* أعتذر عن عدم مواصلة حديث الأمس الذى وعدت بإكماله اليوم عن مأساة تزوير التوكيلات القضائية التى سأعود إليها لاحقا، بسبب الجريمة البشعة التى تحدث فى ليبيا على أيدى الديكتاتور السفاح الفاسد ( مدمر القذافى) وزبانيته ومرتزقته، وهى ليست غريبة عنه، أو عن أى ديكتاتور سفاح ولص وشخص بلا أخلاق مثله وجد السلطة والمال االلذين حرم منهما قبل جلوسه على كرسى الحكم بانقلاب عسكرى فى عام 1969، وعندما وجدهما اصابته لوثة وصار كالكلب المسعور، وكما يقول المثل السودانى .. ( الما بتشوفو فى دار أبوك بيخلعك ) ..!! * نعم، لا أستغرب تصرف القذافى المجرم، أو سكوت الأنظمة العربية عن جريمته البشعة، ولكننى أستغرب الصمت المريب الذى تمارسه الشعوب العر بية إلا القلة، ومن بينها الشعب السودانى الذى لم يبد أى نوع من المشاعر الطيبة تجاه الشعب الليبى الشقيق ومؤزارته فى المحنة التى يتعرض لها، وكأن على رؤوسنا الطير كما يقولون ..!! * توقعت أن يكون الشعب السودانى اول المتحركين لمؤازرة الشعب الليبى لعدة اعتبارات منها الجيرة وأواصر القربى ووجود الالاف من السودانيين فى ليبيبا يعملون ويقيمون هناك منذ عشرات السنين وهم عرضة مثلهم غيرهم من المواطنين الليبيين والمقيمين لعرب والأجانب فى ليبيا لجرائم الكلب المسعور التى لا تفرق بين ليبى وعربى واجنبى ، وكان من الواجب أن نتحرك ونعبر عن مشاعرنا وادانتنا لما يحدث، على الأقل خوفا على أبنائنا هناك، إن لم يكن خوفا على اخوتنا الليبيين، إلا أننا ظللنا نتعامل ببرود شديد، على كافة المستويات والفئات تجاه ما يحدث هناك، وخذلنا أنفسنا قبل أن نخذل الشعب الليبى البطل الذى ثار أخيراعلى المجرم السفاح وكان يتوقع المؤزارة من الشعوب العربية خاصة صاحبة المرارات والثورات الشعبية العظيمة مثل الشعب السودانى، ولكنه لم يجد منها غير الخذلان والبرود المميت ..!! * وإذا كنا قد صمتنا عن إبداء التعاطف مع الشعب اللليبى وإدانة المجازر البشعة التى تعرض لها فى الأيام السابقة، فلا شئ يمنعنا من الانتفاضة والثورة على هذا الصمت الغريب، والخروج لمناصرة الليبيين اليوم وغدا وبعد غد حتى يقيض الله له الانتصار على عدوه ومستعمره (مدمر القذافى)، خاصة وان هنالك الكثيرالذى يدور فى أجهزة الإعلام العربية والاجنبية عن مئات المرتزقة السودانيين أو ( حملة الجوازات السودانية ) الذين يشاركون فى حملة إبادة الشعب الليبى، مما يتطلب هبة شعبية سودانية عارمة تزيل هذه الوصمة السيئة التى لحقت بسمعتنا، وتؤكد موقفنا المبدئى فى رفض الظلم والتسلط والفساد وقمع الحريات وقتل الأبرياء، وفى مناصرة الشعوب الساعية الى الحرية والكرامة، والوقوف الصارم والواضح مع الشعب الليبى فى قضيته العادلة وحماية أبنائنا فى ليبيا من أى سوء فهم محتمل لمشاركة أولئك المرتزقة فى قتل الشعب الليبى ..!! * يجب أن نتخلى عن سلبيتنا ونعود الى ما عرفنا به من ثورية وعشق للحرية والكرامة، اليوم قبل الغد، من خلال مظاهرات شعبية عارمة لمناصرة للشعب الليبى فى معركته المقدسة، وإلا فلننعى أنفسنا ونستسلم للخذلان المبين الذى نعيش فيه ..!