برأت محكمة الانقاذ ببحرى أمس الأربعاء سامي محمد احمد علي، الجندي السابق في الجيش ، من تهمة قتل الشهيدة سارة عبد الباقي التي قتلت مع عشرات آخرين في انتفاضة سبتمبر . يشار إلى أن قضية مقتل سارة، هي الوحيدة التي نظرت فيها المحكمة رغم أن منظمة العفو الدولية قدرت عدد القتلى في تظاهرات سبتمبر بأكثر من 200 متظاهر. وقال قاضي محكمة الخرطوم بحري، (هناك ارتباك لدى شهود الاتهام وتضارب في أقوالهم، لذا فالمحكمة لا تطمئن لإفادات الشهود وكل هذا يجعلها تبرئ ساحة المتهم سامي علي وتخلي سبيله فورا ). وأضاف: (كان جنديا في القوات المسلحة استجاب لنداء من رئيس قسم شرطة الدروشاب بالخرطوم بحري للدفاع عن المركز عندما حاول المتظاهرون مهاجمته). من جانبه، قال محامي أسرة الشهيدة معتصم الحاج: (القاضي تحامل كثيرا علي شهادات الشهود الذين جئنا بهم واصر على عدم الأخذ بالبيانات) مضيفا (سنستأنف القرار). وتلقى أهل الشهيدة سارة عبد الباقي حكم البراءة لقاتل ابنتهم بصدمة وضربوا باياديهم شبابيك المحكمة وهتفوا (ليكم يوم ياظلمة ) (ثورة ثورة حتى النصر). واعتقلت الاجهزة الأمنية محامى اسرة الشهيدة الاستاذ معتصم الحاج من خارج قاعة المحكمة بعد نهاية الجلسة لاكثر من ثلاث ساعات لمنعه من ايصال وجهة نظره للاعلام كما اعتقلت عدداً من النشطاء ولكنها اطلقت سراحهم لاحقاً . وكانت الصحافية أمل ابو القاسم سردت مقتل الشهيدة سارة قائلة (بعد أن أعدت سارة الفطور لوالديها وقبيل إفطار بقية أهل الدار العامرة سمعوا جلبة عند جيرانهم كانت بسبب اصابة ابنهم بطلق في ساقه ، أسرعت مع شقيقتها إيمان للاطمئنان عليه ، وهما في معيتهم وصل نبأ إصابة ابن خالهم في الشارع التالي لمنزله بالدروشاب فخفتا إلى منزل خالهم ، ذهبتا ولم تدريا بأن القدر يتربص لهما إسوة بالمتربصين والقناصة الذين لا يحسنون الصيد بصيد الأبرياء وترك المخربين دون أن يتأذى أحد منهم ، خفت إيمان عبد الباقي الزميلة بصحيفة المجهر السياسي وسارة للإطمئنان على ابن خالهم غسان طالب الثانوي ، وبعد وصولهم وهما أمام بوابة المنزل وقعت سارة بالقرب من إيمان التي ظنتها للوهلة الأولى قد تعثرت فانحنت تحاول مساندتها لكن بعض شباب الحي أسرعوا نحوها وأخبروها إنها مصابة بطلق ناري ووضح ذلك جليا عندما رفعت وسالت الدماء مدرارة تسقي أرض الدروشاب التي قدمت سبعة شهداء. نقلت الشهيدة سارة ويا لسخرية القدر بدورية شرطة على أمل إسعافها وقبل إدخالها لغرفة العمليات وقبل أن تسلم الروح طلبت من والدها العفو ، فقدمه لها من بين وجعته ووجعة والدتها وأشقائها وشقيقاتها اللاتي باركن نجاحها قبيل أيام قليلة وهي تناقش الماجستير عقب تخرجها من كلية المختبرات الطبية .. لها الرحمة تقبلها وزمرة شهداء يومي الثلاثاء والاربعاء وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء).