الأربعاء 2 مارس 2011م التقيت بالطاهر بمنزله، وتصادف وجود صحفيين، حضروا للتهنئة مباركين خروجه من سجن كوبر!!!!!!!!، كان الحوار الدائر يفصح عما يدور من الخفايا والخبايا بسجن كوبر، وظل الصحفيون يسألونه عن تفاصيل كثيرة حول ما يدور داخل السجن، ويطلبون المزيد!!!!!!، وكان الطاهر يقص عليهم من القصص ما يشيب له الرأس!!!!!!!. ابتدر الطاهر رده، على سؤال يتعلق بعموم المعاملة بسجن كوبر، قائلاً: المعاملة تتم على حسب وضعك المادي ويمكن أن تعيش بارتياح، إذا كان جيبك مملوء بالنقود، وبإمكانك أن تدفع لعساكر السجن، وعندها سوف تُذلل لك كل الصعاب، ويصبح المستحيل ممكناً!!!!!، وتتم خرق اللوائح بكل بساطة!!!!!!!!. ولمزيد من التوضيح، أضاف الطاهر بقوله: يعني، مثلاً، ممكن تأخذ إذن وتذهب لزيارة عائلتك، وخاصة، إن معرفتنا، بصدور إذن الزيارة للعائلة سماعية، إذ أننا نجهل تماماً ما تنص عليه اللوائح، وسمعنا، أن اللائحة تنص على أذونات لزيارة سنوية، مدتها خمسة عشرة يوماً، يخرج فيها السجين ليزور عائلته، ويمكن أن تأخذها كلها، كما يمكنك أن تجزئها، كأن تذهب ثلاثة أيام وترجع، وهكذا دواليك!!!!!!، وشهدنا، أن هنالك من المساجين من ذهب ومكث أسابيعاً مع عائلته، ثم رجع إلى السجن!!!!!!!!، رغم أننا لم نر لم اللائحة، ولكنننا، شهدنا، على من يخرج بإذن لزيارة العائلة ويرجع، وأن هناك من السجناء من يذهب لزيارة عائلته وقد يمكث شهوراً بالخارج!!!!!!!. استطرد أشرف قائلاً: في النهاية، الفيصل في السماح لك بالخروج للزيارة، هو الدفع للعساكر، حتى يتم إعطائك الإذن!!!!!!!، ومن المفارقات التي تحدث بالسجن أيضاً، أن هنالك من مكث 10 سنوات و8 سنوات، وكافحوا، وطالبوا بالزيارة، وهددوا بالإضراب عن الطعام، ولم يجدي ذلك نفعاً، ولم يُسمح لهم بزيارة عائلاتهم!!!!!!!. تحيرت فيما ذكره الطاهر، وسألته، كيف تتم إجراءات الإذن بالزيارة، وممن يصدر الإذن!!!!!!، أجابني قائلاً: يصدر الإذن من إدارة سجن كوبر، وعادة، إذا ذهبت للزيارة، فهنالك اثنين من عساكر السجن، يذهبون معك، كحرس!!!!!!، وحسب الممارسة السائدة، لابد أن تدفع لهم أولاً، كي يذهبوا معك، وأثناء الزيارة، لك أن تتكفل بإقامتهم ومعيشتهم ومنصرفاتهم!!!!!!!!، وبعدها، يمكنك أن تلتزم بالمدة المحددة للزيارة، أو تزيدها، حسب الاتفاق الذي يتم بينك وعساكر السجن!!!!!!!!. بادر أحد الصحفيين بسؤاله، قائلاً: طالما، أنه حق قانوني، فهل سبق وأن طالبتم به، أنت وأبوذر وأشرف؟؟؟؟؟. قال الطاهر رداً على السؤال: أنه وأبوذر وأشرف، قد أكملوا عامهم بالسجن، دون أن يقترب منهم أحداً من عساكر السجن، ويعلمهم بحقهم في الإذن بالزيارة أو يعرّفهم بإجراءاته!!!!!!!، ولم يطالبوا به، لأنه، هنالك أشياء لا ترقى لمستوى الزيارة، تم إنكارها عليهم!!!!!، فهم، غير مسموح لهم، بأن يزوروا عنبر السياسيين داخل سجن كوبر!!!!!!!، فكيف يسمحوا لهم بإذن لزيارة عوائلهم!!!!!!. أضاف الطاهر قائلاً: وقد سبق وأن تم منع أُسرنا من زيارتنا بالسجن، فكيف يسمحوا لنا بزيارتهم!!!!!!، كما، أنه مفروض علينا حظراً ومعاملة متشددة على غرار بقية المساجين!!!!!!، ورأينا وشهدنا، التمييز الذي يحدث في المعاملة، وأمامنا، شاهداً، من قضوا سنوات طويلة بالسجن، دون أن يُسمح لهم بالزيارة!!!!!!!، كما، أننا، لن نقبل بمبدأ الدفع للعساكر، فالإذن بالزيارة هو حق لكل المساجين، ولكن العساكر يهبونه لمن يدفع أكثر!!!!!!!!!. تعجبنا جميعاً، وألجمت الدهشة ألسنتنا، من حديث الطاهر المستفيض، وتداخلت الأسئلة، وتشعبت!!!!!!!!، وذهبت بتفكيري، إلى ازدواجية المعايير في تطبيق لوائح السجون ونظم المعاملة!!!!!!، وزادت حيرتي، باستشراء الفساد والرشوة والمحسوبية وسط عساكر السجن!!!!!!!!، والتمييز في المعاملة بين المساجين!!!!!. لم أجد ما أقوله، سوى أن أبث همي وغمي لله، وقلت في نفسي، ياحى يا قيوم … برحمتك استغيث اللهم، أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين، لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين!!!!.