لإلقاء مزيد من الضوء علي الاجتماع الذي انعقد بين السائحون وياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال اجرت صحيفة السوداني حواراً مع الناطق الرسمي باسم مجموعة السائحون علي عثمان . لقد اثارت خطوتكم بلقاء ياسر عرمان حفيظة المجاهدين ؟ مبادرة السائحون منذ اول عهدها طرحت الحوار مع الاخر وغالب اعضاء السائحون يعلمون الاصول والأدبيات التي قامت عليها المبادرة ولذلك اعتقد انهم متفهمون تماماً للحوار مع الحركة الشعبية وديباجة مبادرة السائحون تتحدث عن الانفتاح والحوار مع الاخر ، نحن قاتلنا الحركة الشعبية بشرف حينما كنا نعتقد ان الحل في البندقية والان نعتقد ان الحل في الحوار ولذلك رفعنا شعار الحوار ومنفتحون علي الحوار مع كل مكونات اهل السودان السياسية والاجتماعية والسياسية المدنية منها والمسلحة نحن نريد للحروب ان تتوقف ونريد حفظ دماء اهل السودان ولن ندخر جهداً في ذلك . الخطوة نفسها عدها البعض فعلاً مستفزاً لمجرد الجلوس مع ياسر عرمان ؟ في سبيل حل قضايا اهل السودان مستعدون ان نجلس مع الشيطان دعك من مواطن سوداني والجلوس مع ياسر عرمان ليس مستفزاً فالحكومة تفاوضه منذ اكثر من عشرين سنة ولم يستفز ذلك احد وعرمان عضو برلمان في عهد الانقاذ وياسر عرمان نختلف معه ولكن اختلافنا معه لا ينفي ان للرجل قضية يجب التحاور معه لحلها . قلت انكم قاتلتم الحركة بشرف ولكن ثمة من يرى في حواركم معها في هذا التوقيت انهزام؟ ولا يستطيع احد ان ينكر اننا قدمنا خيرة اخواننا دماء طاهرة ذكية من اجل الوطن وقاتلنا بكل رجالة وشجاعة وشرف لينعم اهلنا بالسلام واعتقد ان النظر لقضية الحوار بهذا المفهوم والمنظار الضيق نصر وهزيمة لا يقدم حلاً لقضاياه يجب علينا ان نعلي من شان الوطن ونترك صراعاتنا الضيقة من اجل ان يعم السلام السودان وينعم انسان السودان بالاستقرار فكفانا حروب ودمار . الذين اصدروا بيان تبرؤوا فيه مما اقدمتم عليه اليسوا جزءاً من السائحون؟ البيان مجهول الهوية ولم يملك كاتبه الشجاعة ليعلن عن نفسه ولا يوجد مسمي بهذا الاسم الذي تذيل به البيان ، ولكن اختلاف وجهات النظر وارد ولا يوجد عمل اي كان صحته وموضوعيته عليه اجماع من كل الناس . كيف تم اللقاء هل كانت هناك اتصالات مسبقة بينكم وقطاع الشمال؟ منذ شهور طويلة والسائحون تقود اتصالات مع كل الاطراف السياسية داخل السودان وخارج السودان وتحديداً الحركات التي تحمل السلاح لتقديم اطروحتها واعتقد ان هذا اللقاء نتيجة لهذه الجهود المتواصلة . البيان الذي وصفته بمجهول الهوية ورد فيه انكم تلقيتم دعوة من احدى المنظمات الامريكية وتم ترتيب سفر الامين العام على حسابها؟ الامين العام للسائحون تلقي دعوة للمشاركة في ندوة في نيروبي بمشاركة عدد من الاكاديميين السودانيين وهذا معلن وليس سراً واذا كنت تسال عن التمويل فالامين العام للسائحون ذهب لاديس علي نفقته الشخصية والسائحون تمول مناشطها من اعضائها اشتراكات ولسنا اسري لتمويل من جهة داخلية او خارجية . من واقع الاجتماع التي نشرت يبدو ان الحوار لم يكن متكافئاً، عرمان تحدث بخليط من الاستعلاء وازدراء تجربة الاسلاميين وعدم الثقة فيكم انتم؟ ليس صحيحاً ان السيد ياسر عرمان قال انه ليس لديه ثقة في السائحون بل العكس ما قاله ووساطة السائحون في قضية الاسري بين الحكومة والحركة تدل علي ثقة عالية من جانب الحركة الشعبية اتمني ان ترافقها ثقة من الحكومة في السائحون من اجل تسوية قضية الاسري وكفكفة دموع الارامل واليتامي، نحن قدمنا اطروحة السائحون المتعلقة بالإصلاح والحوار وكنا نجيب علي استفساراتهم وأسئلتهم وهذا حق مشروع لهم واللقاء كان علي درجة عالية من الاحترام لكلا الطرفين وطبيعي جداً عندما تقدم طرحك ان يسألك الاخر لاسيما ونحن نتحدث عن مشروع اصلاحي يقوم علي مراجعات عميقة لتجربة الاسلاميين في الحكم والسلطان وفي المرات القادمة ستقدم الينا وثائق الحركة الشعبية وسنقول راينا فيها نقداً ايجابياً من اجل اصلاح مسيرة الوطن. الحديث عن وساطتكم ربما كانت محاولة ماكرة منكم لتطيف الاجواء وتجنب مزيدا من غضب المجاهدين؟ قضية الاسري قضية اخلاقية وإنسانية في المقام الاول ولا يمكن لعاقل ان يتصور انها تخضع لمزايدات سياسية ولك ان تعلم ان بعض من الاسري الذين نتحدث عنهم اخواننا وأصدقائنا قادوا معنا حراك السائحون منذ اول عهدها وموضوع الاسري تجاوزنا فيه الحديث عن اخواننا فقط ويشمل كل الاسري من مختلف التكوينات العسكرية فكلهم ضحوا من اجل الوطن . طيب ما الذي يجعلكم مؤهلين للقيام بوساطة بين الجيش والتمرد في قضية تحكمها مواثيق وأعراف دولية ؟ لو اطلعت علي التاريخ لعلمت ان المساعي الحميدة لإطلاق سراح الاسري تخرج احياناً من افراد واحياناً من منظمات وكيانات واعتقد ان الميزة التي تؤهلنا الثقة من الطرفين فالحركة الشعبية قاتلناها في الغابات والأحراش وتعلم صدقنا وعهدنا والحكومة نحن جاهدنا وقاتلنا في صفها وتعلم صدقنا والتزامنا . من نتائج اللقاء ان يكون هناك اجتماع اخر موسع هل حدد له ميقات معلوم؟ في القريب العاجل ان شاء الله نحدد زمانه ومكانه وقبل ذلك سنقدم رؤية للتعامل مع قضية الاسري . هل تلقيتم ضوء اخضر من الحكومة او اي جهة عسكرية للمضي قدماً في موضوع الاسرى؟ لنا اتصالات قديمة مع الحكومة لحل قضية الاسري سنواصل فيها وفق هذا التطور الجديد هل نتوقع ابرام اتفاق سياسي بين السائحون وقطاع الشمال في اللقاء المقبل؟ حوارنا مع الحركة الشعبية حتي الان في اطار تقديم اطروحاتنا في الاصلاح والحوار والنقاش حولها لا يمنع من الاتفاق علي مشتركات وتفاهمات بيننا وبينهم . الاتفاق قد يقودكم للمسألة القانونية ويعرضكم للاعتقالات؟ نحن طرحنا الحوار المجتمعي في وثيقة الاصلاح التي قدمناها وكل الاطراف السياسية اجمعت عليه ولا اعتقد ان الحوار بين ابناء الوطن الواحد لحل معضلاته جريمة تستوجب المحاكمة او المسالة القانونية . ولكن الاتفاق مع المتمردين من المحظورات القانونية؟ الوطن ينزف دماً وتتقطع اوصاله ونحن لن ندخر وسعاً في السعي لحل قضاياه بالجلوس مع كل اطراف المشكل السوداني واعتقد ان المناخ السياسي السوداني في هذه الايام يتجاوز المحظور سعياً في الخروج من ازمات الوطن .