كمال كرار [email protected] اعتقال السياسيين والزج بهم في المعتقلات، وتلفيق التهم ضدهم، ومنع الزيارات عنهم وتعذيبهم ونفيهم إلى سجون بعيدة هو الإرهاب في أسطع صوره. وإن كان النظام الحاكم قد اتبع سياسة التنكيل بالمعارضين والمدنيين أمام محاكم الإرهاب الإيجازية،فهو الإرهابي بامتياز عندما يلقي بالناس دون جريرة في حراسات الأمن أو زنازين السجون،ويحرمهم من أبسط حقوقهم،ويتمادي فيمنع عنهم الزيارات،ويتعرضون وهم محبوسون لشتى أنواع التعذيب البدني والنفسي . وكل هؤلاء الذين حرموا من الحرية،وخطفوا من بيوتهم أو من سلالم الطيارات أو من الشارع العام إلى حيث أقبية الأمن، لم يرتكبوا جريمة في حق الوطن بل مارسوا حقهم الطبيعي في انتقاد السلطة الحاكمة سلمياً،لا حملوا السلاح ولا دخلوا الغابة ولا قالوا للنظام فاوضنا على كراسي السلطة كيما نضع السلاح، كما قالها آخرون، فهل كان مطلوباً منهم أن(يكفروا) بالنضال الجماهيري السلمي حتى ترضى عنهم الإنقاذ ؟! وكيف ينظر النظام الحاكم لمآلات القهر المفرط والتعسف تجاه من يعارضونه بالكلمة،إن شاءوا أن يعارضونه بغيرها؟ إذن لصار السودان صومالاً آخر في وسط افريقيا . إن القهر ومصادرة حرية الرأي والتعبير،لا تعني استدامة النظم الديكتاتورية، بل تراكم السخط الشعبي وتولد تكتيكات جديدة للمقاومة وأساليب مبتكرة للنضال من شأنها التعجيل بالثورة والخلاص . وكما يعرف شعبنا أن الأموال الطائلة التي تنفق على أجهزة القمع هي سبب فقره، فإنه يدرك في ذات الوقت أن تلك الأجهزة نمور من ورق وزبد يذهب جفاء متى ما استعيدت الديمقراطية والحرية . لو نقصت موازنة الأجهزة العسكرية والأمنية بمقدار عشرة في المية،لكان التعليم بالمجان والصحة كمان،ولانخفضت الأسعار،ولكن بقاء النظام يعتمد علي البندقية . بيد أن البندقية وحدها لا تحارب،والمحرش لا يقاتل،وهي حكمة لن يعرفها النظام إلا ضحي الغد . لقد ثبت بالدليل القاطع أن القانون في إجازة والدستور موضوع علي الرف،وإلا فلماذا اعتقل إبراهيم الشيخ ؟ ومريم الصادق وحسن اسحاق وبقية المعتقلين ؟؟ ألأنهم صدحوا برأيهم في شأن عام أم لأنهم صافحوا ياسر عرمان ؟!! وكم تبلغ عقوبة الرأي المخالف للحكومة،ومصافحة الجبهة الثورية ؟!! ثلاثة أشهر مرت على اعتقال رئيس حزب المؤتمر الوطني لأنه قال (ديل جنجويد)،فكم كان سيعتقل لو قال للسدنة (ألحسوا كوعكم؟) . متي يغادر السدنة والتنابلة محطة ركن الأطفال في عالم السياسة!! أم إنهم في انتظار البترول مرة أخرى!! الشاهد أنهم في عنبر المجانين والمجنونات وأسألوا الست زوبة وصديقتها ست البنات،اللائي (خججن) من قبل صندوق الانتخابات،وشربن الليمونادة في خور أربعات.