رباح الصادق المهدى الاعلام السوداني في الميزان ) توجهت الإذاعية والمترجمة السودانية نجدة منصور رسالة مفتوحة للنجمة التلفزيونية الامريكية اوبرا ونفري تصف فيها حادثة تمييز على أساس اللون تعرضت لها من قبل القائمين على إحدى القنوات السودانية المحلية. وتقول نجدة انه تم ترشيحها كمقدمة للتغطية التلفزيونية عبر الهاتف الا انها رفضت بعد ذلك بسبب لونها . وفى حوار مع نجدة ، قالت انها كتبت لأوبرا ونفري لأن الأخيرة تعتقد ان النضالات المتصلة بالحقوق و الغاء التمييز القائم علي أي اساس تعني جميع المهتمين علي مستوي العالم مؤكدة أنها لا تعكس هذه الواقعة بدوافع شخصية وإنما استجابة لتوجه عام لمسته عند صديقاتها وأصدقائها بوجوب فضح المسكوت عنه من التمييز الذي تتعرض له الفتيات السودانيات ذوات البشرة السوداء في مختلف المجالات لا سيما في الوسائط الإعلامية حيث لم يعتاد الناس علي رؤية سحنات مختلفة و الوان مختلفة تعكس التنوع الموجود في السودان الامر الذي تراه وضعا غير مناسب. و كانت الاستاذة نجدة منصور التي ظلت تعمل لسنوات عديدة كمذيعة ربط و مقدمة اخبار و برامج حاورت فيها العديد من الشخصيات علي المستوي المحلي و الاقليمي و الدولي من علي المزروعي الي زينب البدوي و مريم ماكبا ضمن البرنامج الانجليزي في راديو ام درمان قد وجهت نقدا مماثلا للتلفزيون الاثيوبي عندما قامت بزيارته و رأت انه يجب أن يكون هنالك عدل لا يخضع لمقاييس الانتماء العرقي ويتطابق مع ابسط قواعد المواطنة . وترى الاعلامية التي ولدت وترعرعت في مدينة كوستي بوسط السودان والتي تنحدر من أصول دارفورية أن ما تعكسه الممارسات الحالية لا يشبه الواقع البعيد عن نعرات العنصرية . يذكر ان نجدة منصور قد شاركت بفعالية في حملة لمناهضة العنف ضد المرأة في نوفمبر- ديسمبر 2014 وارتدت لذلك خمارا برتقاليا طوال 16 يوما هي مدة الحملة وقد قوبلت رسالتها الموجهة لأوبرا ونفري بردود فعل متباينة حينما طرحتها على صفحتها الشخصية وبعض مجموعات النقاش السودانية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بين مؤيد ومتشكك ومتحفظ ومعارض. وتحملت أثناء النقاش اتهامات و معارضة حادة من البعض. وقالت ردا على تلك الاتهامات بأنها تهدف الى مناقشة تقسيم وقت البث الإذاعي والتلفزيوني بشكل عادل بين الثقافات والمجتمعات السودانية المحلية وإمكانية أن يجد كل مواطن ومواطنة ذاته فيما يقدم له عبر وسائط إعلامه المحلية وتقول أن القضية في جوهرها هي رفض إجبار الفتاة ذات البشرة الاشد سمرة وسوادا على تغيير لونها لتحظى بالقبول والظهور في الشاشات لأن ذلك يتنافى مع العكس الأمين للواقع الثقافي والديموغرافي السوداني و يقتل المواهب. وسخرت نجدة ممن وصفوها بالقبح قائلة إن هذا بالضبط ما عنته حينما تحدثت عن ان المعايير التي يحددها التلفزيون تؤثر بالضرورة علي الذائقة وتقول أنها تعودت ألا تفرّط في أناقتها لأن ذلك جزء من تكوينها وأنها لا تعتبر مسالة جمال الفتاة ملك عام وهي مسألة شخصية ما إذا ارادت أن تستخدم مكياجا صارخا او أن تستخدم كريم تفتيح أو لم ترد في أي وقت داخل أو خارج الشاشة و أن ما يعني المشاهد من وجهة نظري مجمل النواحي الجمالية الخاصة بالبرنامج و التي يمثل اسلوب المذيعة جزء منها، و لا يجب أن يفرض نمط او إسلوب علي المذيعة من قبل الجهات المخدّمة ، وانها لذلك تمتنع عن تجريم الاذاعيات والنجمات والشخصيات العامة من السيدات اللواتي يستخدمن مستحضرات تبييض البشرة طالما جاء ذلك عن قناعة شخصية وترفض توجيه أي اتهام من أي نوع إلى أي من رؤسائها وزملائها الذين تبنوا في مراحل مختلفة مضايقات من محاولاتها المستمرة والمنهجية لعكس التنوع السوداني عبر وسائل الاعلام . وتقول انها لا تلوم الاشخاص ولكن تلوم التوجه العام الذي يناقض حقيقتنا كسودانيين نعتد ونعتز بتدرج الوان بشرتنا من أقصى السواد إلى أقصى البياض على حد تعبيرها. و تكمن خطورة الأمر فيما اسمته ب ( حراسة بوابات الهوية). و التي تري أنها يجب أن تكون مشرعة علي الحريات الشخصية و التنوع. وردت نجدة – الحاصلة على ماجستير في الترجمة و المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في مجال التواصل و التحليل النقدي للخطاب من جامعة أديس أبابا والتي شاركت بالعمل كمترجمة في فعاليات بالاتحاد الافريقي ومؤتمر المحكمة الافريقية بالكاميرون و البرلمان الافريقي بجنوب افريقيا وغيرها – ردت على من تخوفوا من "إثارة فتنة عنصرية" عند طرح قضايا وموضوعات مثل هذه: ( الخوف الحقيقي هو في ما نسكت عنه و يسيطر علينا و يتحكم فينا) مؤكدة إن اللون الأسود للبشرة مثله مثل التدرجات اللونية الأخرى موجود في كل الجهات وكل القبائل السودانية فلم الهواجس؟ المفارقة الحقيقية التي ارادت ان تضيفها هنا على حد تعبيرها هو أنها لا ترغب في العمل كمذيعة تلفزيونية و تعتبر الصدفة وحدها (التي زجت بها في الترشيح لتلك التغطية ثم الرفض بسبب اللون) ، وانها سانحة لتناول قضية تهم الراي العام السوداني.