عبرت أسرة الأستاذ فاروق أبو عيسى عن استمرار قلقها على صحته ، في حين أكدت أسرة الدكتور فرح عقار إنه لا زال مجهول المكان بالنسبة إليها. وأكدت السيدة نعمات مدني زوجة أبو عيسى أنه يعانى وتمت معاملته بشكل غير لائق فيما يتعلق بالعناية الطبية. وأضافت السيدة نعمات ل(حريات) إنهم وجدوا أبو عيسى في حالة مقلقة بسبب قلة الأكل قائلة (الأكل سيء ولذلك لم يكن يأكل واصيب بالهزال لأنه يأكل أشياء بسيطة جدا)، وقالت: (الآن بدأنا نجهز له الطعام وننقله له في كوبر)، وذكرت إن طبيبه زاره معهم في كوبر، وإن (لديه مواعيد يوم الأحد في مستشفى الشرطة، والدكتور قال إنه سيحضر ذلك الموعد)، كما نصحه الطبيب بالأكل والإكثار من الشرب، و(غير في الأدوية القديمة)، وقالت إنه سمح لهم بزيارته يوميا ما عدا يوم الجمعة. وحول الزيارة وما إذا كانت تتاح لهم حقوقهم في الخصوصية كما ينص القانون قالت مدني (هم بقعدوا معنا ويسمعون كلامنا)، وأكدت أنهم حذروهم من الخوض في أي قضايا عامة ولكنهم الآن يطلعونه على الجرائد وما فيها من أخبار، وقالت إنهم يقولون ان التحقيق مع أبو عيسى لم يكتمل بعد وأن النيابة سوف تحضر له للسجن بسبب سوء صحته. واتصلت (حريات) بالمهندس محمد الدود الذي ذكر أنهم قاموا بزيارة الدكتور فرح عقار بسجن كوبر ، وقال (كان الكلام في اطار السلام والتحايا فقط ومنعنا من الخوض في أي سؤال عن سبب الاعتقال ومداه)، وقال (أخرجوا عدداً من افراد الاسرة من الغرفة وقالوا إننا يجب ألا نناقش أسباب الاعتقال أو متى موعد إطلاق سراحه، وحينما سألناهم لم يجيبوا علينا)، وأضاف الدود (اطمأنينا على صحته، ولكن التعامل في غرفة الزيارة كان سيئا حيث ظل معنا ضابطان ولدى سماعهم اي كلمة غير مرغوبة يقولون لقائلها لا نريدك أن تأتي للزيارة في المرة القادمة). من جهتها قالت زوجة عقار الدكتورة أزاهر إنهم ظلوا محرومين من الزيارة حتى تم التصديق بزيارة كل من أستاذ أبو عيسى ودكتور أمين مكي مدني، حيث طالبوا بعدها بالزيارة وقالوا لسلطات الأمن إن كل الناس الذين اعتقلوا مع فرح زارهم أهلهم، وفي النهاية صدقوا لنا بالزيارة حيث زرناه بكوبر. ولدى سؤال (حريات) عن مكان اعتقال عقار وما إذا كان مع زميليه في كوبر قالت أزاهر إن السلطات ادعت لهم إنه معتقل في كوبر ولكن هذا برأيها غير صحيح وقالت (يبدو أنه ليس في كوبر، جابوه بحافلة مظللة، كان واحد قريبنا واقف قدام السجن قال لينا العربية الجابته جاية من بعيد والشرطي قال بتاعة ناس الجهاز. حسب استفساراتنا هو كان في محلة تانية). وقالت أزاهر ل(حريات) إنها إبان الزيارة كانت غاضبة من أسلوب التعامل والاعتقال وعدم إعطائهم حقهم في الزيارة بعد مرور 15 يوماً كما ينص القانون فلم يعطوا الزيارة إلا بعد 19 يوماً، وقالت إن أسلوبهم ذكرها بالطريقة الإرهابية التي تم بها الاعتقال. وروت ازدهار ل(حريات) كيف اعتقلوا عقار بعد قدومهما من عيادة قريب لهم في الثورة أم درمان، ثم اقتحموا المنزل بعد الواحدة صباحا، وساقوا د فرح بالسفنجة، وأنها حاولت سؤالهم عن جهتهم فقالوا إنهم من الأمن فقالت لهم: وكيف نتأكد من هذه المعلومة، حتى أخرجوا بطاقة أحدهم وهو ضابط بجهاز الأمن، ودخلوا في مشادة ومدافعة مع ابن اختها المهندس محمد الدود، واقتادوا د. فرح بدون أدويته أو ملابسه التي حاولت إيصالها له في مباني الأمن السياسي في اليوم التالي، ولكن لم تصل لأنه طالب بعد فترة بغيار.