دعت فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية الى تبنى مجلس الأمن الدولى لوسائل أكثر حسماً وابداعية للقبض على المطلوبين للعدالة فى جرائم دارفور – عمر حسن احمد البشير وعبد الرحيم محمد حسين واحمد هارون وعلى كوشيب . وأكدت فى تقريرها لمجلس الأمن الدولى أمس 17 يونيو ان المجلس لم يرتفع الى توقعات الضحايا فى دارفور الذين لايزالون يعانون من الجرائم الممنهجة واسعةالنطاق مع افلات كامل من العقاب . وقالت إن عدم تحقيق العدالة يقوض ليس فقط نظام العدالة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية التي هي جزء منه، وانما مصداقية مجلس الأمن كأداة للسلام والأمن الدوليين. وأكدت أنه بدون اتخاذ خطوات ملموسة لإلقاء القبض على المتهمين فإن الجهود المبذولة لضمان تحقيق العدالة في دارفور (يمكن أن تدخل في التاريخ باعتبارها فشلا لا يمكن تبريره). وقالت (ما يقرب من عشر سنوات منذ إحالة المجلس الوضع في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولا تزال الجرائم الممنهجة وواسعة النطاق ترتكب مع الإفلات التام من العقاب. في الواقع لقد خذلنا ضحايا دارفور الذين مازالوا يتحملون وطأة هذه الجرائم). وأضافت (لقد حان الوقت لمقابلة تحدي السودان المستمر لقرارات مجلس الأمن بإجراءات حاسمة من قبل المجلس). وقالت ( يستحق الضحايا من دارفور ومن قوات حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم أفضل من هذا. ونحن جميعا نتوقع الأفضل أيضاً). واشارت الى مواصلة عمر البشير للسفر في تحد لمذكرة القبض عليه ، بما في ذلك سفره للدول الأطراف في نظام روما الأساسي المؤسس للمحكمة. وأكدت أن المحكمة الجنائية الدولية ساهمت إلى حد كبير في رفع مستوى الوعي بالجرائم الجسيمة والمنهجية التي ترتكب في دارفور، (لكن تظل أفضل مساهمة للمحكمة إنهاء الإفلات من العقاب ). وقالت بنسودا (الحقيقة أن العملية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية لا يمكن أن تحدث بدون اعتقالات. ما زال المشتبه بهم بخصوص دارفور طلقاء ولم تتخذ خطوات ذات مغزى لاعتقالهم وتقديمهم للعدالة). وأضافت (ما يلزم هو تحول كبير في نهج هذا المجلس لاعتقال المطلوبين بخصوص دارفور). ونددت المدعية بالهجمات على المدنيين التى تقوم بها قوات الدعم السريع التى وصفتها بأنها نسخة جديدة من (الجنجويد)، وأشارت إلى وجود نمط هجمات الجنجويد العشوائية وغير المتناسبة ضد المدنيين من قبل قوات الدعم السريع في جميع الهجمات التي ارتكبت منذ نهاية فبراير بالتزامن مع نشر هذه القوات. ودعت بنسودا إلى تحقيق عام ومستقل في الاتهامات بأن بعثة حفظ السلام المشتركة يوناميد (تعرضت لتلاعب بقصد التغطية على جرائم ارتكبت ضد المدنيين وجنود حفظ السلام وخاصة تلك التي ارتكبتها حكومة السودان). واعتبرت مدعية المحكمة الجنائية الدولية، أن هذه الاتهامات يجب أن تكون مصدر قلق بالنسبة لنا جميعا، مطالبة ب(تحقيق) كامل ومستقل وعلني. وقالت: (المسؤولية عن هذا التلاعب قد تكون من حفنة من الأفراد، لكنه يطعن في مصداقية البعثة ككل)، ويحرم المدافعين عن السلام والعدل أداة أساسية لتقييم الوضع في دارفور. وأعربت عن (قلقها العميق) ازاء العنف المتزايد والعدد الهائل من الناس الذين ما زالوا مشردين. وقالت (نشجب القيود المتزايدة المفروضة على أولئك الذين يحاولون مساعدة النازحين … ويجب إنهاء العرقلة المتعمدة للمساعدات الإنسانية). (نص خطاب فاتو بنسودا امام مجلس الأمن على الرابط ادناه):