«الأولاد يسقطون في فخ العميد».. مصر تهزم جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر الشهيرة "ماما كوكي" تكشف عن اسم صديقتها "الجاسوسة" التي قامت بنقل أخبار منزلها لعدوها اللدود وتفتح النار عليها: (قبضوك في حضن رجل داخل الترام)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



والد الشهيد أيمن صلاح إبراهيم : رموه كأنه حيوان
نشر في حريات يوم 29 - 10 - 2014

عقدت لجنة التضامن السودانية بالأحد مؤتمراً صحفياً في الواحدة ظهراً بدار الحزب الشيوعي بالخرطوم، تعرض لأوضاع المعتقلين وانتهاكات طالبات البركس، وقضية محاكمة قتلى شهداء سبتمبر 2013م بمشاركة أبوي شهيدين هما عصام محمد أحمد حسن وأيمن صلاح إبراهيم.
واستعرض المؤتمر الذي أداره من اللجنة جلال مصطفى محمد طيفاً واسعاً من الانتهاكات كما تخللته فقرتان تنضحان بالألم الأولى حينما حاول والد الشهيد عصام الحديث وغلبته العبرات فبتر كلمته، والثانية جاءت سمية خميس الطالبة الخارجة من المعتقل قبل أيام لتتحدث وهي تسير بتؤدة تضغط على الألم، ولم تزد على كلمات قليلة وهي تشكو من ألم برأسها جراء التعذيب الذي تعرضت له.
(حريات) نقلت الجزء الأول من المؤتمر أول أمس- كلمات المهندس صديق يوسف، والطالبة إكرام حمزة، والأستاذ صالح محمود المحامي، والأستاذ معتصم الحاج المحامي، ووالد الشهيد عصام الذي منعت غصصه الكلام – واليوم نواصل نقل بقية الكلمات..
تحدثت الأستاذة أمل هباني رئيسة اللجنة التنسيقية لمبادرة لا لقهر النساء، وحيت آباء الشهداء الأبرار الأطهار وقالت مخاطبة والدي الشهيدين الحاضرين: دم ولدك في أعناقنا ولن نرتاح حتى يذهب هؤلاء المجرمين ولن تذهب دماء الشهداء هدرا. اننا نتضامن معهم جميعا ونعمل لتحويل هذا التضامن لعمل جماهيري في السوح والشوارع حتى يتحول لتغيير شامل ونجد حقوقنا المنتهكة. سنخصص حديثنا اليوم عن قضية طالباتنا من بنات دارفور وهن جسورات جدا. منذ ان سمعنا بالانتهاك الفظيع الذي تم لهن، وما تم لهن ليس اخلاء بل اقتحام للداخلية، نحن كامهات واخوات فهؤلاء بناتنا واخواتنا ودمنا ولحمنا الما بنقبل نجر فيه الشوك وهن مثلهن مثل كل بناتنا من كل مناطق السودان عزيزات علينا.. علمنا بالطالبات المختفيات فبحثنا في الاقسام عنهن وفي النهاية اتضح انه اعتقال امني. بناتنا اللائي تعرضن لهذا الانتهاك جميعن من دارفور ونحن نعرف ما يحدث في دارفور من قبل هذه العصابة المجرمة التي تحكمنا، ولا نستطيع أن نصل لدارفور ولكننا لا نسمح أن يتم التعامل مع بناتنا الناجيات اللائي ياتين هنا ليتعلمن لا نسمح أن يعاد اذلالهن لأنهن طالبات دارفور، وقد سمعنا الفظائع والاهوال التي حدثت، ولكنها ليست غريبة على هذا النظام المنتهك والبشع والمغتصب. كان تحركنا بعد بداية الحادثة بيوم، وقررنا أن نعمل لجان لنحدد المشكلات. المشكلة الأولى تعرضهن لضرب وتحرش جنسي ولفظي فظيع، ومشكلة أنهن طردن من الداخلية وصرن في الشارع وانتهكت حقوقهن من قبل ناس يعرفوهن، فالبشع فيما حدث أن صندوق دعم الطلاب تلك المؤسسة السيئة هي وكل المنظمات المشابهة كان من موظفيها من يطالب من منسوبي الأجهزة الأمنية أن ينتهك طالبة، الطالبات كن يتحدثن بمرارة عن موظفين في الادارة العليا في صندوق دعم الطلاب يشيرون على انتهاكهن. الشاهد إننا تحركنا مع تجمع الروابط طلاب دارفور واخوة في الخارج وعدد من الحركات الشبابية وعملنا لجنة ايواء مشكور حزب المؤتمر السوداني وقف موقفاً يشبه استاذ ابراهيم الشيخ وشجاعته ومروءته وكرمه فأوى الطالبات في شقق ونحن اجرنا 3 شقق وفي الجريف د عائشة الكارب تبرعت بشقة وشقة في ام درمان، لجنة الايواء هي المسئولة عن كل الطالبات لدينا الآن 60 طالبة تم اسكانهن و10 طالبات لا زلن في دار حزب المؤتمر السوداني. هؤلاء الناس فعلاً لا نعرف من اين أتوا يطردون الطالبات في اجازة العيد.
هذا بالطبع حل إسعافي ونحن نعمل كمجموعة ضغط بإمكانات محدودة، والمشكلة التي تواجهنا الآن أن السكن الذي نتحدث عنه مدته شهر واحد وبعده لازم البنات يتم إسكانهن سكنا دائما. وفي سعينا لذلك قابلنا قيادة صندوق دعم الطلاب قابلتهم د. إحسان فقيري، فسكن الصندوق ليس ملك أحد إنه من حقهن أن يتم إسكانهن في مباني الصندوق. وبالفعل الآن نسعى لتسجيل الطالبات واسكانهن. ونظمنا وقفة احتجاجية أمام مفوضية حقوق الإنسان مع التجمع وسدي كجبار ودال وحركات شبابية وقدمنا اسماء المعتقلات ورفعنا مذكرة فيها شكوى ضد جهاز الأمن. كذلك قابلنا نحن في لا لقهر النساء ومعنا طالبات قابلنا رئيس السلطة الاقليمية د التجاني السيسي واعطيناه اسماء المعتقلات، كن أصلا 25 وتم إطلاق سراحهن تدرجا وحينما قابلناه كانت لا زالت هناك 13 طالبة معتقلة وفي نفس اليوم وبعده تم إطلاق سراحهن إلا واحدة فقط الآن معتقلة هي حواء سليمان.
هذه ليست نهاية الحلول لا بد ان نعرف ان هناك طالبات تعرضن لانتهاكات فظيعة بدون وجه حق وبسبب التسلط والقهر الذي يمارسه هذا النظام، وتعرضن للعنف العنصري والاساءة العنصرية والتحرش، أما المعتقلات فهناك الآن عدد منهن حالتهن النفسية والصحية سيئة، مثلا الطالبة سمية خميس وقد تعرضت لكدمة في الراس والبطن وحتى الان ليست بخير هذه القضية يجب ألا تمر مرور الكرام.
لا بد من إقالة مدير الصندوق القومي لرعاية الطلاب لأنه غير مؤتمن على الطالبات والطلاب. إذ مهما كانت لديك من خطط كيف يكون الحل هو استدعاء الاجهزة الامنية للطالبات لتسيئهن وتتحرش بهن وتقذفهن في الشارع، هذا الشخص ليس في المكان المناسب، صحيح كلهم ليسوا في المكان المناسب، ولكن هذا الشخص بعد ما قام به لا بد من اقالته فوراً، ولا بد من التحقيق لماذا حدث هذا؟ ولمصلحة من؟ وكيف حدث؟ تحقيق يكون شفافا وينشر.
اللجنة القانونية ستصعد الحملة القانونية لمساءلة المنتهكين والمطلوب أن نعمل معا ليس فقط لا لقهر النساء، بل لا لقهر الانسان السوداني، فنعيش في وطن معافى ونحن فيه مواطنين نستحق أن نحظى بحقوقنا.
وتحدثت بعدها الأستاذ هالة تاج السر، رئيسة تحالف شباب قوى الاجماع الوطني، وأعلنت تضامنها مع أسر المعتقلين واطفالهم الذين قضوا عيد الضحية بدون ذويهم، مدللة بما حدث لأولاد الأستاذ راشد عباش، وقد كانوا يبكون في العيد لأن ابوهم ليس معهم. وقالت إن راشداً اختطف لأنه لم يذكر له أن هذا اعتقال، وذلك منذ يوم 23 وحتى الان إذ قضى شهراً و3 أيام، وقد سمحوا لاسرته بزيارته مرة واحدة ولكن رفضوا ان ياتي اولاده للزيارة، مع أنه في زيارة أي شخص فأولاده الصغار هم الأهم.
وتحدثت هالة عن منع جهاز الامن لتنظيم ذكرى الشهداء، وقالت (كل الاعتقالات في سبتمبر كانت لمنع هذه الذكرى)..(الحكومة لا زالت ترفض حتى فتح البلاغات ضد القتلة وتقيد القضايا ضد مجهول). وأضافت: (قضايا شهداء سبتمبر لن نتركها حتى نموت). وذكرت أساليب الترويع التي اتخذها الأمن لمنع أية مناسبة يظن أنها ضمن فعاليات ذكرى سبتمبر، وروت كيف تم الهجوم على منزل استاذة فاطمة الشيخ داخل غرف النوم بالكلاشنكوف. ثم روت قصة ممرضة اسمها نوال تم اعتقالها فقط لأنها كانت بالقرب من الأستاذ عبد الرحمن العاجب حينما تم اعتقاله من الشارع، وقد كانت تحتسي القهوة بالقرب من ست شاي، فاعتقلت مع أنها ليست لها أية علاقة بالسياسة وظلت قيد الاعتقال لمدة 4 أيام بينما كان أهلها يبحثون عنها في كل مكان ولم يخطر لهم على بال أنها يمكن أن تكون مع الأمن، لأنها بعيدة جداً من السياسة، وقد تعرضت مع بقية من اعتقلوا للضرب والركل المستمر وهم في بوكسي الأمن وقالت إن والدتها من وطء الصدمة أصيبت بداء السكري، وببساطة بعد الأيام الأربعة قالوا لها (نحن غلطنا). وقالت إن بعض المعتقلين سيقوا من كافتريا نون، هجموا عليهم مسلحين وقالوا لهم (عندنا امر بقبضكم) وساقوهم وضربوهم وكانوا يركلونهم أثناء نزولهم السلم حتى رفعوهم في عربتهم. وأضافت (كل هذا فقط لانهم ارادوا احياء ذكرى شهداء سبتمبر). وأكدت هالة في النهاية أن المقاومة مستمرة (نحن لن نصمت ولن نقف من المؤتمرات والوقفات حتى تفضى كل معتقلات النظام او يدخلونا جميعا). وتعرضت لانتهاكات طالبات دارفور وقالت إنه طبيعي من (دولة البوليس والكذابين والحرامية الذين لا ننتظر منهم غير ان يضربوا ويشتموا ويعتقلوا) متعرضة لتجربة التضامن مع لبنى احمد حسين وكيف (شتمونا باقذع الالفاظ). وقالت هالة في نهاية حديثها: (الضربة الما بتكتلك بتقويك لناخد حق الشهداء وكل الذين نكل بهم. نطالب السلطات اما ان تحول المعتقلين لمحكمة او يطلق سراحهم. إن الحريات لا تعطى بل تنتزع وسنقف سدا منيعا حتى نقلع حريتنا والعيشة الكريمة منهم).
وتحدث والد الشهيد أيمن صلاح، وقال: (نحمد الله كثيرا على التضامن الذي وجدناه) وروى استشهاد ابنه قائلاً: عمري الآن ستين عاماً وقد شهدت حكومات وأحداث كثيرة، ولكني لم أشهد وضعاً كهذا. في ذلك اليوم الأسود، يوم 25 سبتمبر، وبينما كنت ذاهبا لعملي وكان ايمن معي وهو طالب عمره 14 عاماً كان ذاهباً للمدرسة، في الشارع شاهدت ناس جهاز الأمن بعربات التاتشر تقف بجانب الطريق وكانوا ينظرون للساتك محروقة على بعد منهم، وأكد (اللساتك لم يحرقوها الاولاد هم ذاتهم الذين قاموا بحرق اللساتك عندهم دفارات شايلة لساتك ووكلوا عليها ناس يحرقوها في حتت معينة. أنا بعد ما فطرت مع ولدي وكنت ماشي على العمل لقيت تاتشرات ناس الامن وهم بعاينوا على اللساتك المحروقة، المهم اخدت المواصلات ومشيت الشغل). وروى كيف سمع بخبر إصابة ابنه حوالي الثانية ظهرا عبر اتصال هاتفي من ابنه أخ الشهيد الذي قال له (هناك احداث في طيبة الاحامدة انضرب نار وناس انضربوا بمن فيهم ايمن). قال والد الشهيد: (انزعجت ومشيت على البيت وكان ذلك اليوم ما فيه مواصلات اي شيء قطعوه الناس مشت بكرعينها، ركبت عربات ومشيت بكرعي متجهاً للبيت ولكن جاءني اتصال وقالوا لي أيمن انضرب وحولوه مستشفى الامل).. (أنا لم احضر، ولكن حينما انضرب الاولاد جروا للبيت أخبروهم، الولد انضرب بعد الساعة 12 وأمه معاها نسيبي مشوا القسم طوالي كان ومعه اثنين انضربوا ولد وبنت رابع لم اتعرف عليه. لما ذهبوا لقوا الولد مضروب للاسف الشديد لديهم العربات والتاتشرات والعساكر موزعين للضرب. لقوا الولد رموه في حتة كانه حيوان كان ليه ساعة أو أكتر مرمي في حتة في الاركان في منطقة العزبة وهي منطقة طرفية ليس فيها بنك ولا محطة وقود عشان يخافوا الاولاد يعملوا ليها حاجة، والأولاد ما كانوا يحملون سلاحا، فقط دفعهم الفضول يريدون الاطلاع على ما يدور. الولد شاف الناس بتتجارى، القناصة كانوا قاعدين انضرب بواسطة قناص وجه عليه قاصد القلب جاءت الطلقة في جنبه وخرجت بالجنب الاخر. ناس حينما جاءوا عشان يشوفوه يشيلوه وجدوا معارضة من العساكر، قالت ليهم ولدي مضروب بعد تعب سمحوا لها تدخل لقت دمه اتصفى، لو كان لديهم رافة ورحمة او لو القاتل مجهول كان رفعوه لينقذوه. كان فيه باقي روح بعد تعب شديد سمحوا لامه تشيله، رفعوه في كارو طلعوا بيه بباقي روحه لكن للأسف!)
وواصل والد الشهيد بعد ان خيمت الحسرة على المكان (آخر حاجة كان بنضم يا امي ابشري بالخير وما تخافي ودة يومي ما في طريقة غيره عليك الله كلمي ابوي يعفى عني ويرضى عني. وصلوه لمستشفى الأمل في كوبر ، دخلوه وحاولوا ينقذوه لم يفلحوا ولما وصلت حوالي الساعة 4 من محل شغلي في حلة كوكو كان توفي، دخلت المستشفى وجدت الولد مكفن بكفن اخضر). (طلبوا مننا قالوا لينا اخذوه وامشوا المشرحة مشينا مشرحة ام درمان، كانت هناك مجموعة كبيرة جداً، عربات مارقين وداخلين شهدت اعداد كبيرة جدا من الشهداء وأهلهم موجودين، حينما وصلنا كان لديهم وكيل نيابة ادخلوني غرفة واخدوا اقوال مبدئية وسالوني من الحصل قالوا سنعطيك تصريح دفن وهذا ملفك سيبقى حتى تتم اجراءات الطبيب الشرعي ويكتب ليك سبب الوفاة، هذا الملف تتابعه في القسم الذي حصل فيه الحادث. دفنا الشهيد وبعد 10 يوم جاءني استدعاء من وكيل نيابة كوبر. ذهبت لاقيت وكيل النيابة فتح الملف الصادر من المشرحة وأضاف تحريات جديدة، سألني هل لديك شهود قلت ليس لدي شهود فقد قتل الشهيد في حتة لم يكن يتوقع فيها أن يقتل ولم يكونوا يخربون. قفل الملف وسألته ماذا سيحدث قال لي يحصل خير هذه قضية دولة وحتما سوف تاخدوا حقوقكم وقال لي تابع الملف في القسم الذي انضرب فيه. وصار الملف يلف ويدور محلات كثيرة).
وتحدث عن صحفيين ومحامين في الدروشاب تعاونوا معه، ثم خاطب الحضور قائلاً: قضيتنا هذه في أعناقكم، نحن لا نقدر نقيف قدام هؤلاء الظلمة ليس لي محامي لكني اتكل عليكم والاخ معتصم الحاج مشكور متابع القضية. وقال (مرت سنة وشوية للاسف الشديد لم يحصل شي. هم عاملين نايمين وساكتين وفي الاعلام مافي حاجة مبشرة بخير لا يأتوا بأية سيرة لما حدث. أن تقيد القضية ضد مجاهيل هذا شيء غير مقبول. كيف يكون القاتل مجهول؟ قسم العزبة معروف وفيه رئيس ومجموعة كاملة معه، وفي اليوم المشئوم عارفين القوة الجات لو كانت جاءتهم من برة وواجبهم حماية المواطن عليهم أن يعرفوا قصد القوة وهدفها ناهيك عن ان هناك تعليمات لديهم. الشهيد قتله واحد من الاجهزة بتاعتهم هذه. اتمنى لكل من وقف معنا الخير، ويدنا في يدهم ونحن مظلومين. هذه الذكرى اليمة جدا، فالولد لم يشارك في التظاهر مشى بيت خاله غشاه شرب موية واتونس معاهم وطلع لقى الجوطة وأصابه قناص. كلهم ضربوا في مقتل وليس رصاصاً طائشاً. وأقول لو فشلنا هنا فهناك اجهزة عدلية دولية يجب أن نصل لها. والغريبة بعد مقتل ابناءنا لم نجد منهم اي اعتذار ليبرد نارنا كأن الولد الذي قتلوه حيوان او كلب ضرب في الشارع. لو ضرب كلب ممكن أقول قاتله مجهول ، لكن أن يقولوا قاتل بني آدم مجهول فكلام غير منطقي وغير مقبول).
وتحدثت بصعوبة وبصوت خفيض بعد أن وصلت لمقعد الحديث بصعوبة سمية خميس تربوش، الطالبة التي خرجت من اعتقال جهاز الأمن، وقالت: قضيت 10 ايام في الاعتقال وأنامضروبة في الراس ولا استطيع اتكلم كثير. في المعتقل كانوا يعذبونا ويسيئونا ويقولوا لينا انتو دارفوريين تاكلوا الناس، ضربونا ضرب شديد طيلة الطريق حتى وصلنا موقف شندي (حيث مبنى الأمن السياسي).
وتحدث الأستاذ التجاني حسن المحامي وقال إنه ينظر للمشهد بأبعاده كلها، وهناك أحداث قد تبدو متناثرة ولكنه سيحاول ربطها. وقال إن الناظر لقائمة مرشحي المؤتمر الوطني للرئاسة في مؤتمرهم الأخير يجد المرشحين الخمسة ليس فيهم من الشرق ولا دارفور ولا النيل الازرق كلهم من الشمال النيلي العروبي المتأسلم. هذه حادثة، وحادثة أخرى أن أحدهم في الدويم اغتصب واحدة بعد أن خدّرها وحكمت عليه محكمة الدويم بالسجن والحكم ايد في الاستئناف ولكن رئيس الجمهورية عفاه. حادثة أخرى أن ود ابراهيم حاكمته محكمة عسكرية وحكمت عليه ب20 سنة ولكنه ظل في الاعتقال 15 يوم بالحساب لأن راس الدولة فكاه وفك صلاح قوش. هناك رباط بين هذا وما يحدث من سنوات في دارفور وما حدث تاني ايام العيد لطالبات دارفور وما يحدث من قصف بالطيران في جنوب كردفان والنيل الازرق. الشمال النيلي المستعرب المتاسلم عاوز الاطراف تنفصل كما انفصل الجنوب لاسباب كثيرة. أولاد النيل الازرق الذين دافعنا عنهم في محكمة مكافحة الارهاب احتجنا لمجرد ان نقابلهم لإذن من وزير العدل. قدمنا طلبا لوكيل النيابة رفض فاخذنا اذن من وزير العدل فقط لنسال عن البيانات الأولية مثل اسمك وعمرك وما اليها. كل هذا فقط لانهم ينتمون لقبائل لا تعرفونها: الادك والهمج والوطاويط والرادريك. أما صلاح قوش وود ابراهيم فينتمون للشمال النيلي المستعرب المتأسلم.
إنني الآن معجب بولدنا كمال من تجمع روابط طلاب دارفور (كلمته نشرت في تغطية حريات أول أمس) وأعطيه مليون (لايك)، لأنه شايف الحاجات بوضوح شديد، باعتبارها قضية وطنية عامة تهم كل ابناء وبنات السودان، لذلك ضميرنا تعذب جدا، وجيد الان ان لاقونا بناتنا المعتقلات فنحن كقانونيين سنعمل لتخليص حقوقهم وبنتنا (يسرى) من القانونيين منهم. مبادرة لا لقهر النساء عملوا الواجب، بالاضافة للمذكرة التي رفعت لوزير العدل وإن كنا لا نتوقع منها نتيجة. الوقفة امام المفوضية والمذكرة التي سلمت كلها اشياء ايجابية، ونقترح كذلك بصرف النظر عن راينا حول نقابة المحامين والطريقة التي جاءت بها، لكن أن نضعها امام اخلاقيات المهنة وان واجب المحامين المنافحة عن قضايا حقوق الإنسان وحرياته. نحن سنجلس مع الطالبات وسنرفع طعنا دستوريا لنضع المحكمة الدستورية امام واجباتها فما حدث لهن فيه انتهاك حقوق الانسان المضمنة في وثيقة الحقوق بدستور السودان الانتقالي. الاعتقال فيه انتهاك والعنف اللفظي والضرب فيه انتهاك لحقوق دستورية وخروجهن بملابسهن وترك ممتلكاتهن معناها أنهن يستحققن التعويض، سندرس حالاتهن كما نعد بأن نتقدم بطعن دستوري ضد اي قرار باعتقال اي شخص في المستقبل.
وتحدثت فاطمة فضل من طالبات داخلية البركس اللائي اعتدي عليهن، وروت جانباً من الفظائع التي تعرضن لها وكيفية اقتياد الطالبات بقسوة، وقالت إن أحدهم كان يقول لهن إشارة لقوات الدعم السريع التي كانت تشارك في عملية الهجوم: (نحن جبنا ليكم اولادكم ضربوكم والاتحرشوا بيكم اولادكم) وقالت (اولاد الدعم السريع حينما وعوا بذلك حصل خلاف بينهم والآخرين حول رفع الطالبات للاعتقال، وكانوا يريدون رفع راوية في عربيتهم لكن تصدوا لهم أولاد الدعم السريع وطلعت راوية منهم).
وقالت فاطمة إن هناك خمس عمارات تمت صيانتها داخل الداخلية، ولو لم يكن الاخلاء ممنهجا كان يمكن للطالبات أن يتركن ويحولن لتلك العمارات وقد كان عددهن بسيطا تكفيهن عمارة واحدة. لذلك على الصندوق ألا يتحجج أن طردنا كان بسبب الصيانة بل هو استهدف لانه لا يريد اي طالبة من طالبات دارفور في الداخلية.
وتحدث سمير بوكاب من لجنة مناهضة السدود، وقال إنه يريد التطرق لقضية راشد عباش الذي اعتقل بشكل مزرٍ، ووصف حضور مجموعة من الجهات الأمنية الى مطبعته بعمارة البرير في السوق العربي، وساقوا كل الموظفين معهم واغلقوا المطبعة بالشمع الاحمر، وضربوا الموظفين واتصلوا براشد قالوا ليه تعال اولادك عندنا. راشد شخص لديه مطبعة وجاءته جهة تريد طباعة مواد وطبعها، قالوا له إن الذين طبعوا اعترفوا انهم طبعوا عندك، قال لهم انا بطبع عادي ومصدق لذلك، هو شخص نظيف لم يقم بجريمة والآن مرت 33 يوما وهو معتقل. نحن محتاجين كل الناس تقيف في قضيته، وستكون غدا وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراحه. وقال (كلنا ممكن نقلع الشغلة الواقفة في قلبنا دي. اما ياكلك او تاكله. ونحن اسود علينا أن نقضي عليهم).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.