السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    عيساوي: حركة الأفعى    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(لا للصمت) : إحصائيات مفزعة حول الإعتداءات الجنسية على الأطفال
نشر في حريات يوم 06 - 11 - 2014

عقدت مبادرة (لا للصمت) المعنية بوقف الاعتداءات على الأطفال ندوة بعنوان (حماية أطفالنا من الاعتداءات الجنسية) في مدرسة أحمد بشير العبادي للبنات بأم درمان مساء أمس الأربعا.
وتحدث في الندوة التي اتخذة شعارها (لا للصمت.. نعم لحماية أطفالنا) لفيف من الخبراء كما تم الاستماع لعدد من الأمهات والآباء الذين شكلوا جمهور الندوة الحاشد، حيث أعرب المتحدثون عن سرورهم لحضور كل ذلك الحشد الذي يفوق الألف للندوة التي تعرضت للجوانب النفسية والقانونية والاجتماعية للاعتداءات على الأطفال.
وانطلقت مبادرة (لا للصمت) بداية بتقديم خمس ورش عمل في (مركز الفيصل الثقافي) بالرياض الخرطوم، حول الاعتداءات الجنسية على الأطفال الآثار والمعالجات وتعريف المعتدى وتحولت الى مبادرة لا للصمت.
وقالت د. صديقة كبيدة الإخصائية النفسية ل(حريات): (بدأنا المبادرة بمركز الفيصل واخرجناها من المركز وعملناها مركز متنقل لكي نؤسس لتوعية عامة للمجتمع فالموضوع يمس المجتمع بشدة)، وقالت إنهم عقدوا حتى الآن 20 محاضرة قبل الحالية، في كل محليات ولاية الخرطوم، وسوف يستمرون، وقالت إنهم أول أمس الثلاثاء كانت لديهم محاضرة في مركز ثقافي بالدروشاب، واليوم الخميس سوف تكون لديهم محاضرة بروضة في البركل.
وقالت إن (المبادرة تزمع عقد دورات تدريبية للامهات وتدريب الاخصائيين النفسيين في الرياض والمدراس وائمة المساجد والاعلاميين لدورهم الكبير في التوعية للحماية والوقاية والتوعية، فبرنامجنا لا نريد نوصل الطفل للمحاكم ولا مستشفيات، هذه فكرتنا).
وذكرت كبيدة التي كانت المتحدثة الأولى في الندوة إن الإعتداءات الجنسية على الأطفال صارت ظاهرة متكررة تهدد استقرار الأطفال النفسي ومن ثم المجتمع لأن الطفل الذي يتعرض للاعتداءات سوف يعاني من اضرابات عديدة نفسية وربما يؤثر الاعتداء على سلوكه المستقبلي.
وكشفت عن نية مبادرة (لا للصمت) التي كونها عدد من المهتمين من باحثين نفسيين واخصائيين اجتماعيين وغيرهم، التوسع في برنامج للتوعية وسط المدارس وللآباء والأمهات لتدريبهم على كيفية الوقاية من الاعتداءات، واكتشافها والتعامل معها بما يزيل تماماً آثارها السالبة على الطفل.
وقالت صديقة إن هناك سمات عديدة تبدو على الطفل الذي تعرض للاعتداء منها التغير المفاجيء في سلوكه، والبكاء من دون سبب حيث يبكي بعض الأطفال كلما تذكروا لحظة الاعتداء، والميل للعزلة والاكتئاب، والخوف بالليل فهناك أطفال يجدون صعوبة في النوم ويتذكرون ما تعرضوا له من اعتداء، ومن الأشياء التي تشكك في تعرض الطفل للاعتداء إذا رفض الذهاب لمكان معين أو لشخص معين كان يرحب في الماضي بالذهاب إليه، وقالت (إذا رفض الطفل الذهاب حاولي اسأليه عن السبب والاستفسار حول ما يضايقه لأنه قد يكون تعرض لاعتداء وخاف الحديث عنه، وفي الغالب إذا تعرض الطفل للاعتداء فإنه حينما يحاول سرد ما حدث معه يبدأ في البكاء).
وقالت صديقة إن الاعتداءات الجنسية على الأطفال تسفر عن آثار نفسية وجسدية واجتماعية كبيرة، والطفل الضحية تحدث عليه تحورات في سلوكه منها أن يهبط أداءه المدرسي أو يتحول سلوكه الاجتماعي.
وقالت كبيدة إن مشروع الحماية لا يتم للاطفال إلا ببرنامج توعية ووقاية كبيرة للأطفال وأمهاتهم وآبائهم، ناصحة بالعديد من الخطوات منها: عدم ترك الأولاد فترة كبيرة جدا بعيدين عن أعين آبائهم، وقالت إن الاعتداء ممكن يتم من خلال الاجهزة في البيت: الفيسبوك والواتساب، حيث عبرها ينقل الطفل نقلة من عمره بتعرضه لصور جنسية لا يكون مهيأ لها في عمر صغير، وهذا ينقله لأي مرحلة اعتداءات اخرى، وقالت محذرة الآباء والأمهات: كون أطفالك أمام الكمبيوتر والتلفزيون لا يعني انهم في امان، ويجب عليك أن تراقبهم بدون أن يحسوا، وطالبت بأن تكون العلاقة حميمة بينهم والاطفال حتى إذا حصل اي اعتداء تكون الأم أول من يعرف لئلا يستغله الشخص المعتدي بل ينبغي أن يوجد شخص يستمع له.
وقالت صديقة: ينبغي ألا نثق في اي شخص حتى لو كانت صلة القرابة قريبة جداً (نحرص ولا نخون.. لا ثقة مفرطة).
وقالت كبيدة إن مبادرة (لا للصمت) تسعى لأن تدرب الاطفال والباحثين الاجتماعيين في المدارس كيف يوعوا الاطفال لحماية جسدهم، حتى اذا لمس أحدهم جزءا خاصا بجسده لا يقبل ذلك. يجب ألا يستسلم الطفل وأن يدرب على برنامج مفادة (جسدي ملكي وليس لاي شخص أن يقترب منه) ويتدرب على التعامل مع الاوضاع الغريبة، اذا حمله شخص وحضنه أو لمس منطقة غريبة ندربه للتعامل مع الاعتداء برفض ذلك التعامل، وهذا التدريب يبدأ منذ 3 سنين هذا هو برنامج تعامل الطفل مع الحالات الشاذة، وتتدرج التوعية على حسب عمر الطفل والفروق الفردية بين الاطفال فهناك طفل ذكاؤه اكثر او شقي اكثر من اخوه. لا بد يعرف الطفل كيف يتعلم يقول لا لأي هدية من اي زول في الشارع، وإذا وجدت الطفل معه هدية لازم اساله من اعطاك ولماذا؟ لنجنبهم الاعتداء كذلك لا نعرضهم للخروج للشارع في اي لحظة بدون مرافقة، بالذات في الأوقات الهادئة كوقت الظهر وقت المغرب، كل هذه الأشياء نطرقها في برنامجنا التدريبية.
وفي البرنامج التدريب كذلك مساحة لأنه إذا لا قدر الله حصل اي اعتداء مهم جدا تعلم كيفية التعامل معه وأن نحتويه بكل حب ونحضنه لصدرنا بقوة شديدة، واول شيء نفهمه له أن هذا ليس غلطه بل غلط شخص آخر، أسوأ شيء هو القسوة على الضحية وسؤاله: الوداك شنو.؟ لقد عرضت علي في هذا الأمر حالة محزنة جداً ، جاءت امرأة تقول إن ولد اخوها مقيم معها وتعرض لاعتداء من صاحب الدكان، ولأنها رفضت الحادثة حرقته بالنار في خلفيته لاحساسها بالذنب هذا الاحساس حاولت تلقيه على الطفل بحرقه، تصرف من واحدة ممكن تكون في مقام امه، هذا خطأ، اذا حصل اعتداء لابد من أن نوعي الناس والأم لازم تحصتنه بحب وتدعه يتكلم ونستمع له ونساله بعطف لا نقاطعه بل ندعمه دعما كاملا ولا نحمله المسئولية بل نمنحه الفرصة ان يتحدث بحرية.
وسوف نتطرق للجانب القانوني ماذا نعمل فيه، والجانب النفسي كذلك ماذا نعمل للعلاج. المهم حينما يحدث الاعتداء لا قدر الله أول شيء الدعم من الأسرة، ثم استخراج اورنيك ثمانية من البوليس وبعدها الاشياء الأخرى. نحن لدينا أخصائيين نفسيين نعمل على أن نزيل الصدمة الأولى وعلى استرخاء الطفل عبر جلسات تداعي حر واسترخاء نفسي، نعيد الذاكرة التي حصلت له لنطلعها عبر جلسات طويلة فنحن نحتاج لعدد من الجلسات، ولتجمع اسري أو علاج اسري لاعادة ثقة الاسرة لكيلا تنحو لأن ترحل لمكان اخر هرباً من مكان الاعتداء فهذا ليس حلا. وعبر ذلك نغير الجانب المكتئب للطفل لجانب ايجابي.
وأقول ان الاعتداء شيء فظيع ولكن اطمئنوا اذا تعرض الطفل لاعتداء جنسي فهناك طرق علمية نزيل بها الاعراض لكيلا يكون في المستقبل مشروع معتدٍ آخر في المجتمع.
وتحدث الخبير الاجتماعي الأستاذ الهادي الذي ذكر إن تعريض الأطفال للاعتداءات الجنسية يهدد استقرار المجتمع كله، فالمرضى النفسيين من البالغين هم في الغالب أشخاص تعرضوا لصراعات نفسية أسبابها كثيرة منها التفكك الاسري وتعد أحداث الاغتصاب للشخص وهو طفل إحدى أسباب سلوكه المنحرف أو مرضه النفسي لدى الكبر. فحينما يتعرض الانسان للاغتصاب في مرحلة باكرة من عمره، مثلما يحدث تهتك للعضو التناسلي، فأنه تحدث في النفس تصدعات نفسية تترسب في الطفل. فالاغتصاب يبذر بذرة تنبت داخله وتطلع في مرض نفسي، أي يترجمها الجهاز النفسي بطريقة لا شعورية، والطفل ضحية الاغتصاب يتعرض لطيف واسع من الامراض النفسية ومن اكثر الاضطرابات النفسية التي تصيب ضحايا الاغتصاب الاكتئاب النفسي، يكون الواحد حزينا بعد ان يكبر ومنكبا على نفسه ويائس من الحياة ويرى المستقبل مظلما بالنسبة له، ويصاب بالقلق النفسي المرضي. القلق حالة طبيعية للإنسان ولكن القلق النفسي المرضي يتعرق فيه الشخص ويتوجس وتجده خائفا قافلا على نفسه ومكتئبا، وممكن يكون مدمن مخدرات حيث يجد البعض المخدرات حيلة لاخراجه من دائرة الشر، لكي يدخل في دائرة شر اكبر، ويصبح في نظر المجتمع مجرم مع انه ضحية اعتداء او تحرش، فالضحية يصير شخصية مضادة للمجتمع، لا تحترم شعور الناس وتتمرد على العادات والتقاليد والقيم السمحة.
وتحدث عن الجانب القانوني الأستاذ عثمان العاقب. المحامي الذي بدا منزعجاً للاحصائيات حول الاعتداءات على الأطفال وقال إنكم لن تصدقوا لو قلت لكم إن عدد الاطفال دون السنة الذين تم الاعتداء عليهم في 3 سنوات أكثر من مائة طفل وفقا لتقرير رسمي. وإن هناك 2293 حالة اعتداء جنسي على الأطفال داخل ولاية الخرطوم بحسب إحصائيات شرطة حماية الاسرة والطفل، وإن عدد البلاغات التي تحملها وكيلة نيابة شرق النيل يوميا تتراوح بين 10-8 بلاغات. وإن هناك في المتوسط حوالي 30 بلاغ يومياً في ولاية الخرطوم، أي أنه على مدار كل ساعة يتم التحرش او الاغتصاب أكثر من طفل من اطفالنا. وأضاف بمرارة: هذا مثير للدهشة والتعجب ماذا اصابنا ونحن مجتمع معروف بالاخلاق الحميدة؟
وتعرض عثمان لحوادث اغتصاب فظيعة بدءا بمرام التي اغتصبوها جماعيا واغتالوها ورموها في بئر السبتك تانك، وشيماء التي اغتصبوها ورموا جثتها في البحر، وعزالدين الذي اغتصبوه ودفنوه داخل بيته في الرملة، وحادثة الاغتصاب في الصالحة، وقال، الأدهى والأمر حوادث الاغتصاب بيد المعلمين. كنا ننشد في الماضي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا، الان نرى معلم (مايو) الذي اغتصب تلميذته يوم الجمعة، لاقته في الشارع وسالته بكل براءة: يا أستاذ جبت كم في امتحان التربية الاسلامية؟ فاستدرجها وقال لها هيا بنا للمدرسة لأريك النتيجة، واغتصبها في المدرسة، هذه الحادثة التي ابكت القاضي والحضور وأصدر القاضي عليه حكم الاعدام. بتنا كل يوم نسمع في الصحف حادثة اغتصاب اغرب من الخيال. مدير مدرسة يغتصب خمسين طالب، استاذ يغتصب 26 طالب في المدرسة هذا يفترض أن ينكس علم السودان، والابشع شيخ الخلوة كم واحد منهم اغتصب الاطفال؟ الأماكن الآمنة في السودان أصبحت غير آمنة. في الباقير هناك شيخ خلوة اغتصب اكثر من 50 طالبة!
هناك ثلاث محاكم للطفل في ولاية الخرطوم في بحري وام درمان والخرطوم، محكمة الطفل كل منها تنظر في 10-15 بلاغات يوميا وكلها اغتصابات؟ وتساءل عثمان غاضبا: ماذا حصل؟ هناك سوس ينخر في جسد الامة السودانية!
ثم انتقد السلم التعليمي محملا إياه جانبا من المسئولية وقال: لايعقل أن الخواجات عملوا السلم 4-4-4، وفي مايو 6-3-3 والان يريدون أن يجعلوها 9-3 هل يعقل انسان مراهق 16 سنة يكون مع طفل يافع عمره 6 سنوات هذه لا تحصل الا هنا. داعيا أن يقف الجميع ضد هذا التقسيم المزمع، وقال إن كل التربويين قالوا هذا النظام غلط، وتحدث عن أستاذة ضبطت 26 طالبا يمارسون الفاحشة في المدرسة عازياً ذلك للتفاوت الكبير بين سن التلاميذ.
كما تحدث عثمان عن ضرورة الجهر بهذه الحقائق وقال: حينما نتحدث يقال لنا لا تتكلم وتهدد امن المجتمع، والحقيقة إنني اتكلم لأنني أريد أن أعالجه، وكلكم في حالة صمت لا يجوز، السودان الآن أكبر دولة فيها اغتصاب للأطفال. ثم تعرض لدور الأسرة في حماية أطفالها وضرورة اهتمام الأسر بتتبع الأبناء والبنات والاهتمام بهم وقال (الداير الراحة ما يلد اكتر من 90% ممن يحصل عليهم الاعتداء يعانون من تفكك اسري، أو الاب مشغول بالواتساب والام بالفيس زمن الاطفال وين؟)
ثم تحدث عن الاجراءات القانونية المفترض اتباعها إذا لا قدر الله حصل اعتداء. وقال إنه في السابق لم تكن هذه الأمور معروفة في القانون حتى أن محكمة مرام لم تكن تحت مادة اغتصاب طفلة لأنه لم يكن سوى المادة 149 من القانون الجنائي ولا تتجاوز العقوبة فيها 9 سنوات وكان القاضي يحكم للمغتصب بشهر أو شهرين. ولذلك فإن أعظم هدية للأطفال هو قانون الطفل لسنة 2010 هو اعظم حماية حقيقية للأطفال، نناشد بتطبيقه تطبيقا سليما، ففيه مادة تعطي المواطن العادي حق أن يتدخل لتربية الاسرة بشكل سليم. وممكن يستدعي الشرطة ويقول إن الأسرة أو الام تهمل اطفالها. مثلما هو موجود في النظم الغربية.
وقال عثمان إنه لا يعقل أن تحدث هذه الاعتداءات الكثيفة للأطفال و(نحن ناس المشروع الحضاري التوجه الإسلامي وربط الارض بقيم السماء).
وطالب بعدم التستر على الاعتدا وقال: إذا حصل اعتداء اول بند اذا بلغت حميت طفلك واذا سكت حميت الجاني. هذا قضاء وقدر ولا حول ولا قوة الا بالله ويجب أن آخذ حقي، والوصمة ينبغي أن ترفع من المجني عليه للجاني، الجاني شخص راشد كيف يمارس فاحشة ضد طفل يانع بكل سهولة ويسر؟ الطفل الضحية ينبغي أن يحال لمركز حماية الاسرة والطفل، يعطيك اورنيك 8 تمشي المستشفى ويعطونك تقرير ثم يرفع بلاغ تحت المادة 45-ب وبهذه المادة يتم القبض على المعتدي عليه ولا يمكن خروجه بالضمانة فعقوبته اما الاعدام او 25 سنة. يسمع المتحري كلام الطفل والاب او الام، وعليهم ان يدعوا الطفل يقول كلامه العادي ثم ياتي الطفل مع الباحث الاجتماعي للمحكمة ويقول كلامه، والقاضي يصدر الحكم فورا يحكم عليه بالاعدام شنقا حتى الموت، أو بسجن مؤبد.
وتساءل المحامي: هل عقوبة الاعدام قللت من الجريمة وهي اقصى عقوبة؟ ثم أجاب قائلا: لم تقلل العقوبة القصوى هذه الجرائم وهي باستمرار متزايدة، والسبب هو أن الجاني لا يعرف بقانون الطفل، وقد نفذوا حكم الإعدام في 45 شخصا حتى الآن وهناك 360 في سجن الهدى منتظرين الاعدام. والحل هو ليس في إعدامهم فقط ولكن إعدامهم على رؤوس الأشهاد. هناك مذكرة رفعت لرئيس القضاء في مسيرة فيها أطفال، المذكرة تطالب رئيس القضاء بأن هؤلاء الذئاب يجب أن تعدموهم في ميدان عام، كان رئيس القضاء حينها أبو سن وهتفوا له: سن سن يا ابو سن وقد استلم المذكرة ورد لهم وقال لست الجهة المختصة، ولكنهم لم يسكتوا ذهبوا للمجلس الوطني عملوا وقفة احتجاجية ومذكرة استقبلتهم رئيسة لجنة التشريع بالبرلمان تهاني الدبة استقبال الفاتحين ووعدتهم خيرا ولا زلنا منتظرين الاعدام في مكان عام فاغتصاب طفل جريمة الحيوان لا يرتكبها، هل رأيتم حمار اعتدى على دحش أو ثور اعتدى على عجل أو ديك يعتدي على الكتكوت. واطالبكم كلكم في كل موقع أن تطالبوا بالاعدام في ميدان عام لمغتصبي الاطفال.
وتحدث د. محجوب بخيت الاذاعي محييا مبادرة لا للصمت، وقال إنهم في مدرسة بشير العبادي قصدوا من الندوة تعريف الآباء بالمعلومات النفسية والقانونية وغيرها لتتم المحافظة الكاملة على ابنائنا وبناتنا وبالتالي الحفاظ على مجتمعنا باكمله. وطمأن الآباء بأننا نحن في مدرسة العبادي بها 2400 تلميذة ولم تسجل ولا حالة واحدة من حالات التحرش او الاعتداء الجنسي وهذا راجع للعملية التربوية التي تتم بمراقبة عالية من مديرة المدرسة الاستاذة روضة بشير والمعلمين الذين تم انتقاؤهم بعناية فائقة حتى نحافظ على المدرسة وتفوقها في كل المجالات.
وقال نحن مجتمع مسلم ومحافظ القضية اولا و اخيرا ترجع للتربية: البيت (الام والاب) والمدرسة. وقال إن التلميذة نواة المجتمع، والتربية في البيت والمدرسة من الاشياء الاساسية. وحذر من القنوات الفضائية والوسائط الاعلامية والاعلام الجديد وهو الاخطر، مواقع التواصل الاجتماعي والوتساب كلها من الخطورة بمكان والخطر الداهم الآن هو الموبايل. فهو وسيلة اعلامية خطيرة جدا الاطفال يحبونه والكبار والصغار والشيوخ والمسالة تجد احيانا الاب والام والطفل كهم مشغولين بالموبايل واحيانا لا ندري ماذا يشاهدون؟
الاعلام عليه التوعية والتنوير والتبصير لمثل هذه القضايا وهو المطلوب من الاجهزة الاعلامية ككل أن توعي الناس والاطفال وانفسنا، مطالبا بأن نتعامل مع الاجهزة المذكورة بحذر منتقداً انتشار استخدام الأطفال لأجهزة محمول متطورة لجز من التباهي الاجتماعي. في ظل هذه الفضاءات المفتوحة والاعلام المفتوح لا بد ان نحصن عقل الطفل. اذا مر بك مشهد في التلفزيون لا بد من تنبيه الطفل اين الخطا فيه. وطالب بالتربية الدينية وأن نعلم الابناء الصلاة والصوم ونبصرهم بامر دينهم لتحصين عقل الطفل بوازع ديني قوي يحميه.
وتحدثت مثابة الحاج حسن رئيسة لجنة التعليم والصحة بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم وقالت إن لديها طفلة واحدة أدخلتها مدرسة العبادي بعد بحث للإطمئنان لوجود خبرات كبيرة وضوابط. وقالت: خلفيتي قانونية محامية وشاءت الظروف اكون مشرعة، وطالبت بتجاوز صيغة التشريع التقليدي أو التشريع بالقلم، ذاكرة بأنه قبل صياغة قانون الطفل كان ينبغي أن نجلس مع المجتمع ونستمع لوجهات نظره للخروج بالعقوبات المناسبة بدلا عن التشريع بالنظرية العقابية، وها قد سننا الاعدام والاغتصاب مستمر، بينما حسب النظرية الحديثة للتشريع يتم التشريع بالرجوع للمجتمع، لكم، وفي هذه الحالة يكون المجتمع مدركاً للعقوبات التي وضعت ولن نجد نفسنا في الحالة الحالية حيث القانون تم سنه ولكن المجتمع لا يعرف عنه شيئا. وقد ثبت بالدراسة أن في الدماغ خمس رسائل فيها وازع الشر والبربرية والفوضى والقيم والفضيلة تخرج كلها من مكان واحد، فاذا ضبطت هذه المعادلة يكون الإنسان سويا وإذا لم تتزن يتحول الانسان لإنسان يعمل سلوك غير طبيعي. وقالت: انا ضد اضافة السنة التاسعة في الاساس وفي الثانوي ونحن محتاجين أن نرجع المرحلة الوسطى. الفشل مجموع التجارب التي تسبق النجاح.
وتحدثت الأستاذ أم سلمة الزبير من كلية التربية جامعة الخرطوم منتقدة الضغوط الاقتصادية التي جعلت المراة السودانية مضطرة للخروج للعمل مما يجعل هناك قصورا مع الأطفال، وانتقدت ممارسة العلاقة الزوجية على مسمع الاطفال باعتبارها مضرة. كما انتقدت القنوات الفضائية والهواتف النقالة، والعديد من المظاهر التي تجعل الأطفال اكثر عرضة للتحرش. ثم تساءلت: ماذا حدث للرجل السوداني؟ لماذا في دارفور يعتدي الرجال وناس الجيش؟ والاعتداء على النساء اليافعات والتحرش في مصر والآباء الذين ينجبون من بناتهم اطفالا هذه كلها مشاكل.
وتحدثت د. ستنا عبد الجليل قاضي المحكمة العليا وطالبت الاهتداء بالتجربة الماليزية، حيث هناك وحدة السي اي سي Child Interview Center وقالت ان الطفل المجني عليه شريحة ظلمت وتعدت عليها المقادير والظروف السيئة، فهذه التجربة تساعد الطفل المعتدى عليه كثيرا وعرضت المساعدة في الاستفادة من تلك التجربة. وقالت إن الكلام مع الطفل لا يكفي بل كذلك أسرته. وسردت: لدي تجربة مريرة في قضية اسئناف حيث كان هناك طفل عمره 17 سنة ابوه تركه في الدكان وجاء طفل 6 سنوات فاذاه وارهبه، التاهيل النفسي لم ينفع فيه والمحاكم تطول لان المشاكل معقدة، وفي هذه الحالة الأب يتحمل المسئولية وما كان ينبغي له ترك ابنه وعمره 17 سنة يعمل في الدكان يوم الجمعة، هذه علة من الاسرة. وتطرقت ستنا لجرائم الاعتداء عبر الانترنت قائلة: الان لدينا البوليس الدولي عملوا مجهودات ليحموا الاغتصاب الجنسي عبر الانترنت ولذلك لازم تضافر الجهود منا كاسر وامهات واباء، واتمنى لو في اي حاجة الاسرة والمدرسة والمجتمع تتضافر لمصلحة هذا الطفل لانه عماد المجتمع.
وتحدث العميد الحسين مدير سجن ام درمان سابقا والان نائب مدير سجن الهدى، وقال: يوميا في فترة التي قضيتها في سجن أم درمان كانت تأتي حالات مدانين بالمادة 45-ب الاغتصاب او ج التحرش الجنسي، أما الاعدام فيحال لسجن كوبر. بعد ان ذهبت الهدى المسالة قلت وليس كما قال الاستاذ انها لم تتاثر بعقوبة الإعدان. الآن الجريمة قلت وليست كالماضي، فعقوبة 20 سنة ومؤبد أثرت كثيرا أطمئنكم على ذلك لكن عليكم أن تتوخوا الحذر وتراعوا ابناءكم، أنا دائما اولادي وبناتي في الرادار. فهناك جرائم عجيبة جدا جدا اطفال صغار وناس كبار الواحد تلقاه متزوج ارتكب جريمتين مع اطفال عوقب على كل واحدة 20 و20 سنة، المحكمة نظرت قالت تشديد العقوبة فتحولت إعدام. قانون الطفل اكبر هدية للاطفال وارى انه رادع. الردع العام والخاص، ويقوم بتحقيق العدالة، الناس بقت تخاف من الاعدام ناس كثر محكومين بالاعدام والعقوبة ادت غرضها لكن الناس تعمل حسابها.
وعقبت د. صديقة كبيدة في النهاية مجيبة على الاسئلة حول توعية الاطفال وقالت (لدينا لهم طريقة معينة للتوعية حسب العمر والفروق الفردية بينهم هذه المسالة تتم بشكل مفصل عبر دورة تدريبية في المدارس للأمهات والخبراء الاجتماعيين حتى إنك طفلك في البيت تكوني عارفاه سلوكه وعمره اي شيء غير طبيعي تلاحظيه. ومن الأشياء المطلوبة مثلا أنه منذ بلوغه 3 ونصف ممكن نسمي اجزاء الطفل بالمسميات الحقيقية للاعضاء التناسلية فهي لها اسم معين وبالتسمية الحقيقية يحس بصراحة تقولي له ما في زول يمسك ليك المنطقة دي). وأضافت: (من المشاكل هناك امهات يداعبوا الاطفال في هذه المنطقة هذه من الاشياء الخطرة).
وقالت: (ممكن تحصل تحرشات بين الاخوان في البيت في اعمار معينة، أحيانا يكون هناك اكتشاف طبيعي للاعضاء، لكن اذا لم تكن كذلك فالاحتمال أن يكون أحد الأطفال تعرض لتحرش وابتدا يتعامل مع اخوه الاصغر بتاثير منه، لازم نكون صريحين مع الاولاد لنعرف من هو الذي تحرش بهم)، (إحدى المتسائلات قالت لي هناك تحرشات داخل البيت بين الاولاد وبين البنات كيف نعرفها، قلت لها لازم يكون هناك شخص نبههم لهذه المسالة لازم نكون في حذر ويقظة نكون صريحين مع اولادنا).
وقالت صديقة: (تلقيت اسئلة تحير، عن من تشك في والد ابنها انه حاول اغتصابه بعد النوم. نحن نتكلم حقيقي هذه مسالة صعبة وهذه ليست اول مرة تقابلني في ندوات أخرى واحد قال لي لو في زول ابوه يتحرش به ماذا يعمل؟ هذه مسالة صعبة. يمكنه أن يتصل بنا لننصحه فلدينا دعم نفسي وقانوني بمركز الفيصل الثقافي كل يوم اثنين وأربعاء نستقبل فيهما اية حالة في هذا الموضوع ولا استطيع اقول اكثر من ذلك).
وتعرضت لورقة تساؤل أخرى (بنتي عمرها 15 سنة تم التحرش بها من قبل ابيها، لاحظت ذلك وتحدثت معه وانتهى كل شيء قبل عام ولكني الآن في قلق وخوف ان يتكرر مرة اخرى). وقالت صديقة: (الناس محتاجين تقعد وتتناقش وتبحث الوضع الآن). وقالت: (هناك اسئلة حول الدعم النفسي، ونحن محتاجين نقعد مع الشخص ونشوف، العلاج النفسي لا يتم بجلسة او اثنين بل بعدة جلسات. الناس في العادة تتهرب من أن تمشي مراكز علاج تطلب منهم مالا ونحن لا نطلب مالا من اي شخص واذا احتاج أن يتواصل ممكن أن نحضر له).
وعقب الأستاذ عثمان على الأسئلة القانونية وقال ردا على تساؤل حول حالة معينة تم فيها اسقاط القضية بسبب التناقض في اقوال الطفل وقال: إن التناقض في اقوال الطفل يهدم البينة فالطفل بعرف لغة معينة، اتركوه على لفظه ولا تلقنوه الكلمات الكبيرة. مثل كلمة اغتصاب او تحرش فالطفل يستخدم لغة اخرى. المشرع اعتمد اعتماد كلي على اقوال الطفل لان الاغتصاب يتم في الظلام وبدون بينة.
وقال عثمان إن المحكوم عليهم بالإعدام يحالون لكوبر والاعدام يتم داخل السجن ونطالب ان يكون الاعدام في ميدان عام. مستشهدا بالآية (فليشهد عذابهما طائفة من المؤمين) وقال إن المطالبة بالإعدام في ميدان عام هي اخر معالجة لهؤلاء الذئاب البشرية، (ولو تمت واستمر الاغتصاب يبقى لا حول ولا قوة الا بالله تاني السودان دة ح نخليه والله!!)
وحول سؤال عن كيف يحاكم الذين يغتصبون اطفالهم قال إن مواقعة المحارم من اسوا الجرائم، كذلك انتقد معاشرة الأزواج أمام الأطفال وقال: الطفل حينما يرى ذلك يسعى ليمارسها، وأضاف: هذه فلذات اكبادكم راعوا واتقوا الله في أبنائكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.