[email protected] سؤال بسيط جدا من حقنا أن نسأله ، ولن ندخل في جدال مع الذين يرون أن حال البلد لا يسمح بوجود فراغ وأن المصلحة العامة تقتضي بقاءه ذلك أن مضلحة البلد فعلا في تقاعد الرئيس ولنا ولمن يرى رأينا أسياب عديدة : وأولها أن الرئيس قد بلغ من العمر وضعف الصحة ما لا يمكنه من إدارة البلد فقد أدخل المستشفي ثلاثة مرات هذا العام وحده هذا المعلوم والمشهور عند الناس أما كم مرة ذهب في هذه الفترة لمقابلة الأطباء وإجراء الفحوصات فلا يعلمها إلا خاصته . وثانيها : أن الرئيس قد أعلن بنفسه أنه لن يترشح لفترة قادمة وهذا ما يقوله الدستور والقانون الذي شرعه نظامه والباقي له من فترته ضياع للزمن فقط وليس في جعبته جديد يمكن أن نتوقعه منه ، وما الوثبة الرئاسية التي كانت في الهواء ببعيدة عنا . ثالثا : وهذا ليس أمرا جديدا فالرئيس محاصر عالميا ومقيد الحركة ، مما يعيقه عن أداء مهام الرئاسة بصورتها المطلوبة ، وهذا الأمر وحده كان يكفي لمغادرته كرسي الرئاسة لو أن الأمر أمر مصلحة عامة للبلد . رابعا : وصلت الحالة في البلد إلى درجة لا يتحمل معها مثل هذا الوضع ، فقد بدأت الحكومة ومن خلفها مؤتمرها الوطني في التخبط وكل مسؤول الآن أصبح حكومة لوحده فالوزير أصبح إمبراطورا في وزارته يديرها كيف يشاء ، وولاة الولايات أصبحوا كأمراء الأندلس قبل أن تذهب ريحهم ويفنى ملكهم ، وحال الاقتصاد ينذر بالانهيار الكامل .كل ذلك كان موجودا من قبل أما الآن في غياب الرئيس الفعلي فقد تردى الوضع وهو يسير من سيء إلى أسوأ. ثم أن الرئيس من قبل ومن بعد لم يثبت أن له مواهب وملكات استثنائية تجعله فريد عصره ونادرة زمانه ليظل راكبا على أكتافنا خمس وعشرين عاما ويتطلع المعتوهين وأصحاب الغرض والمرض في أن يظل هكذا إلى أن يصيبه أمر الله وتصبح البلد خرابا بلقعا . ويقيني أنه لا يوجد عاقل من المقربين للرئيس أو من النافذين والمتنفذين لينصحوا الرجل بالتقاعد . وحتى هؤلاء من المستفيدين والنفعيين تغيب عنهم مصلحتهم الضيقة وهم يتمسكون ببقاء الوضع كما هو عليه ، فهي مخاطرة عليهم لا يحسون ولا يعونها ، تماما كالراكب في سفينة قائدها عاجز عن قيادتها ولا يعرف أين يسير بها وقد أحاطت به الأعاصير والأمواج وفي الساحل من ينتظر وصولها ليجهز على ركابها . للتاريخ ما بين عمر وعمر : فقد سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه امراءة تقول (اللهم غير عمر ) فقال الفاروق رضي الله عنه (اللهم غير عمر إن كان في ذلك صلاح المسلمين ) فنقول بالحق اللهم غير عمر لأن في ذلك صلاح المسلمين.