"Whenever death may surprise us, let it be welcome if our battle cry has reached even one receptive ear and another hand reaches out to take up our arms" Che Guevara اتصل بى صباح السبت 29 نوفمبر الرفيق بشارة مناقو جدو ، ليبلغني نبأ إستشهاد الرفاق خالد صالح عبدالبنات (خالد اسرائيلى) ونورالدين ابكر شقيق شهيد الثورة الشهيد عبدالله ابكر… حقيقة لم إستوعب الخبر من هول الصدمة بالرغم من تعودى على تلقي وسماع أنباء الموت التى تاتى يوميا من السودان ، لدرجة انه ما ان يرن جرس هاتفك وتكتشف ان المتصل من السودان سرعان ما يجول فى خاطرك (ان شالله خير ما يكون خبر وفاة كمان ) .. الموت المجانى فى بلدنا اصبح مثل شاى الصبح وقراءة الصحف اليومية. دارفور ارتوت بالدماء وامتلات بالجثث واهات المغتصبات و اطفال ونساء جبال النوبة والنيل الازرق اصبحت الجبال ملاذا لهم عسى ان يحميهم من براميل الانتنوف وقنابل السخوى وما بين الوقت والاخر يسقط طالب فى ريعان شبابه برصاص فى قلب عاصمة البلاد ودائما ما ينسب الى مجهول الخ من قصص الموت اليومى. استشهد خالد ورفيقه نورالدين اثر اعتداء قوات الجنجويد على منطقتهم قرب كبكابية شمال دارفور بعد معركة استبسل فيها الشهداء وهم المعروفين بقوة الباس والثبات والشجاعة وسط الثوار منذ فجر الثورة فى العام 2002. وقبل استشهاد خالد ونورالدين كانت سرادق العزاء منصوبة فى قرية حمادة جنوب دارفور لعشرات الضحايا وفى غرب كردفان دفن المسيرية ابناءهم فى مشهد يندى له الجبين وصور الضحايا والتمثيل بالجثث تملاء وسائل التواصل الاجتماعى. الشهيد خالد من مواليد كرنوى، انضم للثورة وعمره لم يتجاوزالثانية عشرة فى2003 بعد ان استشار والدته وطلب الاذن منها للانضمام الى حركة تحرير السودان ، قالت له والدته اذهب فانت رجل وسر فى درب الرجال ودافع عن اهلك وعرضك ، دفعته والدته وهى كغيرها من نساء دارفور شاهدت حرق القرى والقتل والاغتصاب الممنهج من قبل الجنجويد، سمع خالد كلام الام الحنون وذهب راجلا من كرنوى الى ضواحى امبرو والتحق بحركة جيش تحرير السودان. كانت حركة تحرير السودان الملاذ الامن له وللكثيرين الذين قتل ذويهم واحرقت قراهم واغتصبت نساؤهم، ترعرع الشهيد فى الحركة الى ان وصل رتبة الملازم اول فى الشرطة العسكرية، وبعد توقيع اتفاقية السلام فى العام 2006 اخذه رئيس الحركة وقام بتربيته وتعليمه وكان من المقربين جدا الى رئيس الحركة، وعند انهيار اتفاقية السلام وخروج الحركة، خرج خالد مع الرفاق المؤمنين بالقضية وواصل تعليمه حيث درس اللغة الانجليزية بجامعة ماكررى كما درس الموسيقى التى كان الشهيد يحبها كما الكثيرين من طلاب وشباب الحركة امثال نصرالدين واوباما الذين يعشقون موسيقى الهيب هوب والريقى، كان دائما الحضور فى الفعاليات الرسمية والثقافية لحركة تحرير السودان والحفلات الغنائية للمجتمع السودانى فى يوغندا، كان الفقيد يعشق موسيقى الصديق مغنى الراب السودانى احمد محمود الذى احى حفلا غنائيا لرابطة لاجئى دارفور، وكان دائما ما يسالنى " وين صاحبك الفنان القرفان داك؟. اتذكر جيدا كلمات الشهيد خالد فى العيد الاخير لشهداء حركة تحرير السودان/مناوى، تحدث خالد ذاكرا ماثر وتضحيات الشهيدين عبدالله ابكر وجدو صاقور، وكانت لخالد صولات وجولات فى ساحات القتال مع الشهيدين. كان الفقيد مرحا ودودا رغم صرامته وشجاعته النادرة، من طرائفه التى يحكيها انه بعد توقيع اتفاقية السلام 2006 وذهابه الى الخرطوم ذهب الى احد الكافتريات وقال لصحابها انا عايز كونديشن، قال له صاحب المحل ما عندنا ليك طلب زى ده، بعد جدال اتضح انه يريد (ساندوتيش). استشهد خالد ورفيقه نورالدين ولحقا بالشهيدين عبدالله ابكر وجدو صاقور وشهداء الثورة وضحايا الابادة، وسطرا اسميهما من نور فى طريق الثورة الماضية الى غد افضل، استشهد خالد مستصحبا وصية الام الرؤم حافظا لوصيتها مدافعا عن قضيته ومبادئه التى خرج من اجلها، فلترقد بسلام ارواحكم الطاهرة.