تجددت أزمة انقطاع إمداد المياه بولاية القضارف في الأيام الماضية ، وشكا عدد من المواطنين من انقطاع الإمداد المائي لفترات متفاوتة في معظم أحياء مدينة القضارف، وقال المواطن الحاج بشير من حي ود الكبير إن إمداد المياه لم يصلهم منذ ديسمبر الماضي، وظلت الفاتورة سارية بمعدل (40) جنيهاً شهرياً. وقال إنهم ترددوا كثيراً على هيئة مياه الولاية التي لم تسع لوضع حل نهائي للقضية، مضيفاً ان بعض الأسر تسدد فواتير دون الحصول على خدمات المياه من الهيئة، ولجأت إلى عربات الكارو التي أرهقت جيوب الأسر، حيث يقارب الاستهلاك اليومي للأسرة المتوسطة عشرة جنيهات. وأبان أن الهيئة ظلت تستخرج فواتير استهلاك للعداد نصف بوصة باستهلاك ثلاثة أرباع، وان الهيئة تحرص على تحصيل المال دون ان توفر الخدمة للمواطن، وقال إنه بعد ان قامت بتشييد عدد من الأكشاك تعمل على مدار اليوم قل الإمداد للأسر. فيما كشف المواطن هارون آدم بحي التضامن أن المعاناة امتدت للأحياء الطرفية التي تعاني من تردي كافة الخدمات في الصحة والتعليم وخدمات الكهرباء والمياه التي قال إنها تؤرقهم خاصة في فصل الصيف. وأوضح أن حكومة الولاية همها إرضاء سكان الأحياء الراقية والقريبة من مركز المدينة، ولا تلقي بالا لمعاناة سكان الاحياء الطرفية المهمشين، لنصبح تحت رحمة أصحاب عربات الكارو الذين يبيعون البرميل بأكثر من خمسة عشر جنيها، وأشار الى أن المياه غير الصالحة أدت إلى تفشي بعض الأمراض مثل الفشل الكلوي والديدان والبلهارسيا، فيما انتقد محمد إدريس من حي يثرب فشل الحكومة ووعود الوالي بحل مشكلة المياه في البرنامج الانتخابي. وقال إنهم ظلوا ملتزمين بسداد رسوم الخدمات والعوائد، ولم تقدم لهم أية خدمة، مبيناً أن بعض المواطنين ظلوا يحصلون علي المياه من الآبار الجوفية الملوثة. ومن جهته انتقد أحد المهندسين «فضل حجب اسمه» قرار الوالي بإنشاء وزارة مختصة بالمياه، وأكد انها لم تضف أي إنجاز في مشاريع المياه، بل شردت الكوادر المؤهلة أمثال الباشمهندس محمد حسن الذي عمل على مضاعفة كميات المياه المنتجة إلى «15000» متر مكعب بعد إنشاء محطة إضافية بالشواك، مبيناً أن الكوادر التي تم تدريبها وتأهيلها بمصر لم يستفد منها، وطالب المهندس الذي يعمل بالهيئة باستمرار مشروع مكافحة العطش الذي توقف في ظل قيام وزارة المياه والري والسدود رغم انه كان أحد موجهات حملة كرم الله الانتخابية الذي كان يجري العمل فيها سابقاً بتأهيل الخطوط وإنشاء خمس آبار ارتوازية في كل من ساسيب وصبرنا وودوديدة والعزازة وأم بليل. وقال إن العمل في هذا المشروع قد وصل إلى مراحل متقدمة ويحمل بشريات تجاوز العطش الذي يضرب هذه المناطق بعد وصول خزانات من الهيئة القومية للمياه بعد الاتفاق مع الهيئة القومية لتصنيع معدات المياه.