كشف المناضل والمعتقل المفرج عنه ابراهيم الصافي عن سوء المعاملة والسخرة بسجن دبك ، فى صفحته على الفيسبوك أمس 16 يناير . وتعرض ابراهيم الصافي للاعتقال والتعذيب عدة مرات بسبب نضالاته ضمن الحراك الشبابى لاجل الديمقراطية والعدالة والسلام . وفيما يلي نص المقال : في مثل هذا الوقت من يوم الجمعة،في سجن دَبك،كنا سنكون متكئين على حائط العنبر مستمتعين بإجازة الجمعة،فيوم الجمعة لا نخرج للعمل بالكماين ككل يوم. و في الأيام العادية يتم جمعنا في حوش السجن منذ السادسة صباحاً و عدّ المساجين،و من ثم يعطوننا جرام الفول،يحصل كل سجين على جرامه مقدار غرفة بكوب قديم مقطوع من نصفه،و هو بالكاد يكفي طفلاً صغيراً كافطار،و تحصل ايضاً على سبعة رغيفات صغار لليوم أكمله، بعد ذلك يخرج كل المساجين إلى خارج السجن حيث يتم تقسيمنا إلى اثنين ،الطيانه و الرمتاله،و الطيانه هم الذين يقومون بعجن الزبالة و دقِّ الطوب الأخضر و رصه في الأحواض ،و يقوم الرمتاله بجمع طوب اليوم السابق الناشف،و رصه بعيداً عن الترابيز في كيمان،و بعد ذلك يجمعون طوب اليوم الأسبق و رص عيون الكمينه حتى تصبح مثل الهرم و تُحرق،و يجمع منها بعد ذلك الطوب الأحمر القوي الذي يُباع و تبنى منه المنازل و يربح السماسرة و المقاولون و كبار رجال الشرطة الملايين. كثيراً ما كان المساجين يشتكون من المرض أو عدم القُدرة على العمل الشاق تحت الشمس ،حتى المساجين كبار السن لا يتم استثناؤهم من العمل و يتم إخراجهم بالقوة للعمل كرمتالة،و الويل كل الويل لمن يعترض أو يعصي التعليمات و يحاول الزوغان من العمل،حتى و ان كان مرضك حقيقاً فمن سيصدقك ؟ كما ان عيادة السجن تفتح يوماً و تغيب يومين،بالإضافة لأنها تفتح بعد خروج المساجين للعمل،و أحيانا بعد منتصف الظهر،و تنسحب الطبيبة بهدوء إلى منزلها قبل حضورنا من الكماين مسرعين عل أحدنا يحصل على أسبرين لصداع العصرية بعد العمل الشاق،أو فلاجيل لدرء الإسهالات المنتشرة في السجن من سوء الأكل و طريقة إعداده. المحرض في عُرف حضرة الصول موسى جهجهة،هو من يعصي التعليمات أو يتهرب من العمل في الكماين أو يتحدث عن سوء في الخدمات مثل قطع المياه من الحمامات أو قلة الأكل و رداءته،و لهذا بالظبط يحتفظ حضرة الصول دائماً في يده بسوط العنج التخين المؤذي،و اغلب المساجين لديهم علامات و جروح سوط جهجهة،أو بصمة جهجهة كما يسميها المساجين لأن اي سجين تُطبع بصمة جهجهة في ظهره. من قوانين الإدارة في السجن ان يجلد من يخطئ خمسة و عشرين جلدة بسوط العنج أمام السجن كله و بحضور الإدارة و الضباط،لكن هناك ايضاً طريقة أخرى لتجلد،عندما يتعكر مزاج حضرة الصول جهجهة،الذي كان يتعكر بسهولة،قد يعكره المحركة في المشي أو الخروج من العنبر ،قد لا تسمع ما قاله فيتعكر مزاج حضرة الصول و يضرب المساجين عشوائياً، أما ما يربده غضباً و يطلق عنان سوطه بجنون ،ان تشتكي من قلة الأكل أو سوئه أو تشتكي لضباط أعلى من حضرة الصول نفسه،أو ادعاء المرض و طلب الأذن من العمل ،و تقريبا كل شئ يعكر مزاج حضرة الصول موسى،الذي هو المدير الفعلي لسجن دَبك،فبالرغم من وجود اثنين ملازم و ملازم اول و من ثم العقيد مدير السجن،و اثنين أفراد مباحث من مهامهم مراقبة أمور السجن و جودة الأكل و ضبط التموين و عدم التلاعب به،إلا ان كل شئ بيد جهجهة،المخزن و التعيين و الاذن للراحة أو الانتقال من عنبر و توزيع المساجين الجدد و نقل من يريد إلى سجن آخر. شئ آخر مهم كان يديره حضرة الصول موسى و عدد من صولات السجن، هو الطُلبة الخاصة،أو المخارجات كما يسميها المساجين و هي طريقة السجين للحصول على بضع جنيهات ليشرب بها الشاي أو يتصل على أهله من تلفون الدكان،و يحصل السجين الذي يخرج مع طُلبة المخارجات على خمس جنيهات في الغالب،لكن الربح الأكبر يذهبُ للقُنَب،أو العساكر و الصولات،فهم يحصلون من تجار الكماين على باقي يومية المساجين،فيربح التاجر العمالة الرخيصة و العسكري يعطي المسجون خمسة جنيهات و "ينومو بالباقي"، كما ان جميع المساجين يعلمون ان عدداً من الصولات و ربما مدير السجن نفسه،يملكون كمائن بالقرب من كمائن السجن على ضفاف النيل و يستخدمون المساجين في العمل مقابل بضع جنيهات،و اجر العامل في الكمائن يتراوح عادة بين الخمسين و السبعين جنيه على حسب إنتاج العمال. ابراهيم الصافي الجمعة 16 يناير 2015.