ما سر تمدّد داعش وصعودها المفاجئ في سوريا؟ ما الذي يجعل نفس القبائل والعشائر التي أعلنت ولائها للأسد في شمال – شرق سوريا وأمدته بعناصر "الشبيحة" تعلن الآن ولائها ل "داعش" وتمدها بالمقاتلين؟ هذا السؤال وغيره من الأسئلة التي ترتبط عضوياً بتفاصيل البنى الاجتماعية المحلية وتأثير العوامل الجيوسياسية (مثل حقوق النفط والموارد المائية… الخ) على الصراع في شمال – شرق سوريا يجب أن تكون هي المدخل لتفسير ظاهرة صعود "داعش" وانتصاراتها الأخيرة. تقلل هذه الورقة إذن من حجم التأثير العقائدي والأيدولوجي في إيجاد الدعم لها. وبديلاً عن التفسير الأيدولوجي يشير الباحث فيلكس لغراند إلى عوامل متعددة ساهمت في تقدّم "داعش". فحقيقةُ كون "داعش" جسماّ غريباّ عن المجتمع السوري، قد تمكَّنَت من فرضِ سيطرةٍ استعماريةِ الطابع على محافظة الرقة وعلى جزءٍ من المنطقة الشرقية، يعود إلى قدراتها على استغلال الانقسامات الاجتماعية التي أُوجِدت على مرِّ السنوات الأربعين الماضية من نظام الأسد. وذلك بأسلوب مماثل لذلك الذي اتَّبعه النظام لفرض سيطرته في المنطقة. لجأت "داعش" إلى مزيجٍ من القوَّةِ، المحسوبية، واللعب على التنافسات المحلِّية لعقد تحالفاتٍ عريضة، ولكنَّها ضعيفةٍ نوعاّ ما، على مساحة الشمال-الشرقي من سوريا. وقد ظهرت هشاشةُ هذه التحالفات عندما انشقَّ عن "داعش" أغلبية عناصرها السوريين في إدلب وحلب خلال الأيام الأولى من الهجوم الذي قاده الجيش السوري الحرُّ عليها في كانون الثاني (يناير) 2014. وتخلص الورقة إلى أن هزيمة وحصار "داعش" – بناء على تلك المعطيات – لا يمكن أن تكون عسكرية فقط، بل يجب أن تكون مترافقةّ أيضاّ مع مقاربةٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ حذرة، تأخذ بالحسبان البنى الاجتماعية المحلية من عربٍ وأكراد، ومصالح القبائل والعشائر، والطبيعية الجيوسياسية للمنطقة التي تعقد من تداخل المصالح لكنها تشكل مدخلاً لححلة تحالفات داعش الهشّة وعزل المقاتلين الأجانب. (نص الورقة على الرابط ادناه): http://www.arab-reform.net/sites/default/files/%D8% A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A% D8%AC%D9%8A%D8%A9%20%D8%AF%D8%A7%D8%B9% D8%B4%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8% B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9.pdf