الخطر الحقيقي الذي يهدد بحر أبيض يتمثل في الخلايا الحيّة التي تجاهر بدعم التمرد    "مدينة هرار" .. بدلا من المانغو والفول السوداني.. ماذا يفعل "الذهب الأخضر" في إثيوبيا؟    مدير شرطة إقليم النيل الأزرق يقف على سير العمل بمستشفى الشرطة بمدينة الدمازين    (خواطر ….. مبعثرة)    وجوه مسفرة    وزير الخارجية الأمريكي في اتصال هاتفي مع البرهان يبحث الحاجة الملحة لإنهاء الصراع في السودان    الخارجية المصرية: "في إطار احترام مبادئ سيادة السودان" تنظيم مؤتمر يضم كافة القوى السياسية المدنية بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين    عائشة الماجدي: الموت إكلينيكياً (مؤتمر تقدم)    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    المريخ يواصل تحضيراته بالاسماعيلية يتدرب بجزيرة الفرسان    مازدا يكشف تفاصيل مشاركة المريخ في ملتقى المواهب بنيجيريا    الجزيرة تستغيث (3)    شاهد بالصورة والفيديو.. زواج أسطوري لشاب سوداني وحسناء مغربية وسط الأغاني السودانية والطقوس المغربية    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة السودانية شروق أبو الناس تحتفل بعيد ميلادها وسط أسرتها    بالصورة والفيديو.. شاهد ردة فعل سوداني حاول أكل "البيتزا" لأول مرة في حياته: (دي قراصة)    اختراع جوارديولا.. هل تستمر خدعة أنشيلوتي في نهائي الأبطال؟    شح الجنيه وليس الدولار.. أزمة جديدة تظهر في مصر    أوروبا تجري مناقشات "لأول مرة" حول فرض عقوبات على إسرائيل    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    "آبل" تعيد بيع هواتف قديمة في "خطوة نادرة"    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    سامية علي تكتب: اللاجئون بين المسؤولية المجتمعية والتحديات الدولية    بيومي فؤاد يخسر الرهان    نزار العقيلي: (العطا طااااار ومعطا)    تراجع مريع للجنيه والدولار يسجل (1840) جنيهاً    "امسكوا الخشب".. أحمد موسى: مصطفى شوبير يتفوق على والده    الأهلي بطل إفريقيا.. النجمة 12 على حساب الترجي    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    الإعلان عن تطورات مهمة بين السودان وإريتريا    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    زيادة سقف بنكك والتطبيقات لمبلغ 15 مليون جنيه في اليوم و3 مليون للمعاملة الواحدة    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل حول افكار وتجربة حسن الترابى الرسالة : (57)
نشر في حريات يوم 31 - 01 - 2015


[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ )
(للكاتب والأديب السودانى الكبير المرحوم / الطيب صالح.)
للاجابة على هذا التساؤل (القديم / الحديث ) هناك مجموعة رسائل فيها متابعة دقيقة (للانقاذ ) منذ أن وضع بذرتها الأولى الأب الروحى لها فى عام 1964 وحتى تأريخه ,……. سوف أعيد باذن الله تعالى , نشرها هنا كاملة , واحدة تلو الأخرى , ….. كى نقف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جعل أناس من بنى جلدتنا يتحولون الى هذه الحالة الشاذة , والأكثر غرابة , التى عبر عنها هذا الكاتب والأديب الكبير , تعبيرا صادقا , فى تساؤلاته أعلاه , ….. والمعبرة عن قمة الدهشة والحيرة , ……. ….. بل هناك سؤال أكثر الحاحا , وأشد طلبا وهو : " كيف يتأتى لاناس ,… المعلوم عنهم أنهم : " حملة رسالة " ….. جاءوا كما يدعون , لانزال تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , الى الأرض , ليراها الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , فى سموها وعلوها , …….يأتون بشىء مغاير ومجافى تماما لحقيقتها , ……. بل انما جاوا به , وأنزلوه على الأرض , يعد بمثابة , أكبر , وأعظم هدية تقدم : " لاعداء الحق والدين " ….. ليكيدوا لديننا وعقيدتنا , باعتبار ان ما قدم هو الاسلام , !!!!!!! …….. فهل هناك فتنة أكبر وأعتى , وأشر من هذا الذى ماثل ونراه أمام أعيننا ؟؟؟؟؟
الرسالة رقم (57)
( والى هنا ندهب الى المحور (2) من المحاور الثلاثة )
(2)
* هذا المحور يشتمل على جزأين يضمّهما السؤال الآتي: " هل النظام القائم في السودان تحت حكم: " الإنقاذ " والنظام الآخر القائم في إيران تحت حكم: " الإمام الخميني " يحكمان شعبيهما تحت دائرة إسلامية تمثل الوحي السماوي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة خاتمة وخالدة جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء أم ماذا . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
* قبل أن نتطرق لهذا الموضوع لابدّ من القاء نظرة سريعة عن الحالة التى كانت عليها البشرية قبل ظهور الاسلام وماذا استجدّ بعد ظهوره وعملية انزاله على الأرض كرسالة خاتمة جاءت مكملة ومصححة للرسالات السابقة له.
* الحالة التى كانت عليها البشرية قبل الاسلام : فى هذه الفترة من تاريخ البشرية نجد :
(1) الحالة اثناء دولتى الروم الفرس : هما دولتان استعماريتان استعمرتا معظم انحاء العالم , …… وفى ظل ذلك العهد كان الناس يعيشون نظاما طبقيا : طبقة تعيش فى ترف شديد وتحيا للملذات والشهوات والاستهتار بالغير وبقيمه ووجوده وطبقة مضطهدة ذليلة تعيش فى فقر شديد واختفت تماما قيم الحقّ والعدل .
(2) الحالة فى أوروبا : فى تلك الحقبة كانت أوروبا تحيا حياة الجهل والأمية وضاعت عندهم قيم الانسان يقول فى ذلك المؤرخ البريطانى : " ويلز. " : " لم يشهد العالم فى تأريخه فترة أظلم ولا أسوأ ولا أكثر يأسا فى المستقبل من القرن السادس الميلادى . " …….. يواصل : " …….. ان أوروبا فى هذه الفترة كانت أشبه بجثة رجل ضخم مات , والجثّة تعفنت ,…… فالعالم كان كرجل مشلول غير قادر على الحركة حتى ظهر محمد نبى المسلمين . "
(3) الحالة فى الجزيرة العربية : كانت الجزيرة العربية قبل البعثة تحكم من قبل قبائل متصارعة متناحرة يأكل فيها القوى الضعيف وكان الناس يخطفون حال سفرهم ويتّخذون عبيدا ولا غضاضة فى ذلك اذ من أدبياتهم :
" ونعتدى على بكر أخانا * ان لم نجد الاّ أخانا "
ومن شعرهم أيضا : " من لا يظلم الناس يظلم . "….أمّا حال المرأة هنا كغيرها من مناطق العالم الاخرى _ ( كما سنوضحه بعده ) – , فلم يكن لها أىّ حقوق مالية وليس لها حق الملكية ولاحقّ الميراث , …… بل أكثر من ذلك كانوا يئدون البنات . …. هذا بالرغم أنّ مكة – ( موطن النبى صلى الله عليه وسلّم ) – لم تكن صحراء قاحلة بل كانت مركز تجارة عالمى , فتجارة العالم تمرّ عبرها , …. فكانت حلقة الوصل بين تجارة الروم والفرس وكانت قريش هى القبلة التى تتولّى التجارة العالمية , وبالتالى كان تجارها من أغنى أغنياء العالم .
* لمحة سريعة عن حالة حقوق الانسان قبل البعثة : فى هذه الاطلالة السريعة ننقل هنا بايجازشديد فقرات من موسوعة مقارنة الأديان للدكتور/ أحمد شلبى مجلّد(3) نبدأ بحالة المرأ ة فى الحضارات السابقة لظهور الاسلام :
(أ) المرأة فى الحضارات السابقة للاسلام : وفيما يلى عرض موجز :
(1) المرأة فى الامبراطورية الرومانية : قضت هذه الحضارة أن تكون المرأة رقيقا تابعا للرجل لها حقوق القاصر وقد اجتمع فى روما مجمع كبير وبحث فى شأنها فقرر أنّها كائن لا نفس له, وأنّها لهذا لن ترث الحياة الاخروية, وأنّها رجس , ………… وأنزلوا عليها عقوبات باعتبار أنّها أداة الاغواء يستخدمها الشيطان لافساد القلوب . !!!!!
(2) المرأة عنداليونان : كانت المرأة فى أثينا تعتبر من سقط المتاع , فكانت تباع وتشترى وكانت تعد رجسا من عمل الشيطان .
(3) المرأة فى شرائع الهند : قضت هذه الشرائع أنّ الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعى والنار خير من المرأة وكان حقّها فى الحياة ينتهى بانتهاء أجل زوجها الذى هو سيدها ومالكها لذا عند حرق جسّته ما عليها الاّ أن تلقى بنفسها فى نيرانه والاّ حاقت عليها اللعنة الأبدية .
(4) المرأة عند اليهود : جاء فى سفر الجامعة (العهد القديم ) : " درت أنا وقلبى لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون , فوجدتّ أمرّ من الموت المرأة التى هى شباك , وقلبها اشراك , ويداها قيود , الصالح قدام الله ينجو منها , أما الخاطىء فيوخذ بها .
(5) المرأة عند الكنيسة الكاثوليكية : يقول الكاتب الدانمركى (Wieth Kondsren ) : " ……. خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوروبية محدودة جدا تبعا لاتّجاه المذهب الكاوليكى الذى كان يعدّ المرأة مخلوقا فى المرتبة الثانية .
(6) المرأة فى فرنسا : فى عام 586 م عقد اجتماع فى فرنسا يبحث شأن المرأة وما اذا كانت تعد انسانا ؟؟؟ ……. وبعد النقاش قرر المجتمعون أنّها انسان ولكنّها مخلوقة لخدمة الرجل وهذا غاية ماتوصلوا اليه أن أقروا انسانيتها التى كانت مشكوكا فيها من قبل .
(7) المرأة فى انجلترا : فى انجلتراحرّم هنرى الثامن على المرأة الانجليزية قراءة الكتاب المقدس , وظلّت النساء حتى سنة 1850م غيرمعدودات من المواطنين , وظللن حتى سنة 1882 ليس لهن حقوق شخصية , فلا حقّ لهنّ فى التملك الخالص, وانّما كانت المرأة ذائبة فى أبيها أو زوجها .
(ب) الرق فى الحضارات السابقة للاسلام : قيما يلى عرض مختصر من ذات المرجع أعلاه :
(1) الرق فى الحضارات الشرقية : * مصر : وجدت العبودية فى مصر القديمة وعلى أكتاف رقيق الأرض بنيت الأهرامات وأقيمت المعابد ونحتت المسلات . * الصين : كان من أسبابه الفغر الذى كثيرا ما يدفع بصاحبه الى أن يبيع نفسه أو أولاده تخلصا من العوز الذى كان واسع الانتشار. * الهند : يتمثل الرق هنا فى نظام الطبقات كان الشودرا(Sudra) والمنبوذون (Outcasts ) يمثلان الأغلبية العظمى من السكان الأصليين للبلاد وكانت هاتان الطبقتان تكونان طبقة العبيد أمام الالبراهمة (الكهنة) : ( Brahma ) المالكة لهم . * الفرس : تقوم العبودية هنا على نظرية الحقّ الالهى وهى اعتقادهم أن دما من دما الآلهة تجرى فى عروق ملوكهم وأنّهم بذلك طبقة أخرى غير طبقة البشر وأن غيرهم ما هم الاّ عبيدد لهم .
(2) الرق فى الحضارات الاخرى : * اليونان : استعباد البشر للبشر كان مطلقا وبكثرة فى حضارة اليونان , ……. اذ قسّم فلاسفتهم الجنس البشرى الى قسمين : حرّ بالطبع ورقيق بالطبع , وقالوا ان الثانى ما خلق الاّ لخدمة الأول كى يقوم بالأعمال الجسمانية وتترك الأعمال الفكرية والادارية والمناصب الهامة للأول . * الرومان : القانون الرومان لم يكن يعتبر الرقيقانسانا له حقوق على الانسانية , بل كان يعتبره شيئا من الأشياء كسائر السلع التى يباح الأتّجار بها وكانوا يعرضون فى سق روما عرعيا من كلّ ما يسترهم ذكرا كان أو انثى كبيرا أو حدثا . * اليهود : أباحت التوراة الاسترقاق بطرق الشراء أو سبيا فى الحرب , فجعلت للعبرى أن يستعبد العبرى اذا افتغر , فيبيع الفغير نفسه للغنى أو يقدم المدين نفسه للداين حتى يوفّى له بعد عبودية (6) سنين . * المسيحيين : عند ظهور المسيحية كانت عبودية الانسان لأخيه الانسان شائعة ولم تقل شيئا اتحد من قسوتها بل على عكس ذلك اثبتت حقوق السادة وواجبات العبيد , فى رسالة لبولس يقول فيها : " أ يّها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسدبخوف ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح , لا بخمة العين كمن يرضى الناس , بل كعبيد المسيح , عاملين مشيئة الله من القلب , خادمين بنية صالحة كما للربّ ليس للناس ,……… الخ . النص . " ….. ملاحظة : ( هذا النص منقول من الانجيل المتداول حاليا والسؤال هو : هل هذا النص يتطابق مع النص الأصلى الموحى به على سيدنا عيسى عليه السلا أم لا . ؟؟؟؟؟ )……. * أوروبا : كان هناك نظام الأقطاع , كان المزارعون عبيدا لملّاك الأرض يباعون معها اذا بيعت فليس لواحد منهم الخروج من أرض الى أرض اخرى بل يظل تابعا ومملوكا لصاحبها .
* هكذا كانت البشرية تعيش فى ظلام حالك قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم , …….. كان ظلاما مطبقا وكان ليلا طويلا انزوت فيه الأفكار الصالحة المستمدّ من تعاليم الرسالات السابقة , وأوشكت الانسانية أن تتردى فى هوة سحيقة هى الى عالم الحيوان أقرب .
* شروق شمس الاسلام : يقرر الوحى المنزل على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم والمضمّن فى كتابه : " القرآن " أن رسالته هى الرسالة الخاتمة والمكملة والمصححة لكافة الرسالات السماوية السابقة لة , وأنّها رسالة عامة لكافة البشر , …. أحيت تعاليم اندثرت , ….وجاءت بقيم جديدة تتمثل فى : ( قيم: الحق , الحرّية , العدل والمساواة , …… حقّ المرأة والعبيد والأطفال . ) أول…. فالنقطتف نذر من ذلك من مصادره :
ا فيما يلى نقتطف آيات من القرآن :
- ((ياأيّها الناس انّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا انّ أكرمكم عند الله أتقاكم . ))
- (( وما أرسلناك الاّ كافة للناس بشيرا ونذيرا . ))
- (( يا أيّها الناس انى رسول الله اليكم جميعا . ))
- (( تبارك الذى نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا . ))
- (( وما أرسلناك الاّ رحمة للعالمين . ))
- (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين . ))
- (( لا يجرمنّكم شنئآن قوم على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى . ))
- (( لا اكراه فى الدين قد تبيّن الرشد من الغى . ))
(( …. فمن شاء فاليؤمن , ومن شاء فاليكفر . ))…..
(( ادع الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن . ))
(( وأمرهم شورى بينهم . ))
(( وشارهم فى الأمر . ))
(( ولا تزر وازرة وزر أخرى. )) (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله. ))
ثانيا من الحديث : - نورد هنا فقرات من خطبة الوداع الشهيرة للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيها : "…………أيّها الناس ان ربكم واحد , وان أباكم واحد , كلكم لآدم وآدم من تراب , …. ان أكرمكم عند الله أتقاكم , ليس لعربى على عجمى فضل الاّ بالتقوى , …… "
"….. جاء أيضا : " من ظلم معاهدا أو انتقصه حقّه أو كلّفه فوق طاقته أو أخذ منه شىء بغير طيب نفس , …… فأنا حجيجه يوم القيامة . " …..
" وقال أيضا : " من آذى زميا فقد آذانى , ومن آذانى فقد آذا الله تعالى . "
وقال :" انّكم تختصمون الىّ , وانّما أنا بشر , ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض فأقضى له على نحو ما أسمع , فمن قضيت له من حقّ أخيه شيئا فاليتبوأ مقعده من النار . "
" لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه . "
ثالثا : من الصحابة :
* عندما ظهرت الدعوة لأول مرة فى مكة كانت ردّة الفعل عنيفة من أهلها القرشيين وكان عدد من أسلم حينها قليلا فتعرضّوا لكل صنوف الايذاء من تعذيب نفسى وجسدى حتى درجة القتل ولمّا اشتدت وطأة هذا الحال وأمام هذا الواقع , أمر النبى صلى الله عليه وسلم المسلمين بالخروج الى أرض الحبشة التى وصفها صلى الله عليه وسلم بأنّها أرض صدق وأنّ بها ملكا لا يظلم عنده أحد , ولما تمكن المسلمون الوصول للحبشة ثارت ثائرة قريش وفى الحال أرسلت جماعة منهم وعلى رأسهم داهية العرب عمرو بن العاص – ( قبل اسلامه ) – وكان صديقا للنجاشى , وبمجرد وصوله طلب المقابلة , وخاطب الملك قائلا : " يا أيّها الملك هولاء الغلمان السفهاء تركوا بلادنا وآباؤهم وأمّهاتهم يبكون لفراقهم , وقد أرسلونى فى طلبهم ليعودوا اليهم فهم أدرى بهم ليتعاملوا معهم . "" …… وأمّن ذلك نفر من حاشية الملك بكلمة " صدق " …!!! فقال الملك : " والله حتى أسمع منهم . "…. فجاء النفر من المسلمين برئاسة جعفر بن عبد المطلب ( وهو ابن الخامسة والعشرين ) فخاطبه النجاشى قائلا : . " بلقنى أنّكم تركتم دينكم , ولم تتبعوا دينى , وجئتم الى بلادى , فما الذى جاء بكم , وما هذا الدين الذى اتّبعتم ؟؟؟؟؟؟
….. فلنستع ماذا كان ردّ الصحابى الجليل الشاب : " جعفر بن أبى طالب , خرّيج مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم تقدم اليه قائلا : " كنّا قوم أهل جاهلية , نعبد الأصنام , … نأكل الميتة , نسىء الجوار , نقطع الجوار , …. يأكل القوى فينا الضعيف , فكنّا على ذلك , فجاء الينا رجل منّا , نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه , …. أمرنا بصدق الحديث , وأداء الأمانة , وصلة الأرحام , وحسن الجوار , ونهانا عن الفواحش , وقول الزور , وأكل مال اليتيم , …….. فعدى علينا قومنا , فقهرونا , وظلمونا , وعذّبونا , وضيقوا علينا , …. فقال لنا نبيّنا : أخرجوا الى أرض الحبشة فانّ بها ملك : " لا يظلم عندّه أحد, "…. فخرجنا الى أرضك , وأخترناك على من سواك , ورجونا الاّ نظلم عندّك . " ……. فقال له النجاشى أعندّك شىء مما جاء به بنبيّكم ؟؟؟ …. فبدأ جعفر يقرأ عليه آيات من سورة " مريم " (( وأذكر فى الكتاب مريم اذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا , فاتّخذت من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثّل لها بشرا سويّا , قالت انّى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيّا , قال انّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاما زكيّا , قالت أنّى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أكن بغيّا , قال كذلك قال ربّك هو علىّ هيّن ولنجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمرا مقضيّا , فحملته فانتبذت به مكانا قصتّا , فأجاءها المخاض الى جزع النّخلة قالت ياليتنى متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيّا , فناداها من تحتها الاّ تحزنى قد جعل ربّك تحتك سريّا , وهزّى اليك بجزع النّخلة تساقط عليك رطبا جنيّا , فكلى وأشربى وقرّى عينا فامّا ترين من البشر أحدا فقولى انّى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيّا ,فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريّا , يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمّك بغيّا , فأشارت اليه , قالوا كيف نكلّم من كان فى المهد صبيّا . ))…… فبكى النجاشى وقال : " والله انّ الذى قرأته والذى جاء به المسيح ليخرج من مشكات واحدة , …… اذهبوا فوالله لا أسلّمكم أبدا . "
وهنا مشهد آخر من الشاهد الشهيرة لأحد خرّيجى مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وهو الصحابى : " ربعى بن عام " فى اجابته على قايد جيش الفرس الشهير: " رستم " الذى كان يتساءل باندهاش عن حقيقة هولاء الناس فجاءت الاجابة : : " انّ الله ابتعثنا برسالة لنخرج من يشاء من عبادة العباد الى عبادة الله وحده , … ومن جور الأديان الى عدل الاسلام ,… ومن ضيق الدنيا الى سعت الدنيا والآخرة , " …
من أيمّة الأسلام : فى كتابه الموجه الى أمير المؤمنين / عمر بن عبد العزيز يصف فيه الامام العادل يقول الامام حسن البصرى رضى الله عنه : " اعلم يا أمير المؤمنين , ان الله تعالى جعل الامام العادل قوام كل مائل , وصلاح كلّ فاسد , وقوت كلّ ضعيف , ونصفة كل مظلوم , ومفزع كل ملهوف , ………. والامام العادل يا أمير المؤمنين كالراعى الشفيق على ابله, الرفيق بها , يرتادها أطيب المراعى , ويذودها من مراتع الهلكة , ويحميها من السباع , ويكنّها من أذى الحر والقر , …….. والامام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحانى على ولده , يسعى لهم صغارا , ويعلمهم كبارا , يكتسب لهم فى حياته ويدخرهم بعد مماته ,…….. والامام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوانح : … تصلح بصلاحه وتفسد بفساده ,……والامام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله تعالى وبين عباده , يسمع كلام الله ويسمعهم , وينقاد الى الله ويقودهم , وينظر الى الله ويريهم . "
…….والى هنا نستعرض باختصار شديد بعض موجهات الوحى وما جاء به من تعاليم شكلت مفصلا بل نقطة تحول فى تاريخ البشرية ,…. علما بأنّ القيم والمبادىء الرفيعة والسامية التى جاء بها الوحى الالهى لم تأتى لتكون مجرّد شعارات للاستهلاك والمتاجرة بها , كما نراها ونشاهدها فى أوضاضاعنا اليوم هنا وهناك ,…….. كما أنّها بالتالى لم تكن نظريات ومثاليات مجردة عاجزة عن التطبيق أو بعيدة عن التصديق ,…. بل تمّ انزالها الى الأرض كمثال حى رآه الناس كلّ الناس فى دولة المدينة الأولى , هذه الدولة العظية التى أقامها نبى الأسلام , وكوكبة من أصحابه الخلفاء الراشدين الأربعة من بعده , والتى لم يكن لها مثبيل قط فى تاريخ البشرية كلّها ,………… وقبل أن نأتى على نذر يسير من سيرتهم العطرة , نواص العرض بايجاز شديد بعض القيم الانسانية التى ارساها الاسلام :
* الحرب فى الاسلام :
إذا كان مفهوم القتال عند غير المسلمين هو : " هو الحرب لا تعرف الرحمة . " ……. أي إنها تقوم على الثأر, والانتقام والابادة……الخ, … فان الإسلام لا يقر ذلك, إذ أن أساليب القتال في الإسلام يجب أن تخضع للضوابط المضمنة في النصوص الشرعية, أى بم يتفق مع القرآن والسنة , ……. فالأخلاق العسكرية الإسلامية تترفع عن ذلك كله وتقوم على مبادئ الشريعة: وفى الحديث التالى نجد الضوابط الأخلاقيةوالآداب الشرعية للحرب يحددها سيد البشرية فى الآتى : " انطلقوا باسم الله وعلى ملّة رسول الله , ولا تقتلوا شيخا فانيا , ولا طفل صغيرا , ولا امرأة , ولا تغلوا , وضموا غنائمكم , وأصلحوا , وأحسنوا , ان الله يحب المحسنين . " ………. ( واضح من هذه الضواط ان الحرب فى الاسلام هدفها الأول والأخير هو : " أحقاق الحق وابطال الباطل " ….. وليست وسيلة تدمير , واذلال وتخريب , كما نراها اليوم فى كثير من الأنظمة التى تدعى أنّها تحكم بالأسلام . )
يقول الله تعالى فى كتابه القرآن :
- (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . )) ويقول : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى. ))…… ويقول أيضا : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله. ))
* العدالة فى الاسلام : ان مفهوم العدالة فى الاسلام مفهوم شامل بمعنى أنّه يسعى الى تحقيق العدالة فى كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة :
* العدالة فى الفكر والعقيدة: فى تعاليم الاسلام تتوفر العدالة فى الفكر والرأى والاعتقاد , فانّ الانسان حر فى ان يرى ما يرى ويعتقد ما يعتقد من عقائد دون ما اكراه أو اعتساف أو جبر : (( لا اكراه فى الدين . )) (( وقل الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . ))
* العدالة فى الحساب : يأتى الناس يوم القيامة بأعمالهم فقط , لا بأنسابهم أو أولادهم أو مناصبهم : (( وأن ليس للانسان الاّ ما سعى وأنّ سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى . ))النجم :39- 41 (( كلّ نفس بما كسبت رهينة . ))…… المدثر 38 ((لا يكلف الله نفسا الاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. )) …… البقرة : 286
* العدالة فى التقاضى : القانون الاسلامى فوق الجميع : حكاما وملوكا ورعية فالشريعة تعلى ولا يعلى عليها , …والعدل يكون مع المسلم وغير المسلم والبرّ والفاجر قال الله عزّ وجل : ((يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط , ولا يجرمنّكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى . )) …. انّ العدل هو مراد الله عزّ وجل فى هذا الكون , ومن أجله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط , فهو غاية الغايات فى الحكم الاسلامى , ……. ولنا مثل حىّ عندما تخاصم أمير المؤمنين على بن أبى طالب مع يهودى فى درع ادّعى الخليفة انّه درعه ووقف خليفة المسلمين والمواطن اليهودى سواء بسواء يتخاصمان أمام القاضى ( شريح ) والكل موجود ينظرون فسأل القاضى اليهودى ما قولك ؟ .. قال : " ما الدرع الاّ درعى " وما أمير المؤمنين عندى بكاذب " …. فطلب القاضى من الخليفة بيّنة على انّ الدرع درعه , … قال : " ما لى بينه " … فقضى لليهودى , وعندّها خرج اليهودى ثمّ عاد ليقول : " أمّا انى أشهد انّ هذه أحكام أنبياء , … أمير المؤمنين يديننى الى قاضيه فيقضى لى عليه ؟ ….. " أشهد أن لا اله الاّ الله وأنّ محمدا رسول الله , …… الدرع درعك يا أمير المؤمنين , اتّبعت الجيش وأنت منطلق من صفين , فخرجت من بعيرك الأورق . " …..فقال على رضى الله عنه : " أما اذ أسلمت فهى لك . "
….. والى هنا نكتفى بهذا القدر ثم نستعرض وبايجاز شديد فترة الحكم الراشد أى حكومة الخلفاء الراشدين بالمدينة , ……….. ونبدأ بالخليفة الأول :
(1) سيدنا أبى بكر الصدسق : هو أول من أسلم من الرجال وأول من بويع على الخلافة بعد النبى صلى الله عليه وسلم , ….. وعندما ولىّ الخلافة وقف على المنبر وخاطب الناس قائلا بعد أن حمد الله : " أيّها الناس قد وليت أمركم , ولست بخير منكم , …. وانّ أقواكم عندى الضعيف حتى آخذ له بحقّه , … وانّ أضعفكم عندى القوى حتى أخذ منه , ….. أيّها الناس انّما أنا متّبع وليس بمبتدع ,…. فان أحسنت فأعينونى , وان زغت فقوّمونى ,…. أطيعونى ما أطعت الله فيكم , ….. فان عصيت فلا طاعة لى عليكم . " …….. هذه الكلمات شديدة الايجاز عميقة المعنى تعبّر تعبيرا صادقا عن تعاليم الرسالة الخاتمة , وهى تعدّ بحق كميزان حقيقى وصادق , يقاس عليه مصداقية أىّ حاكم يدّعى أنّه يحكم بالاسلام ,…. اننا هنا أمام قاعدة وضعها أحد الذين قال عنهم سيد البشرية : " ما طلعت شمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبى بكر . " ….. رضى الله عنه , ………وفى هذا المقام يقول الامام مالك : " لا يكون أحد اماما الاّ على هذا الشرط . "……. ومن صفات سيدنا أبوبكر أنّه كان اذا مدح يقول : " اللهم أنت أعلم بى من نفسى , وأنا أعلم بنفسى منهم , اللهم أجعلنى خيرا مما يحسبون , وأغفر لى ما لا يعلمون , ولا تواخذنى بما يقولون . " ….. ومن أقواله : " ذب الخيانة . "أكيس الكيّس التقوى , وأحمق الحمق الفجور , وأصدق الصدق الأمانة , وأكذب الكذب الخيانة . "……. وكان يقول فى وعظه : " يا أخى ان انت حفظت وصيتى , فلا يكونن غائب أحبّ اليك من الموت , وهو آتيك ولا بدّ لك منه , …. وان أنت ضيّعت وصيتى هذه فلا يكونن غائب أبقض اليك من الموت , ولن تعجزه . "……. وكانت آخر كلماته وهو على فراش الموت : " ربّ توفّنى مسلما وألحقنى بالصالحين . " …… توفى رضى الله عنه فى الشهر السادس من عام 13 هجرية .
(2) سيدنا عمر بن الخطاب : جاء فى الحديث الشريف : " أبوبكر وعمر منى بمنزلة هارون من موسى عليه السلام . " ….. وقال فيه أيضا : " والذى نفسى بيده , ما لقيك الشيطان سالكا فجّا الاّ سلك فجّا غير فجّك . "…… خطبته عند توليه السلطة , صعد على المنبر وبعد ان حمد الله وأثنى عليه قال : " أيّها الناس انى داع فأمّنوا , اللهمّ انّى غليظ فألنّى الى أهل طاعتك بموافقة الحق ابتقاء وجهك والدار الآخرة , وأرزقنى الغلظة والشدّة على أعدائك من غير ظلم منّى , ولا اعتداء عليهم , …. اللهم انى شحيح فسخنى فى نوائب المؤن قصدا من غيرسرف ولا تبذير, ولا رياء , ولا سمعة , أبتقى بذلك وجهك الكريم , والدار الآخرة , وأرزقنى خفض الجناح , ولين الجانب للمؤمنين , فانّى كثير الغفلة والنسيان ,…… وألهمنى ذكرك على كلّ حال ……… الخ . " ………. ومن كلامه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا , …. فانّه أهون عليكم من الحساب غدا . " ………. توفى رضى الله عنه فى الشهر الأخير من عام 23 هجرية .
(3) سيدنا عثمان بن عفان : هو أول الناس اسلاما بعد سيدنا أبى بكر , … قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم مخاطبا ايّاه : " يا عثمان انّك ستبلى بعدى فلا تقاتلنّ . "…… وقال عنه أيضا شاهدا له : " يشفع عثمان فى سبعين ألفا عند الميزان ممّن استوجبوا النار . " ………. ومن مواعظه : " يا أيّها الناس انّ الله انّما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة , …. فلم يعطكموها لتركنوا اليها , …. انّ الدنيا تفنى والآخرة تبقى ,……. لا تبطرنّكم الفانية , ولا تشغلنّكم عن الباقية ,……. آثروا ما يبقى على ما يفنى , …. فانّ الدنيا منقطعة , وأنّ المصير الى الله …….الخ . " ……….. مات رضى الله عنه مقتولا وهو يقرأ القرآن ووقعت قطرة من دمه على الآية : (( فسكفيكهم الله وهو السميع العليم . ))….. وجاء ذلك مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال مخاطبا سيدنا عثمان : " تقتل وأنت مظلوم وتسقط قطرة من دمك على (( فسيكفيكهم الله . )) ….. وكان ذلك فى الشهر الأخير من عام 35 هجرية .
(4) سيدنا على بن أبى طالب كرّم الله وجهه : هو ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيف الله المسلول , ….. أول من أسلم من الصبيان , ……… وكما ورد فى أصحابه قرآن يتلى ويتعبّد به , وأحاديث كثيرة , … كذلك ورد عنه قرآن يتلى ويتعبّد به وأحاديث كثيرة , نأتى على نذر منها : عن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام ( الظهر ) , …. فسأل سائل فى المسخد , فلم يعطه أحد شيئا , … فرفع السائل يديه الى السماء وقال : اللهم انى سألت فى مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعطنى أحد شيئا , …. وكان علىّ رضى الله عنه فى الصلاة راكعا , فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم , فأقبل السائل , فأخذ الخاتم من خنصره , وذلك بمرأى من النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه الى السماء وقال : " اللهم ان أخى موسى سألك فقال : ربّ أشرح لى صدرى ويسّر لى أمرى , وأحلل عقدة من لسانى , يفقهوا قولى وأجعل لى وزيرا من أهلى , هارون أخى , أشدد به أزرى , وأشركه فى أمرى , ….. فأنزلت عليه قرآنا : (( سنشدّ عضدك بأخيك , ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما . )) …… اللهمّ وانّى محمد نبيّك وصفيك , اللهم فاشرح لى صدرى , ويسّر لى أمرى , وأجعل لى وزيرا من أهلى , عليا , ….. اشدد به ظهرى . " ……. قال أبو ذر رضى الله عنه : " فما استتمّ دعائه حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله عزّ وجل وقال يا محمد أقرأ : ((انّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ))………. وعن على رضى الله عنه قال دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " انّ فيك من عيسى , …… أبغضته اليهود حتى بهتوا أمّه , …… وأحبّته النصارى حتى نزّلوه بالمنزل الذى ليس به , ………. الا وانّه يهلك فىّ اثنان : " محبّ مفرط يطرينى بما ليس فىّ , ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتنى . " …….. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : " علىّ مع القرآن والقرآن مع على , لا يفترقان حتى يردا علىّ الحوض . " ……. ومن كلامه رضى الله عنه : " الناس نيام , فاذا ماتوا انتبهوا . " …. وعنه أيضا : " اذا ارتفع الوضيع وضع الرفيع . " …. وله حادثة مشهورة عند ما وجد درعه الذى لا يغباه عند أحد رعاياه من اليهود فتخاصما بسببه أمام القاضى , … وقد أوردناه آنفا عند الحديث عن : " العدالة فى التقاضى " …. وذكرنا أن القاضى قد حكم لصالح اليهودى لعدم كفاية أدلة الامام , …… وهنا يظهر أمر عجيب : …. يعود المواطن اليهودى بعد هنيهة قائلا باستغراب واندهاش شديد : " أما أنى أشهد أن هذه أحكام أنبياء : ……" أمير المؤمنين يديننى الى قاضيه , فيقضى لى عليه ؟؟؟؟؟ …… أشهد أن لا اله الاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله , ……, الدرع درعك يا أمير المؤمنين , … اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين , فخرجت من بعيرك الأورق . "…… فردّ عليه الامام قائلا : " أمّا اذ أسلمت فهى لك . "
موته : اغتاله ابن ملجم وهو فى طريقه الى صلاة الصبح بسيفه وكان معه متآمرين آخرين , … وابن ملجم هذا ومن معه كانوا من الخوارج الذين هم فى حقيقتهم كانوا من شيعة الامام , فخرجوا عليه , فأصبحوا من ألدّ أعدائه , …. وهم الذين أنبأنا الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا عنهم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرّمية . " …. وقال أيضا فى وصفهم : " يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم , وصومه مع صيامهم . " …….. وعندما أسر أبن ملجم وأتوا به الى الامام , نظر اليه ثم قال : " النفس بالنفس , …. ان أنا متّ فأقتلوه كما قتلنى " وان برئت , أبديت رأيى فيه ,….. ثمّ أمرهم قائلا : " أحبسوه وأطيبوا طعامه , وألينوا فراشه , فان أعيش فأنا ولىّ دمى : " عفوا " أو " قصاصا " …. وان أمت فألحقوه بى أخاصمه عند ربّ العالمين . "…. ومكث رضى الله عنه جريحا يومين , وتوفى فى اليوم الثالث من العام 40 هجرية . ….. وقد ترك وصية طويلة لأبناءه بعد هذا الحادث جاء فيها : " يابنى عبد المطلب لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا , تقولون قتل أمير المؤمنين , ….. ألا لا تقتلوا بى الاّ قاتلى , فأضربوه ضربة بضربة , ولا تمثلوا به , …. فانّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ايّاكم والمثلة , ولو بالكلب العقور . "


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.