أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما بيانا أمس، يحث فيه حكومات ليبيا والبحرين واليمن على ضبط النفس والتعامل بطريقة سلمية في الرد على المظاهرات السلمية في تلك الدول. وعبر الرئيس الأميركي عن قلق كبير من التطورات التي تشغل الإدارة الأميركية في الفترة الراهنة. وقال أوباما في البيان (إنني قلق جدا من التقارير حول العنف في البحرين وليبيا واليمن. الولاياتالمتحدة تدين استخدام العنف من حكومات ضد المتظاهرين المسالمين في هذه الدول وفي أي مكان آخر يمكن أن تحدث فيه). وعبر أوباما عن (تعازينا لعائلات وأصدقاء الذين قتلوا خلال المظاهرات). وأضاف (أينما كانوا، لدى الشعوب حقوق عالمية معينة بما فيها حق التجمع السلمي. الولاياتالمتحدة تحث حكومات البحرين وليبيا واليمن لإظهار ضبط النفس في الرد على المظاهرات السلمية ولاحترام حقوق شعوبها) . وفي ليبيا سعى جنود لاخماد اضطراب. وفي اليمن قتل اربعة متظاهرين على الاقل في اشتباكات بين قوات الامن وموالين للحكومة وحشود مطالبة بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر لمدة 32 عاما. ويمثل قمع البحرين للمحتجين في تحد لمطالبات الولاياتالمتحدة بضبط النفس مشكلة جديدة امام ادارة اوباما بعد ثورة شعبية في مصر اطاحت بحليف امريكا الرئيس حسني مبارك منذ اسبوع. واطلقت قوات الامن البحرينية النار على متظاهرين في العاصمة المنامة يوم الجمعة. وقال مسؤول امن قومي امريكي انه يبدو ان قوات الامن البحرينية استخدمت رصاصا مطاطيا كما اطلقت ذخيرة حية من بنادق رشاشة. وقال روبرت دانين خبير شؤون الشرق الاوسط بمجلس العلاقات الخارجية “هذا (العنف) هو بالضبط ما ترغب الادارة والولاياتالمتحدة في تجنبه. “في حالة مصر كان الهدف هو رؤية تغيير ناجح وانتقال منظم. لكن الشيء رقم واحد هو ضمان ان يتم هذا بدون عنف. والدقيقة التي يقع فيها عنف يكون من الصعب جدا التوفيق بين دعم حليفك وطموحات المتظاهرين.” وقال مسؤول امريكي كبير على دراية بتغطية وتحليل الحكومة بشأن البحرين لرويترز ان وكالات الاستخبارات والامن القومي الامريكي تتوقع ان تجتاز الحكومة البحرينية الاضطراب وان قوات الامن ستنجح في اخر الامر في احتواء المحتجين. وترى الولاياتالمتحدة البحرين التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي كحليف استراتيجي يقع على خطوط امداد النفط في الخليج. وكما في حالة مصر وفي مكان اخر في المنطقة يجب ان توازن مصالحها الاستراتيجية مع دعمها لطلبات المحتجين باصلاحات اقتصادية وسياسية. وربما يكون رد اوباما متأثرا بوجهة النظر الامريكية بان البحرين واحدة من الدول العربية الاكثر تقدمية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لنشطاء المجتمع المدني بالبحرين خلال زيارة في ديسمبر كانون الاول ان حكومتهم تتحرك بسرعة اكثر من اي دول اخرى في المنطقة فيما يتعلق بتطبيق تغيير ديمقراطي. وتصف عدة برقيات في 2009 من السفارة الامريكية في المنامة حصلت عليها رويترز الملك حمد بن عيسى ال خليفة بانه حاكم متنور ومؤيد لامريكا على نحو كبير عزز منذ توليه العرش في 1999 مصالحة مع الاغلبية الشيعية واضطلع باصلاحات سياسية واقتصادية خطيرة. وقالت ميشيل دن خبيرة الشرق الاوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي “الولاياتالمتحدة في موقف حرج نوعا ما لان مسؤولين يرغبون في منح الملك حمد ثقة اكثر بكثير من التي يملكونها لاصلاحات سياسية.” واصدرت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة تحذير سفر للبحرين مشيرة الى اشتباكات بين محتجين ومتظاهرين. وقالت الوزارة وهي تحث المواطنين الامريكيين على ارجاء اي سفر غير ضروري الى الدولة بان “من المتوقع ان تكونه هناك تظاهرات عفوية وعنف خلال الايام العديدة المقبلة.” وقال خبراء الشرق الاوسط ان ادارة اوباما تمتلك نفوذا قليلا حيال الحكومة الملكية السنية في البحرين. وقالوا ان الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية ربما يعيد الدور الذي لعبه في الثورة المصرية بالابقاء على قنوات مفتوحة للجيش البحريني. وقال سايمون هندرسون الخبير في شؤون الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان “خيارات ممارسة ضغوط تبدو محدودة جدا. على الرغم من التحالف القوي فان البحرين كانت متحدية للولايات المتحدة على مر السنين.) .