"هل أنا أهذي؟ حسناً حتى لا أفسد عليكم روايته سوف أقطع ثرثرتي قليلاً، كي تستمعوا له هو، أترككم أنا ، أترككم له؛ ليروى جزءً من (أسرار المرايا) ، مع تأكيدي على أن كل التفاصيل هنا هي مسؤوليته وحده لأنها جاءت على لسانه هو، لا لساني أنا، بمثل ما لي مسؤولية هذياني على ما يرد عبر لساني عن ( جنون الياسمين)"، وبعد ان يكمل القارئ هذه المقدمة ينساب الحكى والسرد المشوق لكاتبه الروائي السودانى فائز السليك. والرواية التى تحمل عنوان (انا والرئيس .. أسرار المرايا وجنون الياسمين) طرحتها دار النشر المصرية (أوراق) قبل ايام فى العاصمة القاهرة ومن المتوقع ان يتم تدشينها بالتزامن مع إنطلاق معرض الكتاب بالقاهرة الشهر القادم. وتدور احداث الرواية حول صراع بين رئيس دولة ومواطن عادي حول إمرأة .. كل منهما يريد الوصول إليها، ولكل منهما هدفه. وتبدو الرمزية وكأنها تشير إلى مقاربة بين واقع كثير من الدول في الشرق الأوسط والسودان تحديدا. وتفضح القصة مايجرى فى تلك الدول من قمع واستبداد، وطرق التدجين السلطوي وخاصة استخدام الدين في الوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها، مثلما تنقل ملامح من حراك الشارع والمظاهرات وكيفية تصدي الأجهزة الأمنية لها، كما لم تنسى ملفات الفساد ودور "القطط السمان" واستغلال السلطة في عمليات الفساد. وتعد (اسرار المرايا) من روايات "تيار الوعي" في الأدب باستخدام مناهج التحليل النفسي لسبر أغوار الشخصيات واظهار تناقضاتهم، ومواقع قواتهم وضعفهم .. مع الإكثار من "المنولوج" – الحوار الداخلي ما بين الأشخاص. كما تعددت الأصوات الروائية فيها باستخدام أكثر من راوي في الرواية. ولم تبعد كذلك عن " الواقعية السحرية" باستخدام "المثلوجيا" في تصوير بعض المشاهد والمواقف. والرواية هى الثانية للكاتب بعد روايته الاولى (مراكب الخوف) التى صدرت قبل ثلاثة اعوام. ويتنقل الكاتب منذ العام 1997 بين عدد من العواصم بسبب مواقفه السياسية، وخلال الاعوام القليلة التى قضاها فى السودان عقب توقيع إتفاق سلام نيفاشا شغل موقع نائب رئيس تحرير صحيفة (أجراس الحرية) بعد ان تم حرمانه من رئاسة تحرير الصحيفة التى تم إغلاقها هى الاخرى فى العام 2011 ليعود الكاتب بعدها من جديد بين المنافى متنقلاً بين جوبا واسمرا والقاهرة والولايات المتحدة. وعمل السليك كصحفى وكاتب فى عدد من الصحف العربية والسودانية بينها (الحياة) و (الشرق الاوسط) و (الايام) وصدر له كتاب (الزلزال .. العقل السودانى ذاكرة مثقوبة وتفكير مضطرب).