إن ماحدث من عمل إرهابي لصحيفة شارلي الفرنسية لهو حدث تقشعر له الأبدان وصادم للمشاعر الإنسانية وقيمها الفاضله ويتجافي مع مواثيق وحقوق الإنسان ومهما كانت الأسباب التي إستند عليها المتطرفون فهي لاتعطيهم الحق في عمليات التصفية والإباده وإن كانت تحت دعاوي رسوم مهينه وكركاتيرية لنبي الإسلام. فمعظم النقد الفني هو في الأصل موجه لمن يتحدث عن نبي الإسلام ويتصرف ويقوم بهذه الاعمال الدامية ويمتهن الكرامة الإنسانية ويشيع الكراهية الدينية علي لسان نبي الإسلام وقرآنه. وبعد هذه الاحداث يقع كثير من المسلمين تحت تأثير هذه العقلية البربرية لتتمسك بإدانة الصحيفة حتي الآن بدون يكلفوا انفسهم النظر في إدانة العملية الإرهابية فيخرجون من المساجد منددين بالصحيفة تحت تأثير انظمة حكمهم الساقطه وتحت تأثير الخطاب المتطرف. إن أهمية إدانة الإرهاب علي صحيفة شارلي وتعزية ومواساة الفرنسيين حكومة وشعبا لهو التضامن الحقيقي من اجل الإنسانية بل الإنخراط في محاربة الإرهاب والتطرف بتفكيك الخطاب الديني ونشر مفاهيم حقوق الإنسان واحترام الآخر ونشر قيم السلام والمحبة والإيخاء هو من منحته الثورة الفرنسية للعالم ومازالت فرنسا معقلا للتنوير في الحضارة الإنسانية فهي تستحق التضامن إزاء هذه الهجمات التي شنتها قوي التخلف والظلام ففرنسا هي دولة الأنوار والإستنارة. ونستغرب ايما إستغراب عندما تخطئ مؤسسة كطيبة برس في حق سفير فرنسا بالخرطوم ولا تعطيه فرصة بالتحدث في منبرها الإعلامي بحجة الإدانه لصحيفة شارلي ولذا اختلف مع مؤسسة طيبة برس فيما اوردته في هذا الإيضاح :- والذي تم نشره في الوسائط الإعلامية – توضيح هام من طيبة برس وافقت طيبة برس علي استضافة خبير التنمية الحضرية المهندس المعماري ميشيل كانتال دوبارت (فرنسي الجنسية) في مؤتمر صحفي حدد له منتصف نهار اليوم السبت الموافق 17 يناير 2015م بمقر طيبة برس بالخرطوم. وقبيل الموعد المحدد فوجئ منظموا المؤتمر الصحفي بوصول السفير الفرنسي وإبداء رغبته في الحديث في ذات المنبر، الشيء الذي دفع إدارة طيبة برس للاعتذار وإبلاغه أن المنبر مخصص للخبير الفرنسي فقط ولا سبيل لتقديم السفير الفرنسي، وأن موقف طيبة برس لا ينفصل عن موقف عموم المسلمين بعد تمادي مجلة "شارلي إيبدو" في استفزاز مشاعرهم بما ليس له أية صلة بحرية التعبير، وترتب علي هذا الموقف انسحاب السفير الفرنسي مصطحباً معه الخبير الفرنسي. هذا ما لزم توضيحه.. بهذا النص حمولات ومفاهيم ترفض الآخر وتعرف نفسها وكأنها لم تكن مؤسسة إعلامية محايده . فمالم تنهض مؤسسات المجتمع المدني بمهامها التنويرية سينتشر الإرهاب والتطرف والكراهية. وكان الأجدي إعطاء فرصة لسيادة السفير الفرنسي للتعبير والتواصل اتبان هذه الأزمة الداخلية والخارجية المسماة بالإرهاب فهي تحتاج لتضافر الجهود الإقليمية والدولية. ولكن مافعلته المؤسسة الإعلامية مع السفير يعبر عن موقف كامل ضد دولة فرنسا في شخص السفير من قبل طيبه برس. كمواطن سوداني اشعر بالأسي حيال كل ذلك واعلن كامل اعتذاري وتضامني مع سيادة السفير الفرنسي ودولته وشعبه. فنحن كسودانيين لسنا طرفا في من يتخذ عداءه مع فرنسا سواء أن كانوا من قبل النظام اوبعض المؤسسات او من خرجوا بعقول مظلمة ينددون بصحيفة شارلي وينظرون اليها بأنها تسيئ لنبي الإسلام. ولكن نحن سودانيون نقول بملئ فاهنا كلنا شارلي رافضين للتطرف والإرهاب وكافة اشكال الكهنوت والإستبداد الديني وبكل صوره وممارساته. بل لانألو جهدا في تبيان وتفكيك الخطل في هذه الثقافة المتكلسة التي ترفض الآخر وتسقط مفهوم المواطنه وتتعامل بمفهوم مسلمين وتسقط مفهوم السودانيين فهي ثقافة لاتعترف بالوطن كدولة ترتبط بقيم الحداثة فكيف تقع في هذا الخطل مؤسسة إعلامية كطيبة برس حتي تعلن تضامنها مع المسلمين واي مسلمين اهم شيعه ام سنه ام صوفية ام قرانيين ام جمهوريين. وهي الأجدر بالدفاع عن حرية التعبير فإذا هي سقطت في حرية التعبير وكممت فاه السفير ولم تعطيه حق التعبير الذي تدعيه. إن مجافاة القيم الكونية تجعل من هذه المؤسسة بوقا يتردد صداه من كهوف الأزمنة الغابرة لتستدعي تقسيم العالم الي مسلمين وغير مسلمين في وقت أن العالم انتصر للكرامة الإنسانية ولحرية الفرد ومسؤليته تجاه ذلك.