استأنف الطرفان المتحاربان في جنوب السودان جولة من محادثات السلام وجهًا لوجه يوم 30 نيسان/إبريل- وهي ثالث جولة من هذا القبيل تعقد هذه السنة. ويتصادف استئناف المفاوضات مع اجتماع وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، بعدد من الزعماء الإقليميين في أديس أبابا، حيث اتفقوا على الحاجة إلى تواجد قوة شرعية لإشاعة الاستقرار في جنوب السودان. ويتزايد الضغط على حكومة جنوب السودان والمعارضة للتوصل إلى بعض الاتفاقات الملموسة في هذه الجولة من المحادثات في أثيوبيا. ومنذ اندلاع النزاع الدامي في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، لم يتفق الطرفان إلا على وقف إطلاق نار— تجاهله الجانبان في الأغلب الأعم. وقال صيّوم مسفين، رئيس كتلة شرق أفريقيا في فريق الوساطة التابع للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إن من جملة القضايا المطروحة على جدول الأعمال التوصل إلى تدبير سياسي مؤقت. وشرح ذلك بقوله: " يرتئي هذا التدبير أن يتفاوض الطرفان على تحديد فترة مؤقتة أو انتقالية قد تفضي إلى موافقتهما على تشكيل حكومة وحدة وطنية طيلة الفترة الزمنية المؤقتة، على أن يتفاوض الطرفان خلال هذه الفترة المؤقتة على طبيعة حكومة الوحدة الوطنية المقترحة وحجمها ومهامها". ويقول المسؤولون في إيغاد إنهم لا يفرضون ذلك على الطرفين المتفاوضين، غير أن كلا الجانبين قبل التفاوض حول هذا الموضوع. أما وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، مايكل ماكوي، فأكد أن جميع القضايا ستطرح للبحث. وأضاف أن: " البند الأول على جدول الأعمال… هو تعزيز اتفاقية "وقف الأعمال القتالية" والالتزام والتفاني من أجل تطبيق وتفعيل اتفاقية وقف الأعمال القتالية". وقد اجتمع وزير الخارجية الأميركية بنظرائه من أثيوبيا وأوغندا وكينيا في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا يوم 1 أيار/مايو لمناقشة سبل تسهيل التوصل إلى اتفاق. واتفقوا جميعًا على ضرورة نشر قوة عسكرية لها شرعيتها في أنحاء البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، وضعت الولاياتالمتحدة آلية تنفّذ حظر السفر أو تجميد الأصول والممتلكات، إذا دعت الضرورة، على أفراد معينين يُعتقد أنهم ارتكبوا العنف في جنوب السودان. كما أن إيغاد أرسلت فرقًا للرصد والتثبّت ميدانيًا في كل من بور ومالاكال وبنتيو. وقد مضت ثلاثة أسابيع على عقد آخر جولة من المحادثات. وأوضح صيّوم مسفين أنه يريد من كلا الطرفين الخروج بنتائج ملموسة. وقال بهذا الخصوص: " لقد وقعت أعمال قتل في البلاد أكثر من السابق منذ التوقيع على اتفاقية وقف الأعمال القتالية. وهذا يعني عدم التزام كلا الطرفين بالاتفاقية. إن المنطقة والمجتمع الدولي بأسره يقولان: كفى انتهاكًا وخرقًا لهذه الاتفاقية". وكان القتال قد اندلع في جنوب السودان بعد أن اتهم الرئيس كير نائبه السابق ريك ماشار بتدبير انقلاب ضده. وخلّف العنف آلافًا من القتلى فضلا عن تشريد أكثر من مليون شخص. وسوف يتضرّر المزيد من الناس حينما تعصف مجاعة وشيكة بالبلاد؛ ذلك أن معظم المزارعين لم يتمكنوا من زراعة حقولهم قبل حلول موسم الأمطار المقبل بسبب الوضع الأمني. بقلم مارته فان در وولف | من غرفة الأخبار بإذاعة صوت أميركا