كورك – آيرلندا … عندما تيقنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أن ما لديها من مال لا يكفي لتسيير أمور الحركة لفترة طويلة إهتدت إلى نفس تكتيكاتها السابقة و التي جربتها و ثبت نجاحها في كل مرة و هي إيجاد وسيلة لإبتزاز أموال المسلمين و الكفار "المغفلين" على حد سواء و لا يتطلب هذا سوى دعوة إسرائيل إلى إجتياح القطاع من جديد ! إنها حماس الماكرة التي لا تعرفون ألاعيبها و شيطنتها و نحن كسودانيين و مسلمين إستغفلتنا حماس لفترة طويلة و ضحكت علينا , لا يمكن أن نغفل موضوع توقف خالد مشعل و موسى أبو مرزوق عن زيارة بلادنا بعد جفاف النفط في الأنابيب و دخول نظامنا الكريم مع الفلسطينيين في في ازمة مالية خطيرة . لقد قامت حماس بإستدعاء إسرائيل لتدمير القطاع عبر خطفها لشبانها الثلاث و قتلهم و إنتظار قدوم طائرات إسرائيل التي لا تطالها نيران في المنطقة كلها و مع معرفة حماس بإختلال ميزان القوة و التسليح في المنطقة و ما يمكن أن يسفر عن إجتياح إسرائيلي للقطاع من دمار و خسائر في الأموال و الأنفس إلا أنها كانت تفرك يديها المغلولتين من الأموال إستبشاراً بما سوف يأتي من أموال بعد خروج إسرائيل من القطاع و خروج قيادات حماس من مخابئهم التي أعدوها جيداً حتى قبل قتل الشبان الثلاثة ! قادة حماس عندما تأتي إسرائيل بحثاً عنهم فإنهم أكثر حرصاً على أن تجدهم الفضائيات العربية و وسائل الإسترصاخ للعب على وتر مجرب و هو عاطفة المسلمين في كل العالم, و لذلك فإنهم الأحرص على تأمين قنوات التواصل مفتوحة مع الفضائيات العربية أكثر من تأمين الملاجئ و المخابئ لسكان غزة الذين تتجاهل خماس حمايتهم من وحش طيران إسرائيل ! إن أول من يهرب من إشعال النار في خلية النحل هو من يعرف لذعة النحل ! . علينا كمسلمين أن نجرّم حماس و أسلوبها المهلك الضار كما نجرّم إسرائيل لإنتهازها هذه الفرصة للهروب من بعض مشاكلها الداخلية . فقد تسببت حماس كما تسبب بعض المنسوبين للإسلام في السابق في جر مضار عظيمة بأمة تعاني من التفكك و الإختلاف و الحروب الداخلية و هي جميعها بسبب إستدعاء جيوش الغرب إلى المنطقة في خطوة مشابهة غير محسوبة العواقب قبل أكثر من إثني عشرة عاماً . إن إسرائيل ككل مرة تقوم بتسجيل سبق إنساني و حضاري قبل أن تطلق آلاتها العسكرية تجاه قطاع غزة و لا يمكننا أن نتغافل عن مدلول الإتصال التلفوني الذي أجراه بنيامين نتينياهو مع والد الصبي الفلسطيني الذي قتله مستوطنون إنتقاماً لمقتل الشبان الفلسطينين الثلاثة حيث إستنكر عملية القتل و أدانها و قال لوالد الصبي الفلسطيني أن أحداً لا يقبل بالطريقة التي قُتل بها إبنك ! . و كذلك فإن حماس تمعنت في الإنحدار نحو الهمجية بإطلاقها صواريخاً في ظاهرها لدك حصون العدو و لكنها تريد إلحاق الأذى بأكبر عدد من السكان و لا يهم يهوداً كانوا أم أجانب أم فلسطينين , المهم أن حماس تريد أن تقول أنها قتلت بصواريخها البدائية أحداً ما في فلسطينالمحتلة ! إنها المرة الوحيدة التي لم تتمكن فيها صواريخ حماس من إصابة فلسطينيين بداخل إسرائيل أو فلسطينالمحتلة ! إن حماس تعلم أن تحرير القدس مسؤولية كل المسلمين في العالم و لذلك ينبغي أن لا تتصرف منفردة و تنخس الوحش الإسرائيلي ثم تنزل إلى مخابئها و تستصرخ فينا حمية الدين و الدم ككل مرة لأننا كمسلميين لم تستشيرنا حماس في ما تفعل و لكننا أول من تلجأ إليه طلباً للنصرة و هي لا تعني إلا النصرة بالمال فكيف للمسلمين أن ينصروا حماس في القطاع و القطاع أصلاً لا يمكن الوصول إليه بسبب حصاره من دولة مسلمة تدمر حتى أنفاقها التي يهرّب بها الفلسطينيون إحتياجاتهم و تصريح أحد مسؤوليها أن خلافهم مع حماس هو خلاف عقائدي ! إن قادة حماس رفضوا السلام بل الهدنة الإنسانية التي وافقت عليها إسرائيل لأنها تعلم أن تدمير الفطاع لم يتم بالشكل الذي يدفع المجتمع الدولي و المسلمين الأثرياء من إغداق الأموال عليها لتعميرها أو بالأحرى تعمير جيوب قادة حماس و مشاغبيها من الملثميين. إن العدوان منبوذ و محرم دينياً و على قادة حماس أن يقنعوا بالقطاع المحرر و لا يعتدو "و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" و عليهم أن يعلموا أن تحرير القدس لا يمكن أن يكو إلا بجهد إسلامي كبير و قوة نحن لا نمتلكها اليوم خاصة في ظل تشابك مصالح بلاد المسلمين مع الكفار الذين يوفرون الغطاء لإسرائيل . إن حماس العاجزة عن حماية نفسها من أفاعيلها و بقوة عين ترمينا نحن بأننا خزلناها و تركناها وحيدة تصارع وحشاً هي من إستفزته لذلك آن الآوان لنا كمسلمين أن نسأل حماس : ألا تجدين وسيلة أخرى لإبتزاز الأموال ؟