتوم و المعلوم . و هرع الدكتاور – كالعادة - يتحسس مسدسه (طبنجته و كلاشنكوفه ) . و ظنّ عباقرة الإنقاذ و سدنتها و بخاصة (بلطجيتها ) فى جهاز الأمن ، أن المحافظة على السلطة ، و البقاء فى كرسى الحكم ، يتاتّى و يدوم بالمزيد من القهر و قمع الشعب و الإنتقاص من حرياته الأساسية و حقوقه فى التعبير و التنظيم و ( التغيير ). و عادت ” حليمة لقديمها ” فى ضرب المتظاهرين ، و تصعيد حملات الإعتقالات و محاولات ” شل ” حركة النشطاء ، لقطع الطريق أمام التغيير . و راح ( القوم ) يعملون آليات عنف الدولة فى مواجهة المسيرات (الشبابية ) السلمية و حملات (المناصرة ) التى تلعب – و لعبت – فيها ( صحافة المواطن ) و ( الميديا الشعبية ) من (فيسبوك) و ( تويتر ) أدواراً جديدة أثبتت جدواها و حيويتها و نجاحها ، إلى جانب ( الصحافة التقليدية ) . و بدلاً من ” الإتعاظ ” بالغير و التفكير الجاد فى مطالب الشعب فى التحول الديمقراطى ، راح (بوربون ) الإنقاذ يعتمدون على تكثيف حالة منع المسيرات السلمية و الإعتداء على الصحافة و الصحفيين .و يصادرون كاميرات التصوير و ينزعون آليات التسجيل، و حتى ” الموبايلات ” من أيدى المصورين الصحفيين و الصحفيين ، فى محاولة فاشلة ، لسد ضوء الشمس ، بالأصبع ! . و جاءت ذروة ضيق جهاز الأمن بالصحافة و مؤسساتها المحترمة ، و حقده على قيم حرية الصحافة و التعبير و النشر ، بالهجمة – المدبرة بليل – على صحيفة ( الميدان ) بإعتقال صحفييها و العاملين بها ، ليضيف – الجهاز الغلبان و الغبيان - بهذا العدوان السافر، لتاريخه الملىء بالتعديات على الحريات – (السابقة الأولى) فى تاريخ الإعتداء على المؤسسات الصحفية ، بأن يشمل الإعتقال و التعذيب و المطاردة الأمنية – هذه المرة – الكوادر الإدارية و المساعدة و الفنية فى أقسام ” الجمع ” و ” التصميم ” و حتى ” الإستقبال ” و ” النقل و الترحيل ” ، بدلاً عن الإكتفاء بإعتقال الصحفيين – فقط - كما جرت السوابق.و لكن ، هيهات !!. و ياله من خيار خاطىء و خائب و بائر و “غلبان ” و( مضروب )، لأن جهاز الأمن ، لا يعرف تاريخ ( الميدان ) و صمودها و بسالتها فى الدفاع عن الشعب و الوطن و الحقيقة . و لا يدرك مقدراتها فى مواجهة أعتى الدكتاتوريات .و لا يتخيّل صلابة أعواد العاملين فيها فى كل المواقع الصحفية و غير الصحفية . و يكفى أن ( الميدان ) ظلّت و منذ تاسيسها فى 1954 ، عصي ّ ” إسكات صوتها الجهور ” على كل الدكتاتوريات . و ظلّت على وعدها ( الميدان فى الميدان ) تعرف تقاليد الوصول للشعب و تجيد أساليب التواصل مع القراء فى كل حالات الصدور فى أزمنة ( السر و العلن ) . فنعم البسالة و الجسارة و الصمود يا ” شبيبة الميدان ” . و بئس ضحالة التفكير و سوء التدبير يا جهاز القهر و التنكيل ! . فثورة التغيير قادمة و ستبقى ( الميدان ) فى الميدان . تؤدى رسالتها الصحفية فى التنوير و التثوير و التغيير !. المجد للميدان و لقرائها و أصدقائها .. و التحية للأجيال الجديدة من مناضليها ، الذين لم يغيّبهم عن ( الميدان ) مصادرة كل الكمية المطبوعة و ” زنازين “ المعتقلات الأمنية . فاحسنوا التواصل الحميم مع القراء ، بمواصلة الحضور و الصدور و ” سد الفرقة ” عبر (النسخة الإلكترونية ). و التحية لكافة الصحفيين و الصحفيات ممن حافظوا على تقاليد التضامن ، فأعلنوا تضامنهم الجسور مع ( الميدان ).و الشكر لحملات التضامن فى الداخل و الخارج ..و يبقى ” طريقنا أنت تدرى شوك و صعب عسير ..و الموت على جانبيه .. لكنّنا سنسير “.و يا ( ميدان الشعب ).. إلى الأمام فى ( طريق الشعب ) !.