حسن اسحق وقعت قوي المعارضة السودانية في اديس ابابا بالعاصمة الاثيوبية اعلان اطلق عليه نداء السودان تضم في اطاره الجبهة الثورية وحزب الامة القومي وقوي الاجماع الوطن ومنظمات المجتمع المدني،وطالبت بوقف الحروب في المناطق الدائرة الان،وتواقفت كل القوي المعارضة علي التحول الديمقراطي، والحريات السياسية وحل القضايا الاجتماعية،والحكومة السودانية بعد اعلان وثيقة نداء السودان ابدت رأيها الحكومة من الاعلان،قائلة انه سيجد معارضة من قبل المجتمع السوداني،والمجتمع السوداني المقصود هنا،هو رأي المجتمع المدني الذي يمثله النظام،وهم اعضاءه فقط،وليس من يعارضون في المناطق الاخري كدارفور وجبال النوبة والنيل والاقاليم الاخري.تقول المعارضة الموقعة علي وثيقة نداء السودان،انها اول مرة تجتمع القوي المعارضة منذ ان تفرق التجمع الوطني الديمقراطي قبل سنوات،الا ان قوي معارضة اخري مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بقيادة محمد عثمان الميرغني الذي يشارك ابنه في القصر الجمهوري،ويجد المعارضة من طلاب الحزب واعضاء كثيرون من الحزب الاتحادي،ويرفضون هذه المشاركة التي تساهم في تفتيت الحزب،وايضا حزب المؤتمر الشعبي الذي بات اقرب الي الحزب الحاكم،وفي السابق كان اكثر المعارضين له ،وبات يدعو الاحزاب للمشاركة في الحوار،واما حزب الامة القومي بقيادة الصادق المهدي الموقع علي اعلان باريس قبل اشهر مع الجبهة الثورية قبل شهور كان مشاركة خطاب الوثبة الرئاسي في قاعة الصادق في يناير الماضي،وابنه عبدالرحمن الصادق المهدي مساعدا لرئيس الجمهورية في القصر الجمهوري . وبعد اعلان وثيقة نداء السودان،خرجت مارد القصر الجمهوري،واصفا الاعلان بالخيانة الوطنية ،ووجه نداءا الي الدفاع الشعبي بضرورة الدفاع الي الوطن ،وفتح معسكرات لتدريب الدفاع الشعبي يوم الخميس بعد يوم من وثيقة نداء السودان ،وتعبئة المواطنين للرد علي من اسماءهم بالخونة والمتمردين،وان مشروع الدولة في تكمين الدين ماضي، رغم كيد الكائدين،واعلن وزير الدولة بوزارة الدفاع يحي محمد خير ،استعداد الدفاع الشعبي للدفع بالقوات الي مناطق العمليات.الاوصاف الرئاسية بالتخوين والتجريم في حق وثيقة نداء السودان،ان اتفاق المعارضة علي سقف واحد هو ما يقلل المؤتمر الوطني ،لانه يريد اتفاقا جزئيا يتلاعب به مع الموقعين معه،كما حدث مع التجاني سيسي رئيس السلطة الاقليمية بدارفور،وقامت قوات النظام بقصف مناطق تجمع قواته في ولاية شمال دارفور،هذا هو السيسي الموقع علي سلام دوحة دارفور،وغيرها من الاتفاقات الملحقات السلامية الاخري،فاول رد من الرئاسة جاء برفض الوثيقة من اصلها ،وما اداة التخوين الا رسالة رفض للاتفاق،واستدعاء المليشيات للذهاب الي مناطق العمليات في وقت يذهب مفاوضو النظام للجلوس مع الحركات المسلحة،وتريد شن الغارات العسكرية علي مواقع المدنيين،والجلوس للتفاوض في اديس ابابا،ما ابتدرته الرئاسة حول نداء السودان يشير ان المؤتمر الوطني ليس لديه رغبة في السلام،وكل اعلان او وثيقة واتفاق،يدغم موقعيه بكل عبارات الاجرام والتسفيه والخيانات،هو الوحيد الذي يحق له ان يوقع مع من يريد..علي الجميع ان يدرك ان المؤتمر الوطني علي سدة الحكم لن يسعي الي السلام ،بل يسعي الي الحرب فقط .. دعت وثيقة نداء السودان الاخيرة الي وقف الحروب والتحول الديمقراطي والحريات السياسية والتعويضات للمتضررين في الحروب سواء فردية وجماعية،وعلي من يدعون الي قيام الانتخابات في موعدها ،عليهم التخلي عن الفكرة،ومصادرة الحريات،وابقاءها علي منظومته السياسية فقط،وهذه الوثيقة علمت علي توحيد المعارضة علي سقف واحد ،ووضع ترتيبات لحكم جديد للسودان بدلا من مسيطرة الحزب،علي الجميع المشاركة في حكم السودان،وقبل ذلك ان يكون علي كيفية حكم السودان،وكل هذه المقترحات للقوي السياسية ومنظمات المجتمع السودان ان جزءا منها،ويجب علي عدم حصر المجتمع المدني في الخرطوم فقط ،علي كل منظمات المجتمع في كل اقاليم السودان المتعددة،وهذا النقلة الجديدة اذا لم توقف الحروب المشتعلة الان،فلا فائدة منها اطلاقا،وقبلها وقعت العديد من النداءات والوثائق الا ان لم تساهم في ايقاف الحروب وايقاف القتل والنزوح،ولم تمنع الحكومة السودانية من تجييش المليشيات الموالية لها،والقصف بالطيران علي مناطق المدنيين.. هناك مقترحات من كثيرين ان الحرب اذا لم توقفها هذه الوثائق والنداءات فلا فائدة نتتظر منها،وابناء المتضررين من الحروب يرون ان الحزب الحاكم ليست له نوايا انهاء الحرب ،وحديث الرئاسة الاخير اكد علي رفض وثيقة نداء السودان بين اطراف المعارضة الثورية والمدنية في السودان،وكل خطوة للسلام في السودان يرغب المؤتمر الوطني ان تكون علي مقاس يحدده هو،والمشاركة الجماعية تجد الرفض الكامل من الحزب في الخرطوم،وايقاف الحروب ونتائجها من سلام، يراها كتوزيع للمناصب للقادة بين الاطراف التي تعارض،كما قال غندور قبل فترة اثناء التفاوض مع الحركة الشعبية شمال،عليكم ان تسلموا الاسلحة كي نعطيم الطعام والدواء،ورد عليهم احد قادة الحركة ان النضال الذين يقودنهم ليس من اجل الطعام فقط،وهذه مؤشر خطير علي فهم عقلية المؤتمر الوطني للصراع الدائر في السودان منذ عشرات السنين منذ الاستقلال الي الان،تراه الاحزاب التي حكمت السودان علي مدار ستين عاما ،انه مشاركة علي كرسي الحكم فقط، لكن المشكلة الاكبر،هو كيفية الحكم،ومشكلة الهوية الاحادية التي تمثلها نخب المركز الاسلامو عروبي ،وتجاهلهم لقضية الهوية ليس الا،دون ادراك ان من حملوا السلاح الي الان،اذا كانت قضايا التنمية هي جزء من نضالهم،الا ان الاحساس بالهوية المفقودة للاطراف الحاملة للسلاح هي الوثيقة التي يحب ان تجد الاجابة ممن حكموا السلاح قرابة الستين عاما،وتجاهلهم التام لقضية الهوية،وادراجها بعيدا عن النقاش،لادراكهم في وعيهم ان المناقشة فيها،ستفتح ابواب اخري الضوء الي غرف معتمة لفترات طويلة،وبطرق مقصودة ،لماذا الحروب دائما تشتعل في المناطق ذات المكونات الافريقية من الجنوب المستقل ،وجبال النوبة والنيل الازرق ودارفور في الراهنة؟هذا كله لم يجد الاجابة،ويقول الشباب الذين كفروا بالاحزاب السياسية القديمة ،يرون ان حمل السلاح ضد حكومة الخرطوم هو قمة الوعي الثوري في العمل السياسي في السودان،وبات العمل السلمي نتائجه بعيدة المنال،رغم ان حمل السلاح له اضراره المرتبة علي التدمير الحكومي لمناطق المدنيين والتهجير القسري في المناطق المشتعلة الان في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق،يرونه استهدافا عنصريا من المركز الاسلامو عروبي..