خالد دودة قمرالدين [email protected] يسبحون بحمد الله ، يهللون ، يكبرون ، يترددون إلى المساجد ، يحتسبون ،يفعلون ، ويفعلون ، يرتدون البدل الكاملة أو السفاري في رسمياتهم ، ينتعل بعضهم بيض الأحذية ، ويتوشحون ببيض الثياب ، والعمائم ، يلحفون الشالات أو الشيلان ، يحاكون حمائم السلام في لونها ، ولا سلام في بلادهم ، تحزن الشعوب عليهم ، وهم لا يحزنون ، ولا يحدون على ما فعلت أيديهم ببعض بني جلدتهم من جرائم ، بل يطربون ويرقصون (يحتون) في جلساتهم الخاصة ووسائل إعلامهم المسموعة والمرئية ، والمسمومة ،حتى ينبري إليهم أحد كتابهم (ذكر إنما انت مذكر …) ، ويدعوهم إلى ترك العبث ، وإعلان الحداد ، وهم كما الأولاد . في مجاسهم تلك بثيابهم البيضاء ، في بلادي (ما الناس بتتقاس بالعقول ما بالجلاليب والعمم) ، لي حساسية خاصة تجاه ما بين القوسين ، وتجربة تعود بأي منكم القهقري إلى ما قبل محمد عليه الصلاة والسلام ، ورسالته السماوية ، حيث الجاهلية والجهل والجهلاء . ليست لديهم ثقافة حداد ، وأجزاء واسعة من بلادهم تتوسد الحداد آنا الليل والنهار ، عليهم ثياب بيض ، ينتزعها ويعريهم الجنجويد عند كل هجوم على قرية آمنة تحترق ويعانق دخانها عنان السماء ، يحاكي سواد القلوب . لا يبكون ولا تعرف الدمعات إليهم سبيلا رغم فوائدها العلمية ويسغربون أُتيانها من بعضهم ، يتآسون برسول الله وكان رسول الله يبكي ، وشتّان ما بين عمر يبكي ، وعمر يجعل أمته تبكي ، والبلاد كلها مدعاة للبكاء والرثاء والحزن والحداد . نحن لسنا بصدد ، مصداقية مقولة (البكاء والنواح ما بدعة ) ، فيما يتعلق بالميت ، وإن كانت مقولة (العين تدمع والقلب يحزن ….) ليست من عندياتي أو من عند أحد بلدياتي ، أو حتى من عند الصديق صاحب (دعوة الحداد ) ، بل قول رسول كريم . نحن بصدد موت بالجملة يسمى (إبادة) ، قتل للنفس التي حرم الله إلا بالحق ، فإن لم يتأتى الحداد فمتى يتأتى . نحن بصدد نزوح ولجوء وتشريد وإغتصاب ….. إلى آخر مآسي الجنجويد (جيش محمد وعباس) ، و(جنجويد الخرطوم) ، وهذا الاخير يصلح عنوان لموضوع منفصل ، وإن كان ذي صلة . عليهم ثياب بيض ، ودائما يتوثبون في الظلام ، مما يعني أن السواد الذي يجمع ما بين الظلم والظلام ، أصل يعودون إليه ، او انهم يجهلون الضد ما بين الأبيض والأسود ، أو لربما أوحت إليهم بعض مراكز الضلال ، أن الإندغام يمكن ان تولف ما بين اللونين ، من غير إنتاج لون ثالث . يتوشحون بثياب بيض ، يحاكون النقاء ، يرفعون ايديهم ، يشيرون بسباباتهم إلى السماء ، أن هي لله ، أحابيل علينا أم على الله لا أدري !! (رحمة ربي ليت أسأل عدلاََ ، ربي خذني إن أخطأت بخطاهم) ، يخدعون ، وما يخدعون إلا أنفسهم ولكن لا يعلمون ، ولا يحزنون ، ولا يحدون .