يعيش 40 ألف شخص على الأقل ممن فروا من مناطق الصراع في جنوب السودان في أوضاع مروعة في معسكر تابع للأمم المتحدة، حسبما تقول منظمة "أطباء بلا حدود". وأوضحت المنظمة الخيرية أن كثيرين من هؤلاء يعيشون وسط مياه الفيضانات، التي لوثها الصرف الصحي ويصل منسوبها إلى مستوى الركبة. كما أن بعضهم ينامون واقفين وهم يحملون أطفالهم. وحضت "أطباء بلا حدود" الأممالمتحدة على نقل أشد المتضررين إلى منطقة أكثر جفافا في بلدة بانتيو. ومنذ ديسمبر أسفر القتال بين القوات الحكومية والمتمردين المسلحين عن نزوح 1.5 مليون شخص على الأقل. ومع هطول الأمطار، قالت "أطباء بلا حدود" إن الأوضاع الصعبة بالفعل في المعسكر المزدحم أصبحت تبعث على الأسى. وقال إيفان غايتون، منسق الطوارئ بالمنظمة، في بيان إنه "مع ضآلة إمكانية تصريف المياه، فإن أوضاع المعيشة الحالية في المعسكر مروعة، و(تشكل) إهانة للكرامة الإنسانية." وسبق ودعا مجلس الأمن إلى تحرك عاجل من أجل معالجة الأزمة الغذائية في جنوب السودان واصفا اياها بأنها الأسوأ من نوعها في العالم في الوقت الحالي. وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه يوجد "انعدام أمن غذائي كارثي" في جنوب السودان داعيا الدول المانحة التي تعهدت بدفع 618 مليون دولار للوفاء بتعهداتها. وقال منظمة الأممالمتحدة للأطفال "اليونيسف" إن حوالي 4 ملايين- ثلث عدد السكان- يمكن ان يتأثروا بهذه الأزمة. اضافت اليونيسيف إن 50 ألف طفل يمكن أن يموتوا بسبب الجوع في البلد الذي مزقته الحرب ما لم تزدد المساعدات الدولية. وتسبب القتال الذي استمر شهورا إلى منع الفلاحين من زرع أو حصد محصولاتهم مما ادى إلى نقص في الغذاء على مستوى القطر كله. وكانت منظمات خيرية بريطانية نبهت الى أن الكميات الضئيلة من الغذاء ستنضب في شهر أغسطس/آب و إن التبرعات التي جمعتها لا تكفي لتنظيم حملة لطلب المساعدة. واوضحت مجموعة المنظمات الخيرية "ان استمرار النزاع في جنوب السودان، وعدم وصول المساعدات بحلول شهر أغسطس/آب سيؤدي ببعض مناطق السودان إلى المجاعة".