كيف يدافع الرئيس (الإخواني) وأتباعه عن حكمٍ أسس بنيانه من الباطل ؟؟ ليس من بداية موفقة لتعليل وتبرير الأسباب التي أدت إلي نجاح الإنقلاب العسكري الذي قاده البشير في العام 1989م رغم فشل بداياته سوي الإشارات السابقة واللاحقة التي صاحبت ذلك الحدث الذي غير من مسار التاريخ وإنحرف به من محطات الواقع إلي قطار المجهول وأٌسقط في يد الشعب والمعارضة وصعب عليهم إزالة حكم يتدثر بثياب الفساد ويأكل من أموال لم يرثها عن أسلافه ولا يرتوي من الدماء والحروب ؟؟ وكيف فات علي الأجهزة الأمنية والإستخباراتية إشارات ترشدهم إلي إجهاض محاولة (الإخوان ) لإغتصاب حكم ديمقراطي شاركوا هم فيه بكامل الرضا وسليم الإرادة بإسم (الجبهة الإسلامية القومية) في إضفاء شرعية علي نتائجه ومثلوا أغلبية معارضة في أول برلمان له في العام 1987م وهذا تاريخ لا ينسي؟؟ ولسنا في موقف مبالغ فيه إذا ذهبنا للقول أن ذلك الإنقلاب لم يكن إلا مؤامرة علي الشعب السوداني وحقه في الإختيار والذي يدعو للأسف حقاً أن الشعب السوداني نفسه والذي قاد بإرادته الحرة إنتفاضة (أبريل المباركة) ضد الحكم المايوي لم يكن يدري أنه قد ساهم في إفلات الشياطين من أغلالها عندما إقتحم مع عناصر الإخوان (سجن كوبر) وأطلق كل القيادات الإسلامية التي كانت رهن الإعتقال بأوامرمن الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري قبل سفره للولايات المتحدةالأمريكية في العام 1985م في رحلة بلا تذكرة للإياب أو العودة للوطن وظل منفياً حتي عودته للبلاد دون تقديمه للمحاكمة لإنقلابه علي حكمٍ ديمقراطي وكان علي راس القيادات التي أطلقت من عقالها كبيرهم الذي علمهم السحر (الترابي) … كما من الإنصاف القول أن ذلك الإنقلاب وبذات القدر الذي نجح في التآمر علي الشعب السوداني وإلغاء إرادته في الإختيار فقد ساهم ضباط في مواقع المسئولية في التآمرلنجاح هذا التحرك ضد الحكم الشرعي بإخفاء كل المعلومات التي تم رصدها عن إجتماعات الضباط المنضويين لمجلس قيادة الثورة التي سبقت ساعة الصفر وأقام أحد هؤلاء الضباط دعوي جنائية علي أساس إشانة سمعته عندما نشر عن علاقته بالإنقلاب العسكري وفشل في إثبات دعوته أمام المحكمة المختصة بل نجح الدفاع في إثبات تلك العلاقة وساعد هو نفسه في ثبوت البينة في مواجهته عندما قبل تعيينه سفيراً للنظام الذي تنكر للإنتماء له وعاد مرة أخري والياً لولاية حدودية مبتهجاً مسروراً. إذاً وفي فقه التأصيل والتخريج الشرعي لما حدث فإن الحفنة (الآبقة) من الضباط الإسلاميين ومن آزرهم من أقرانهم في التنظيم لم يكونوا إلا خوارج علي (بيعة)علي كرم الله وجه أو أصحاب رايات سود ظاهروا (السفاح) ضد (شرعية) (مروان بن محمد) آخر خلفاء بني أمية وبيعته أميراً للمسلمين والحديث الذي يلوكه (المتفذلكين ) من منظري النظام وسدنة الباطل عن الشرعية الثورية لا مكان له فالشرعية الثورية هي نتاج لثورة شعبية وليس إنقلاباً علي ظهر (دبابة) وأي إنتخابات لا حقة وتأييد شعبي خوفاً أو طمعاً لا يجدي فقواعد البنيان إذا شابها البطلان فإن ما بني علي تلك القواعد باطل بحكم القانون مهما علا لأن (ما بني علي باطل فهو باطل) وهذه قاعدة قانونية وشرعية لا يجدي الإلتفاف حولها أو أي محاولة من منافقٍ لإلباس الوقائع الباطلة ثوباً للحق. وحقاً يمكن الإطمئنان إلي القول أن الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والعالم كله يجلس في مقاعد المتفرجين ويترك الحبل علي الغارب لهذا النظام ليعيث في الوطن فساداُ وتقتيلاً وتشتيتاً لأبنائه في فجاج الأرض وأقام الدنيا ولم يقعدها عندما محاربته لتنظيم الدولة الإسلامية وهي طفل يحبو بينما شب هذا النظام عن طوقه وضرب بعرض الحائط علي كل القوانين الإنسانية والمواثيق والعهود الدولية ولم يقل أحداً أنه نظام يهدد الأمن والسلام الدوليين وحتي الإتحاد الأفريقي الذي اقام الدنيا علي العقيد (زيدا) الذي إنقلب علي الرئيس (البوركيني) الذي إعتلي سدة الحكم نفسه بإنقلاب عسكري في العام 1987م (بليز كومباري) وطالب بعودة الديمقراطية للبلاد وكأن السودان في قارة أخري لا تتبع له. وفي الوقت الذي نعيش فيه نحن في كذبة كبري في ظل هذا النظام الفاسد لأكثر من خمسة وعشرين عاماً وتضيق علينا الأرض بما رحبت يخرج علينا رئيس النظام لينتقد إتفاقية الصادق المهدي والجبهة الثورية المسمي (إعلان باريس) بإعتبار أنه إتفاق يستهدف حكمه الشرعي وإسقاطه بقوي السلاح وأن (علي من يريد الإستيلاء علي الحكم بالقوة أن يقابلهم في الميدان) علي حد قوله في إشارة للجبهة الثورية التي تحمل السلاح في وجه النظام وكانه لم يجيء إلي الحكم بإنقلابٍ ضد حكم شرعي بل جاء بأمر إلهي وأن آية ملكه (التابوت) تحمله الملائكة ومن سخرية القدر أن هذا التصريح صدر من البشير في إجتماع (الجمعية العمومية) لمجموعات بشرية سميت زوراً وبهتاناً (أحزاباً )وأنها تنادي بالوفاق الوطني تحت مظلة حكومة الإنقاذ الوطني . علي الرئيس البشير والذي يناهز عمره السبعين ان يراجع موقفه من الترشح لدورة رئاسية أخري وهو يعلم أن حكمه لا يتمتع بشرعيه لأن أساسه يتوشح بصفة البطلان وأن هذه الدورة القادمة هي مخالفة صريحة لنص دستوري يمنعه من الترشح لولاية أخري فإن لم تأخذه الرأفة والرحمة بهذا الشعب الذي إبتلاه المولي عز وجل أشد البلاء ليختبر صدق إيمانه بلغ من الفاقة والفقر في عهده ما لا يمكن وصفه بالكلمات وآن حين جزاءه علي صبره علي البلايا ثم أليس من الواجب علي البشير أن يحترم الدستور الذي برغم علاته والتحفظات التي تكتنف نصوصه وأبوابه وفصوله هو العهد الذي بينه وبين الشعب وقد مهره بتوقيعه ؟؟.