ما يحدث في السودان من تدهور وكوارث طبيعية وأخرى بأيادي بشرية ينبئ عن مستقبل قاتم للبلاد، لأننا كل يوم نصطدم بواقع مرير في الجانب الخدمي، إذا سلطنا الضوء على مستوى العاصمة القومية فهي ليست بمنأى عن الانهيار الكامل للبنيات التحتية، وليست بمعزل عن الولايات الأخرى التي تعاني الامرين التدهور الخدمي والتهاون الحكومي، وإذا اخذنا أفضل أنموذج للولايات التي تنعدم فيها الخدمات فهي ولاية النيل الأبيض، التي بح صوت مواطنيها وهم يهتفون بالاصلاح الخدمي الذي يقصد به كل المرافق في مجال الصحة التي فاحت روائحها النتنه، وفي مجال التعليم الذي اصابه الوهن والاعياء في الاطراف، اما المياه فهي سبب كوارث وامراض اودت بأرواح كثير من الابرياء، ولكن من يهمنا في هذه المساحة هي محلية تندلتي التي تئن من ألم التدهور الخدمي والصحي والبيئي، فقد اكد بعض المراقبين بان العائد الذي يدخل للمحلية كفيل بان يحسن من البيئة ويجعلها في ركب المحليات المتمدنة، ولكن ما يؤسف بان المحلية تجب كل عوائد المنطقة سوى كان من سوق المحصول او من تلك الايصالات التي يقوم بدفعها اصحاب المحاريث الزراعية وكثير من العائدات الاخرى، ويبقى السؤال اين تذهب ايرادات المحلية إذا كانت لا تستخدم في السوق ولا المستشفى ولا المدارس؟ وفي ذات الاطار تحدث عدد من المواطنين عن تردي الاوضاع البيئية بالمحلية وقال عبد الإله اسماعيل، منذ هطول الامطار ظهرت سلبيات في اصحاح البيئة، المباني مشيدة في طريق المجاري داخل السوق هذا يدل على عدم التخطيط في المدينة والسوق ما ادى الى ركوض المياه وظهورالروائح الكريهة مع تراكم الاوساخ بالمجاري، مشيراً بان هذا التدهور يرجع للمجلس التشريعي الذي ترك زمام الامور للجهاز التنفيذي الذي تمادى في الاهمال وامسك يد الشعبيين من التدخل، هذا جانب اما الجانب المخيف اكثر تشييد السوق في مجرى المياه، لذلك تتجه كل مياه الامطار من المدينة الى السوق وقد اكد اسماعيل بان الاخطاء في التخطيط هي التي اودت بهذه الكارثة الصحية، وقيام الميزان المحوري داخل سوق المحصول وسوق المواشي شرق المدينة. فيما اكد حمد النيل يعقوب بان مدينة تندلتي وقراها تفتقر لكافة الخدمات الصحية والتعليمية، وان المدارس تحتاج للصيانة ومعلمين وكتب وهذا الاهمال قد يقود المنطقة لهاوية من الدمار اما على مستوى البنية فان التردي فقد فاق حد الاحتمال، وما يغضب حقيقية «طناش» المحلية وحكومة الولاية عن الاهمال والتردي البيئي بكثير من المحليات وبالتحديد محلية تندلتي التي ضاق مواطنها ذرعاً بهذا الاهمال وقد اوضح مصدر فضل حجب اسمه، بان تندلتي بها ايرادات تفوق المدن الشمالية بالولاية ولكن هنالك اذرع تأخذ حق المحلية غصباً، ويوجد كثير من الموظفين عليهم علامات ثراء جراء عمل التحصيل نحن نعلم جلياً الفساد الذي انتشر في جسد الولاية مثل الداء ولكن في محلية تندلتي قد فاحت الرائحة، مناشداً السلطات المحلية بان تنظر ببعض الحكمة لهذه المدينة التي كانت تحمل اسم اكبر سوق للبورصة. وقد أشار معتمد تندلتي الاستاذ محمد ادريس ل«الإنتباهة» بان مدينة تندلتي قد حباها الله هذا العام بموسم زراعي مبشر وكانت الامطار فوق المعدل، ولكن تم تحضير طوارئ الخريف اما في جنوب المحلية ريفي زغاوة تأتي خيران من جنوب كردفان قد احدثت ضرراً ب«223» بيتاً تأثرت حسب افادات اهل المنطقة وقد تم منحهم «400» مشمع اما على الصعيد الصحي قد نفذنا حملات رش ضبابي تم ردم المستنقعات داخل السوق، وما يدور من لغط حول التخطيط فانها مدينة غير مسبوقة باتساع الشوارع فيها ولكن السوق يعاني من ضيق المساحات، لذلك اوقفنا تصديق الاكشاك وتردي البيئة وقد قمنا بردم البرك وإزالة الاوساخ لتحسين البيئة، وما زالت تندلتي هي مدينة التميز لسوق المحصول والمواشي. الامطار الحمد لله الموسم مبشر بالزراعة وشرب المياه وفي الزراعة زرعت كميات مهولة من السمسم والفول الامطار بكميات كبيرة، لكن حضرنا لطوارئ الخريف وفتحنا المجاري.