بمناسبة حلول اليوم الدولي لعدم التسامح إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والذي يحتفل به في السادس من فبراير من كل عام دعا الأمين العام للأمم المتحدة أخصائيي الصحة في جميع أنحاء العالم إلى أن يقضوا على الممارسة المضرة. وقال السيد بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم "ما من تغيير إلا وهو نابع من المجتمعات نفسها. فكسر جدار الصمت والتبرؤ من الخرافات التي تحوم حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من أولى الخطوات على طريق مَحْق هذه الممارسة." "فإن نحن تعبأنا جميعا، نساء ورجالا وشبابا، كان بإمكاننا أن ننهي، في عهد جيلنا هذا، ممارسة يعم ضررها في الوقت الحاضر نحو 130 مليونا من النساء والفتيات في البلدان التسعة والعشرين التي توجد بين أيدينا بيانات عن حجم الظاهرة فيها." وأضاف، "وبمناسبة يومنا الدولي هذا، أدعو جميع الناس والشركاء إلى وضع نهاية لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتهيئة المستقبل الذي نصبو إليه، مستقبل يتيح لكل فتاة أن تترعرع بعيدا عن العنف والتمييز، مكفولةَ الكرامة والحقوق والمساواة، مكفولتَها كاملةً غيرَ منقوصة." ووفقا للأمم المتحدة، لا توجد أي فوائد صحية لختان الإناث، بل يضر الفتيات والنساء في نواح كثيرة. فهو ينطوي على إزالة وإتلاف الأنسجة التناسلية الصحية والطبيعية للإناث، ويتعارض مع الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء. ويمكن أن تؤدي عملية الختان إلى مضاعفات فورية تشتمل على الألم الشديد والصدمة والنزف والكزاز أو الإنتان (عدوى بكتيرية)، واحتباس البول، وظهور تقرحات مفتوحة في المنطقة التناسلية وإصابة الأنسجة التناسلية القريبة. ويمكن أن تشمل العواقب على المدى الطويل التهابات المثانة والمسالك البولية المتكررة، والعقم، وزيادة خطر حدوث مضاعفات الولادة ووفاة الوليد، والحاجة إلى عمليات جراحية لاحقة. وتابع الأمين العام قائلا، "وما يدفعني حقا إلى التفاؤل خيرا الأعمال التي يقوم بها أخصائيو الصحة بالفعل، مثل الرابطة الموريتانية للقابلات التي ترفض ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتعمل جاهدة للمناداة بالتخلي عن هذه الممارسة، يدعمها في ذلك البرنامج المشترك بين صندوق الأممالمتحدة للسكان ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) بشأن بتر/تشويه الأعضاء التناسلية للإناث." وقال، "علينا أيضا أن نضمن عدم تجنب الآباء أخصائيي الصحة سعيا وراء أساليب بديلة يُخضِعون من خلالها بناتهم لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية." وقام صندوق الأممالمتحدة للطفولة، اليونيسف، وصندوق الأممالمتحدة للسكان، والاتحاد الدولي للقابلات والاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد بتنظيم احتفال هذا العام. وقال بيان مشترك صدر عن المنظمين إن دعم العاملين في مجال الصحة في الجهود العالمية الرامية لإنهاء ختان الإناث أمر بالغ الأهمية. "العاملون في مجال الصحة لديهم فهم عميق للعواقب الضارة لهذه الممارسة. فهم يرون مضاعفات الجهازالبولي، ودورات الحيض، والولادة – بما في ذلك النزف والعدوى والوفاة – الناجمة عن ذلك. كما أنهم يشهدون الأضرار العاطفية التي يسببها الختان، والصدمات النفسية التي غالبا ما تستمر مدى الحياة". ووفقا لليونيسف، واحدة من بين خمس فتيات أجريت لها العملية على يد أحد مقدمي الرعاية الصحية المدربين. وفي بعض البلدان، يمكن أن يصل الرقم إلى ثلاثة من بين أربع فتيات. وقال البيان المشترك، "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ينتهك حقوق الإنسان ويقوض صحة ورفاه حوالي ثلاثة ملايين فتاة سنويا." ويعكس ختان الإناث عدم المساواة المتجذر بين الجنسين، وشكلا من الأشكال الوخيمة للتمييز ضد المرأة. وغالبا ما تتم ممارسته تقريبا على الفتيات القصر مما يشكل انتهاكا لحقوق الأطفال، وفقا لما تقوله الأممالمتحدة. هذه الممارسة، التي تتركز في نحو 29 بلدا في أفريقيا والشرق الأوسط، تنتهك أيضا حقوق المرأة في الصحة والأمن والسلامة الجسدية، والحق في عدم التعرض للتعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والحق في الحياة في حال أدى هذا الإجراء إلى الوفاة.