ما اكل الحلو والمعاه جيعان ما لبس الحرير والمعاه عريان مأمون السجايا البستودع النسوان ضباح الخلايا لى عشا الضيفان اذا كانت العلاقات الاجتماعية قد ارتبكت بين السودانيين في السنوات الاخيرة.. سنوات التحرير الاقتصادي وسنوات رفع الدعم عن الخبز والدواء والتعليم.. سنوات الطغيان المادي التي هزت القيم الايجابية المتوازنة.. التكافل الفطري.. ما اكل الحلو والمعاه جيعان، وما لبس الحرير والمعاه عريان، الشهامة الممتدة.. خال فاطنة ومقنع الكاشفة وعشا البايتات.. وقشاش دمع الوليه.. وجمل الشيل.. وبحر المسور والبشيل فوق الدبر. ولكن بالرغم من انها خلخلة مزعجة وخطر داهم يجعل الكثيرين يغرقون في محيطات الاحباط والتشاؤم والحيرة واليأس، ويكثرون من التحسر والبكاء على القيم والاخلاق التي لفها الدولار بين طياته وذهب بها بعيداً.. بالرغم من ذلك يجب ان نجعل من هذه الظاهرات التي تقلقنا حوافز عميقة للبحث الجاد عن العلاج.. ذلك لأن هذه الخلخلة وهذا الاهتزاز ما هما إلا اعراض لامراض اتت بها التغيرات الاقتصادية المفاجئة.. واسقاطات السياسات الشوهاء التي يئن المجتمع تحت وطأتها. هل لنا ان نتكيء على المثل الذي يقول الطبع يغلب التطبع.. وطبيعة الشعب السوداني في غالبها تغلب عليها فضائل الشهامة والكرم والوفاء والمشاركة. ابراهيم صاحبي المتمم كيفي ثبات عقلي ودرقتي وسيفي مونة غلاى مطمورة خريفي وصيفي سترة حالي في جاري ونسائى وضيفي هذه هى ثوابت سلوكنا الاجتماعي الكرم والوفاء وحماية العرض. انا التوب العشاري الباهي زيقو وانا فرج الرجال وقتين يضيقو انا الدابي ان كمن للزول بعيقو وانا المأمون على بنوت فريقو والشعب السوداني تجلت وتعالت فضيلة التكافل والحب داخله في كثير من الازمات التي واجهته في حياته فلم يعرف الغدر ولا الخيانة.. ولا التكبر ولا البغضاء ولا الحقد ولا التربص المخيف بين فئاته. وكل الذي نشهد ونسمع امراض اصابت النفوس بفعل فيروسات فتاكة وقاتلة وقد قال الفيلسوف نيتشة (صحيح ان الحياة لا تخلو من آلام وشرور وخوف ومخاطر وفشل وعذاب وشيخوخة وموت) وهذه الفيروسات تمكنت من نفوس البعض الذين اثروا دون وجه حق والذين تسللوا الى قمة المناصب في غفلة من الزمن والتاريخ، والذين غابت عنهم عظمة مكونات شعب السودان العظيم. مع ذلك فالتجربة الانسانية لدى الانسان السوداني مليئة بالمحبة النابعة من حضارته العريقة، واعمق هذه الخصائص المميزة لهذا الانسان هى الوفاء.. والوفاء هو ومضة نور واكسير الحياة وامتداد للاصالة والعطاء والتضحية.. وهو في نفس الوقت المضاد القاتل للجحود والغدر والتناسي. فقط علينا ان نمارس هذا الوفاء مع السودان وما أحوج سوداننا العظيم هذه الايام للوفاء ولن نكون اوفياء للسودان ولا شرفاء معه إلا اذا كنا اوفياء مع أنفسنا وبعدنا عن النفاق والخوف والصمت عن الحق، فالنفاق والخوف والصمت عن الحق هي مقبرة القيم والاخلاق.. هي مقبرة الوطن وما أظن اننا نبخل بهذا. هذا مع تحياتي وشكري