اللواء الركن يونس محمود الذي اشتهر أيام الإنقاذ الأولى بفقرة ( الحديث السياسي ) الذي كان يبث بعد نشرة أخبار الثالثة بعد الظهر في إذاعة أم درمان ما زال الكثيرون يتذكرون عباراته ( السامة ) والفظة والتي كانت حينما كان يتحدث بلسان الحكومة وصوتها الممجوج وتذكرون كذلك كيف أسهم في تدهور العلاقات مع دول الخليج بعد أن وصف أسرها الحاكمة والمالكة بالعصابات ووصف آل سعود ( باليهود ) ذلك الرجل الذي تميزت لغته بالإقتباس من القرآن الكريم فجاءت عباراته كخضراء الدمن في منبت ( سوء الفهم ) وعُسر المنطق وبلادة التصوير . كنّا نظن – وليس كل الظن إثم – ان ظاهرة يونس محمود إندثرت بعد أن سقط ( دثار ) الإسلام فكشف عورة نظام الإنقاذ والحركة الإسلاموية ومتأسلمي السياسة فلم تعد الشريعة الإسلامية تصلح قناعاً تتخفى وراءه العصابة الحاكمة والإنتهازيين والكافرين بوحدة الوطن المتأبطين شرور تنظيمهم الشيطاني ومآسي التمكين . لقد تمكن التنظيم الإسلاموي من اختراق العقول البسيطة و ( حقنها ) بعقار الهلوسة الدينية مستغلاً النوايا الحسنة والأشواق الساذجة لدولة الشريعة والعدالة والجهاد فخلقوا انماطاً من البشر لم يكن يونس محمود (بدعاً )منها ولكن الغريب أن الرجل لا يزال في ضلاله القديم وهاهو يسود صفحات ( اليوم التالي ) باجتراره سنوات الإنقاذ العجاف ويبكي على ( تكبيراتها وتهليلاتها ) التي انقلبت ( مكاءً وتصديةً ) – حسب اقتباسه – بل أراه يتنكب رهق الحديث عن أسباب فشل الإنقاذ ومنها انقسامات التنظيم ولكن سيادة اللواء لم يتذكر ظلم الإنقاذ ولا بيوت الأشباح ولا دماء الطلاب والطالبات ولا نهب أموال الشعب لم ير إخفاقاً في الإنقاذ سوى إختلافات وانقسامات ( الشيوخ ) واختلال حسابات ( الجاذبية ) التي عطلت إنطلاق صاروخ الإنقاذ بالله عليكم أي هطل وهرف وخرف يأتي به الرجل دفاعاً عن نظام يخجل من الدفاع عنه حتى المنتسبون إليه فهل انهارت مشاريع الإنتاج والمصانع والمستشفيات والأخلاق جراء انقسام شيوخ الحركة الإسلاموية وعسكرها أم الخلل في هذا التنظيم السرطاني الذي دمر البلاد والعباد . الأدهى والأمّر أن سعادة اللواء يونس محمود في مسار – تحليله العبقري – لم ينس أن يذكرنا ( بتكفيرهم ) المبطن للمجتمع فأبت تلك الجرثومة ( المحقونة ) في عقول المخدوعين والموهومين إلا أن تطل بعنقها في فها هو يقول ( …. وتداخلت السمات حتى لم يعد أحد قادراً على التفريق بين القدامى والقادمين ، واهل بدر وأهل ما بعد الفتح ( الطلقاء ) ….. نعم ليس هذا منطق يونس محمود ولكنه منطق الحركة الإسلاموية في السودان فالمجتمع السوداني عندها كافر ومشرك وانقلاب الإنقاذ هو ( فتح مكة ) ولم ينقذ الشعب السوداني من مقصلة ( الكيزان ) إلا رحمة وسماحة الإسلاميين فالسودانيون في عرف الحركة الإسلاموية ( طلقاء ) حتى يدخلوا في دين المؤتمر الوطني أفواجاً هل عرفتم لماذا لا تحاسب الحركة منتسبيها الذين سرقوا اموال الشعب ؟ لأن أموال ونفط وذهب وأراضي الشعب السوداني ( غنيمة ) ما بعد الفتح أما ( الطلقاء ) فليبحثوا لهم عن وطن جديد لا يحكمه رجال يحملون عقل يونس محمود وفكره ومنطقه . مخطئ من يظن أن يونس محمود يتحدث بعيداً عن منهج الإسلاميين في السودان ولكنه أكثرهم شجاعة وهو يظهر ما يبطنون فما يخطه يراعه هو عين ما تستبطنه الحركة الإسلاموية وما تخفيه ( تقية ) يكشفها امثال يونس والذي أقول له تالله لا تفتأ تذكر الإنقاذ حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين . [email protected]