أصدرت المفوضية الافريقية لحقوق الانسان والشعوب قراراً لصالح ثلاثة من مدافعى حقوق الانسان السودانيين البارزين – الراحل عثمان حميدة ، عبد المنعم الجاك ، أمير سليمان – فى شكواهم ضد حكومة السودان . والراحل عثمان حميدة من مؤسسى مركز الخرطوم لحقوق الانسان والمركز الافريقى لدراسات العدالة والسلام وتوفى عام 2014 ، وعبد المنعم الجاك من مؤسسى (الديمقراطية أولاً) ورئيس مفوضية حماية المدنيين فى جنوب كردفان والنيل الازرق حالياً ، وأمير سليمان المدير التنفيذى السابق لمركز الخرطوم ومنسق البرنامج القانونى للمركز الافريقى حالياً . واعتقل جهاز الامن الثلاثة مدافعين عن حقوق الانسان فى 24 نوفمبر 2008 بدعوى تعاونهم مع المحكمة الجنائية الدولية وتعرضوا لتعذيب وحشى امتدت آثاره على عثمان حميدة وكانت من أسباب وفاته 17 ابريل 2014 . وتقدم المدافعون الثلاثة بشكوى للمفوضية الافريقية نوفمبر 2009 وقبلت المفوضية شكواهم فى 2012 مقرة بان النظام القضائى السودانى يمنعهم من الحصول العدالة . وفى قرارها المنشور 13 فبراير 2015 دعت المفوضية الافريقية حكومة السودان لتعويض المدافعين الثلاثة والى تقديم ضباط جهاز الأمن المسؤولين عن اعتقالهم وتعذيبهم واساءة معاملتهم الى المحاكمة ، كما دعتها الى اعادة فتح حسابات منظمة حقوق الانسان التى جمدت أو أغلقت فى علاقة مع القضية. ووصفت أربعة من ابرز منظمات حقوق الانسان الدولية قرار المفوضية الافريقية بالهام . وأعلنت منظمات الاتحاد الدولى للحقوقيين ، فيدرالية حقوق الانسان الدولية ، المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب ، ريدرس ، والمركز الافريقى لدراسات العدالة ، فى بيان مشترك 19 فبراير الجارى ، اعلنت ترحيبها بالقرار الهام للمفوضية الافريقية (الذى يؤكد ضرورة التزام حكومة السودان بحماية المدافعين عن حقوق الانسان وضمان ان عملهم من اجل تعزيز وصيانة حقوق الآخرين لا يتعرض للاعاقة أو الاحباط ). وقال أمير سليمان معلقاً على القرار (قرار المفوضية الافريقية اعتراف هام بالضرر ، ليس الذى وقع علينا فى قضيتنا الخاصة وحسب ، وانما كذلك الضرر اليومى الواقع على الشعب السودانى من ممارسات جهاز الامن ، كما يسلط الضوء على عدم وجود ضمانات فعالة ضد التعذيب وللانتصاف للضحايا فى السودان). وقال عبد المنعم الجاك (نأمل ان يدفع هذا القرار الحكومة السودانية للتفكير لايقاف هجمتها الجارية على المجتمع المدنى ونشطاء حقوق الانسان وأن يساعد فى وضع حد لانتهاكات حقوق الانسان ). وقال سكرتير المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب – جيرالد ستابروك – (حكم المفوضية الافريقية ارسل رسالة قوية ضد التعذيب ولأجل حماية أولئك الذين يكافحون ضد التعذيب والافلات من العقاب فى السودان وافريقيا . وعلى حكومة السودان الآن ان تنفذ بصورة كاملة وتمتثل لهذا الحكم وتقدم التعويضات ..). وعلق رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان – كريم لاهيدجى – (قرار المفوضية الافريقية قرار هام ، ويأتى فى سياق استمرار عمل المدافعين عن حقوق الانسان السودانيين فى بيئة تتسم بانعدام الأمن وتفشى الافلات من العقاب . وعلى حكومة السودان التأكد من ان الاعمال الانتقامية ضد مناصرى العدالة والحقوق الاساسية لم تعد محتملة أو تمر دون عقاب ). وقال لتز اويت – المستشار بمنظمة ريدرس (لا يزال المدافعون عن حقوق الانسان يتعرضون للمضايقات والاعتقال التعسفى والاحتجاز والمحاكمات فى السودان ، كما يدفعون الى المنفى ، وان قرار المفوضية الافريقية تذكير فى الوقت المناسب لحكومة السودان بالتزاماتها بحماية المدافعين عن حقوق الانسان ووضع حد لممارساتها الحالية).