اكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) بالسودان إرتفاع نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد وسط الأطفال . ووصف قيرت كابيلاري الممثل المقيم لليونسيف ، الأوضاع الصحية للأطفال في البلاد بالكارثية . وقال في تصريح صحافي أمس ، ان (حوالي نصف مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد سنوياً في السودان أي بمعدل واحد من كل 12 طفلاً تحت سن الخامسة). وأضاف ان الأطفال في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والبحر الاحمر والقضارف وكسلا بحاجة لتدخل دولي سريع لإنقاذ حياتهم . وكشف عن تلقي (اليونسيف) لمبغ (2) مليون يورو عبارة عن منحة مقدمة من المكتب الأوروبي للشؤون الإنسانية لمواجهة سوء التغذية الحاد وسط الأطفال ، مضيفاً بان المنحة ستمكن اليونسيف من إنقاذ حياة (100) ألف طفل يعانون من سوء التغذية. وسبق وكشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) عن إرتفاع معدلات سوء التغذية في البلاد، لافتة إلى إصابة مليوني طفل بسوء التغذية . واوضحت في كشفها لنتائج المسح الذي نفذته وزارة الصحة الاتحادية معها ومنظمات الأممالمتحدة في يناير 2014 ، ان المسح كشف عن إصابة ثلث نساء السودان بسوء التغذية . واقرت ندى جعفر مديرة إدارة صحة الطفل بوزارة الصحة بنتائج المسح ، مضيفة بان معدلات التقزم لدى الأطفال حسب نتائج المسح بلغت 30 % وإن هناك محليات لا يتجاوز فيها تقديم فيتامين ألف (60 %) . جدير بالذكر أنّ حوالي 15 في المئة من السكان في السودان هم من الأطفال دون سنّ الخامسة ويواجه هؤلاء الأطفال تهديدات كبيرة ، حيث يوجد أكثر من طفل واحد من بين كل 10 أطفال ممن يولدون في السودان لا يبقون على قيد الحياة حتى يبلغوا سنّ الخامسة ، بحسب يونيسيف . ويعاني عُشر الأطفال دون سن الخامسة من نقص الوزن الحاد، وأكثر من 15 في المئة من الأطفال يعانون من التقزم الحاد، بينما يعاني أكثر من 3 في المئة بقليل من الهزال الحاد. ويبلغ معدل استهلاك الحديد المدعوم باليود 11 في المئة فقط – علماً بأن عنصرَ اليود مهمٌ جداً في الوقاية من تضخم الغدة الدرقية، وعاملٌ قيِّم يُسهم في النمو العقلي والجسدي للطفل. ولم يتلقَّ أكثر من 20 في المئة من الأطفال دون سنّ الخامسة المكملات الغذائية من فيتامين أ على الإطلاق، وهو عنصر بالغ الأهمية في المناعة ضد الأمراض . ويتلقّى أقلّ من ثلث الأطفال جميع اللقاحات الموصى بها قبل بلوغهم العام الأول، مما يتركهم عرضة للدفتيريا، والسل، والحصبة، وشلل الأطفال. ويعانى أكثر من 28 في المئة من الأطفال دون سنّ الخامسة من مرض الإسهال ولم يتلقَّ أكثر من 40 في المئة من الأطفال المصابين العلاج مطلقاً. ولا تتوافر لأكثر من 40 في المئة من السكان فرصة الوصول إلى موارد المياه الآمنة، كما لا تتوافر لدى 69 في المئة من السكان إمكانية الوصول الكافي إلى مرافق الصرف الصحي، علماً أن المياه الآمنة ومرافق الصرف الصحي عاملان يسهمان في حدوث مرض الإسهال. وقد أظهرت الدراسات أن الإسهال الناجم عن إستخدام المياه غير المأمونة وسوء الصرف الصحي هو السبب الثاني الأعلى في وفيات الأطفال على مستوى العالم، وكذلك في السودان. إذ ان المياه الملوثة وسوء النظام الصحي والنظافة يؤثرون أولا على الأطفال. وأسوأ من ذلك بكثير إذ ان لها أثر مدمر على كل جانب من جوانب حياة الطفل، من عملية البقاء على قيد الحياة والتنمية الى التعليم. وعلى الرغم من ان معدل هذه الوفيات قد انخفض بشكل كبير خلال العقد الماضي، من 1.2 مليون طفل سنويا في عام 2000 إلى مايقارب 760.000 في عام 2011 ، لاتزال اليونيسيف تعتبره رقما عاليا يجب العمل على خفضه. و بحسب يونيسيف فان الأدلة تشير إلى أن ما معدله 110 أطفال حديثي الولادة يتم التخلّي عنهم في الخرطوم شهرياً، يُتوفّى نصفهم تقريباً قبل تلقيهم أية مساعدة. ويعتبر الضغط الاقتصادي المفروض على الأسر، ووصمة العار المرتبطة بالأطفال المولودين خارج نطاق الزوجية عوامل رئيسة تؤدي إلى هذا التخلّي. وبحسب يونيسيف فان 49 في المئة فقط من الولادات تتم بمساعدة كوادر صحية مدربة، وتتم 19 في المئة فقط من الولادات في مرافق صحية. وينتج عن أكثر من 10 في المئة من جميع حالات الحمل ولادات تكون الأجنّة فيها ميتة. وتؤدي مضاعفات الحمل والولادة، عندما تتضافر مع نقص خدمات الرعاية الكافية، إلى جعل معدلات الوفيات في السودان إحدى أعلى معدلات الوفيات في العالم، حيث تبلغ 1,107 وفيات لكل 100,000 ولادة حية.