بيان الاتحاد النسائي ألم تشف السلطة غليلها بعد من نساء دارفور! ما حدث في قرية تابت بدارفور من اغتصاب لأكثر من 200 امرأة بينهن 8 طفلات و72 من القاصرات لا يمكن وصفه أو التعبير عنه بالكلام، ولايمكن اعتبار هؤلاء الجناة من فصيلة البشر كما لا يمكن الحديث عن وجود سلطة أو نظام في بلد يعربد فيها مثل هؤلاء الأوباش. إنها بحق جريمة فاقت كل جرائم الحروب قسوة وشناعة ولا يمكن أن تصدر إلا من نفس مريضة رخيصة رعديدة . فكيف سولت لهؤلاء نفوسهم الدنيئة بالاعتداء على من هن في عداد امهاتهم وإخواتهم وبناتهم بل وحفيداتهم ؟ كيف استباحوا النبل والسماحة والأريحية التي وسمت نساء دارفور؟ إنهم لا شك قوم رضعوا النذالة حتى الثمالة من ثدي نظام غارق في وحل الخطايا والرذائل حتى لم يعد للفضيلة في نفوسهم مكان. فلأجل ماذا يقاتل من فقد الشرف والضمير والوازع الأخلاقي؟ إن صمت السلطة حيال هذه الجريمة يؤكد عدم براءتها بل يثبت بصماتها على مسرح الجريمة. لقد تمادت السلطة في ارتكاب الانتهاكات بدارفور وظلت تمارس الصمت والإنكار حيال كل الفظاعات التي يرتكبها منسوبوها بحق نساء دارفور إلى أن وصل الأمر بهم غاية الوضاعة والشناعة في كارثة تابت. فما تناقلته المواقع الاسفيرية من وصف لتلك البشاعة يجبر كل ذي ضمير حي على رأس السلطة والقوات النظامية على وجه الخصوص على الاستقالة الفورية، فلا يجدي الإعتذار الرخيص لقائد حامية تابت الأمر الذي نعتبره اعترافا سافرا منه بارتكاب قواته هذه الجريمة النكراء ما يجعله عرضة للمساءلة الجنائية دون تردد. لم ينسدل الستار بعد عن قضية طالبات دارفور ، ليأتي هذا الإعتداء السافر على نساء تابت ليمثل قمة الإنتهاكات التي تمارسها قوات السلطة في حق مواطني دارفور لتجبرهم علي الرحيل الجماعي من أراضيهم الأمر الذي لايمكن وصفه بغير التطهير العرقي. تواردت انباء مختلفة حول صحة ما جاء حول الحادثة ولم تتمكن اي جهة من التحقيق باستقلالية ونزاهة , ولكن من المؤكد والمثبت بالوثائق والشهود من عدة جهات حدوث مثل هذه الجرائم طيلة الاثنتي عشر عاما هي عمر الحرب في دارفور. من هنا فنحن نحي نساء دارفور اللائي ظللن يواجهن صلف النظام وجبروته وعربدة زبانيته بجسارة وقوة شكيمة . وندعو كل المواطنين وخاصة النساء للوقوف من أجل مناصرة نساء دارفور والقصاص لهن. كما نطالب بالآتي: التحقيق الفوري في هذه الانتهاكات عبر آلية محايدة والمحاسبة الرادعة لكل المتورطين. . تمثيل النساء وأسر الضحايا في هذه الآلية وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن 1325 . تقديم المساعدة الطبية نفسيا وجسديا لكل الضحايا. كما نطالب المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن وآليات حقوق الانسان باتخاذ إجراءات صارمة في حق حكومة السودان حيال هذا الانتهاك المريع. وأخيرا لا سبيل لمحو هذا العار إلا باجتثاث نظام شذاذ الآفاق هذا . وعاشت نساء السودان عزيزات كريمات في وطنهن . الاتحاد النسائي السوداني 11 نوفمبر 2014.