[email protected] إن نظام الإنقاذ قد حكم البلد (25) عاماً منفرداً ، ولم يحكمه برضا الشعب وسنده وإنما حكمه بقوة السلاح والقمع ، ورغم القمع فإن مقاومة الشعب لم تتوقف يوماً وظل الشعب يقدم تضحيات كبيرة في سبيل إسترداد حريته وكرامته .. حتي أصبح بيننا وهذا النظام أنهار من الدماء .. ولا يمكن أن نخون دماء شهداءنا ونتصالح مع هذا النظام .. فالهدف المعلن هو ( إسقاط هذا النظام ) ووسيلتنا في ذلك العصيان المدني والإضراب السياسي .. وهنالك ملامح ثورة تتخلق في رحم الشعب .. وهذه الوسيلة لها ثمنها ولها إستحقاقاتها والكل علي إستعداد لدفع الثمن وتقديم الإستحقاقات المطلوبة .. وإذا كان النظام قد رفع راية الحوار مع الجميع .. فنحن مع الحوار الذي يؤدي لتفكيك هذا النظام وزواله تماماً ، واي حوار يمكن أن يؤدي لبقاء هذا النظام أو إطالة بقائه في السلطة فهو مرفوض .. كيف نساهم في إطالة عمر هذا النظام وهو الذي قام بفصل الجنوب بسبب إطروحاته الحمقاء .. وتنازل عن أراضينا المحتلة من قبل الأجانب .. وهو من أفقر الشعب ودمر مشاريعه الإقتصادية والإنتاجية مثل مشروع الجزيرة والسكة الحديد .. وهو من صادر الحريات وفتح السجون والمعتقلات للشرفاء .. وهو من قتل الدكتور علي فضل ومجدي وجرجس ، شهداء بورتسودان ، شهداء 28 رمضان ، شهداء كجبار ، معتصم أبو العاص ، التاية ، محمد عبد السلام ، شهداء سبتمبر ، وهو من إرتكب الفظائع في دار فور وجنوب كردفان والنيل الزرق وفي جنوب السودان قبل فصله .. كيف نتصالح مع من إرتكب كل هذه الفظائع ؟؟ وماذا نقول لمن قدم روحه من شهداءنا فداءاً وقرباناً ومهراً للكرامة والحرية ؟؟ هل نقول لهم عجزنا عن مواصلة المسير ؟؟ هل نقول لهم فقدنا الأمل في تحقيق الإنتصار علي ذات الطريق الذي سلكوه ؟؟ أم ماذا ؟؟ يجب ألا ننخدع بما يطرحه النظام حول الوطنية ومنح صكوك الوطنية لمن إنخدع له من الأحزاب .. ويجب ان يعلم النظام ومن تهافت علي دعوته من الأحزاب بأنهم ليسوا أكثر وطنية منا ونحن نرفض المزايدة علينا بإسم الوطنية ..لأن من يدعي الوطنية الحقة لا مجال له لمصالحة هذا النظام ، وإنما عليه أن يعمل علي تفكيكه وتخليص الشعب من جرائمه المستمرة .. الآن النظام حتي لو قبل الحوار كوسيلة لتفكيكه ، فلا بد من المحاسبة عن كل الجرائم والفظائع ولا بد من فتح تحقيقات في كل الجرائم التي أرتكبت .. ويمكن في هذا المجال إعمال مبدأ العدالة الإنتقالية لما فيه من قناعة من الطرفين علي المصالحة وإزالة الضغائن وتحقيق العدالة .. ولهذا فإن تفكيك نظام الإنقاذ هو الهدف سواء عن طريق الحراك الجماهيري أو الحوار .. ولا هدف سواه .