أكدت منظمة (هيومان رايتس ووتش) جريمة الإغتصاب الجماعي التي قام بها الجيش الحكومي بقرية (تابت) في 30 اكتوبر 2014. ويوثق تقرير المنظمة الدولية المرموقة الصادر أمس في (48) صفحة بعنوان (عمليات الإغتصاب الجماعي في دارفور : هجمات الجيش السوداني على المدنيين في تابت) يوثق من خلال بحث اجرى شهرى نوفمبر وديسمبر 2014 افادات مباشرة ل(27) من النساء والفتيات اللائى تعرضن للاغتصاب فضلاً عن معلومات موثقة حول (194) حادثة اغتصاب اخرى . وأفاد شهود العيان بان جنود القوات الحكومية كانوا يدخلون منازل البلدة منزلاً منزلاً خلال الهجمات ويقومون بتفتيشها وينهبون ممتلكات السكان ويعتدون عليهم بالضرب ويغتصبون النساء والفتيات . وأكد اثنان من المنشقين عن الجيش، كل على حدة، ل هيومن رايتس ووتش إن الضباط الأعلى رتبة أمروهما ب(اغتصاب النساء). ووصفت سيدة في الأربعينيات الاعتداء عليها هي وبناتها الثلاث، اللواتي كانت اثنتان منهن دون الحادية عشرة، فقالت: (فور دخول الغرفة قالوا: ‘لقد قتلتم رجلنا. سنريكن الجحيم الحقيقية‘. ثم بدأوا في ضربنا. واغتصبوا بناتي الثلاث واغتصبوني. كان بعض الرجال يثبتون الفتاة بينما يغتصبها آخر. فعلوا هذا واحداً بعد واحد). وقالت سيدة أخرى إن الجنود ضربوها ضرباً مبرحاً وجروها خارج منزلها. وعند عودتها اكتشفت اغتصابهم لثلاثة من بناتها، وكلهن دون الخامسة عشرة. وقالت إن الجنود (ضربوا الأطفال الصغار واغتصبوا بناتي الأكبر… كانوا يدسون قطع الثياب في أفواه [بناتي] حتى لا يتسنى سماع الصرخات). واوضح التقرير ان السلطات الحكومية قامت باحتجاز وتعذيب سكان تابت لتمنع تحدثهم عما وقع. وقال شاهد كان قد تم استراق السمع إليه وهو يتحدث مع أحد أقربائه، وأخذه إلى سجن للمخابرات العسكرية، قال ل هيومن رايتس ووتش: (قالوا إن أمري سينتهي إذا عاودت الحديث عن تابت… ركلوني وقيدوني وعلقوني. ضربوني بالسياط وبأسلاك الكهرباء). ومنعت السلطات حرية التنقل من وإلى البلدة، وقال أحد سكان تابت ل هيومن رايتس ووتش إن الناس منذ الهجمات (يعيشون في سجن مفتوح). وترقى عمليات الاغتصاب الجماعي إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية إذا وجد أنها تشكل جزءاً من هجوم واسع النطاق أو ممنهج على تجمع سكاني مدني، بحسب هيومن رايتس ووتش. ودعت هيومن رايتس ووتش المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الواقعة بكل سبيل ممكن. وقال دانيال بيكيلي، مدير قسم افريقيا في المنظمة : ( إن الهجوم العمدي على تابت والاغتصاب الجماعي لسيدات البلدة وفتياتها هو دَرَك جديد في سجل الفظاعات المرتكبة في دارفور. وعلى الحكومة السودانية التوقف عن الإنكار ومنح قوات حفظ السلام والمحققين الدوليين حق الوصول الفوري إلى تابت). وأضاف بيكيلي (فعل السودان كل ما بوسعه للتستر على الجرائم المروعة التي ارتكبها جنوده في تابت، لكن الناجين اختاروا التحدث دون خوف. وعلى مجلس الأمن الأممي والاتحاد الأفريقي المطالبة بتوقف السودان عن تلك الهجمات، والعمل العاجل على حماية سكان تابت، وإجراء تحقيق ذي مصداقية). http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/sudan0215ar_ForUpload_1.pdf