[email protected] عبث ما يحدث في السودان ، فحينما فاحت رائحة فساد الطغمة الحاكمة وازكمت كل الانوف ( فساد مكتب والي الخرطوم فساد شركة السكر فساد ادارة مشروع الجزيرة ) فانبرت السلطة الحاكمة لا لتوقف توحش الفساد على الجسد السوداني ولكن لاعتقال الصحفيين والكتاب ممن يفضحون الفساد والفاسدين وتحريك الدعاوى القضائية في مواجهتهم ….. وغلق ومصادرة الصحف وحينما فاحت رائحة طغيان قوات الدعم السريع ( الجنجويد سابقا ) وعاثوا في ارض الطيبين قتلا وحرقا فانبرت السلطة لا لمحاسبة القتلة والمجرمين ولكن لاعتقال الامام الصادق المهدي والاستذ ابراهيم الشيخ لانتقادهم توحش واجرام قوات الدعم السريع وحينما هطلت امطار الخريف وضربت السيول الكثير من المناطق مخلفة خراب ودمار وضحايا بالمئات انبرت سلطة الانقاذ لا لانقاذ المتضررين المستغيثين ومعالجة اثار الكارثة ولكن لاعتقال الدكتورة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الامة السوداني . والمراقب لحالة حكومة المؤتمر الوطني في السودان يتصور انهم يرون ولا يرون يسمعون ولا يسمعون يتحدثون ولا يتحدثون …. يرون مدي التردي الذي وصل اليه وضع الدولة والمواطن في السودان ولا يرون انهم معنيون بتغيير هذا الوضع او حتي الوصول لحلول لتحسين نسبي للحالة السودانية للوصول لحالة تستحقها السودان علي المستوى الاقليمي والدولي . يسمعون انين المقهورين في مختلف مناطق الصراع في انحاء السودان حتى في الخرطوم مقر سلطتهم نتيجة القتل والتعذيب والاعتقالات خارج نطاق القانون والفقر والغلاء ولا يسمعون سوى منافقيهم من شيوخ التربح وكتاب الولاة واذناب الحكام الموجودين في كل مكان وزمان . يتحدثون ولا يتحدثون فدائما ما تسمع وعودهم البراقة وحديثهم عن التقدم والازدهار والرخاء ولاتري سوي الخراب والدمار وجثث القتلي سواء بمعرفة قتلة النظام كما يحدث اثناء الاحتجاجات والمطاهرات او كما حدث في حملات التطهير العرقي والابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبة او نتيجة لسوء التخطيط كما حدث اخيرا عندما فاجأتهم كالعادة امطار الخريف بسيولها المدمرة رغم حديث قيادات في المؤتمر الوطني والحكومة قبل الكارثة بالاستعداد التام لمواحهة الامطار والسيول ولكن كما ذكرت هم يتحدثون ولا يتحدثون . ان التغيير في السودان اصبح امرا حتميا لابديل عنه حتي تصبح السودان كما يتمناه الشرفاء من ابناءه .