قال إدوارد الجميل رئيس بعثة صندوق النقد الدولي ، ان التضخم في البلاد إرتفع إلى معدلات عالية لم يسبق لها مثيل منذ التسعينات. وعزا إدوارد الذي يشغل منصب نائب رئيس قسم أدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالصندوق ، السبب للصدمة التي حدثت عقب انفصال جنوب السودان ، ما أدى إلى إرتفاع التضخم لمعدلات عالية . وأضاف في تصريح صحفي أمس : (لم نرى منذ منتصف التسعينيات معدلات عالية كهذا الذي نراه اليوم). وطالب حكومة الخرطوم بضرورة العمل على تقليص الفجوة بين سعري صرف الدولار في السوقين الرسمي والموازي ، مؤكداً على ان اقتصاد البلاد يعمل وفقاً السوق الموازي لأن الحكومة والقطاع الخاص لا يتعاملان بالسعر الرسمي. وقال ان تطبيق مرونة لسعر الصرف سيقلل من الفجوة في ظل الارتفاع الكبير لسعر الصرف وإعتماد كل مؤسسات القطاع الخاص والأفراد ، بل حتى الدولة على السوق الموازي. وقلل إدوارد من تأثير تطبيق السياسة المرنة على الاقتصاد ، مؤكدا أن من مزايا السياسة المرنة أن آلية السوق هي التي تحدد السعر، وطالب البنك المركزي بإتباع هذه الخطوة خاصة وأن السعر الرسمي ظل ثابتا ، بينما يتغير سعر السوق الموازي. وأشار إلى أن فترة الخيار الصفري لمعالجة الديون التي حددت من قبل دولتي السودان والاتحاد الأفريقي نهاية شهر سبتمبر الحالي، لم تظهر نتائج ايجابية، واقترح تمديد الفترة مرة أخرى للجلوس مع الدائنين والتواصل معهم بغرض الوصول إلى تسوية. ونصح إدوارد السودان وجنوب السودان بعدم الإسراع في تقسيم الديون ، وأضاف ( ليس باستطاعتنا إعفاء ديون السودان الخارجية، كما ليس باستطاعتنا أن نقرر الإعفاء أو عدمه وهذا أمر يعرفه الجميع). وأوضح ان مهمة صندوق النقد الدولي تتمثل في المساعدة في بتقديم المسائل الفنية وتطبيق الشروط الفنية ، فضلا عن تقديم صورة حقيقية للوضع الاقتصادي للبلاد بغرض تسهيل الجلوس والتعامل مع الدائنين، وتقديم الشروط التقنية .