اننا نعيش هذه الايام عهداً اسود (ولا اقول اغبر) في وطننا. فالنظام يحكم بلا سند او تفويض، يمزق الوطن والاقاليم والقبائل ويمزق الاحزاب السياسيه والكيانات بالاغراء المفسد والتهديد المخيف. فجلس علي عرش الكيانات الاجتماعية والسياسيه الكثير من ذوي الهوي والمنفعه والمصلحه، وكان الحزب الاتحادي الديمقراطي الشامخ ممن نخر فيه النظام اغراء وتخويفاً. وسعي الي تلويث وتقزيم حزب الحركه الوطنيه الذي قاد النضال الوطني منذ ان كان فكرة داخل مؤتمر الخريجين حتي اضحي اول حزب سوداني عام 1944، وقاد الحزب تحت مسمياته المتعدده مسيرة النضال من اجل الحرية والتحرر حتي فوضه الشعب منفرداً لقيادة الامه في 2/11/1953 وتحققت علي يديه السودنه والجلاء والاستقلال. صعد الي قيادة الحزب عام 1985 بحكم القداسة والرعويه مرشد الطريقة الختمية، فادار الحزب بمنهج الطريقة وهو منهج يتعارض ويتصادم تماماً مع طريقة ادارة الحزب الديمقراطي الذي تتصعد فيه القياده عبر المؤتمرات والخيار الديمقراطي ولا تاتي القيادة عبر التوريث الجيني فيأتي المساعدون عبر الولاء والتقرب والزلفي والرضا الا من رحم ربي. وكان هذا بدايه الشرخ في جسد الحزب العملاق الشامخ واصبحت المواقف تجري حسب اهواء ومصالح الرئيس واختلط الامر بين الحزب والطريقة، حتي اصبحت الطريقه هي الاساس والحزب هو الفرع واحدث هذا تمرداً ورفضاً حتي بين كثير من قيادات الطريقة الذين يرون ان الولوج في العمل السياسي ليس ضاراً بالحزب فحسب بل ضار بالطريقه نفسها، فهو يهمش الحزب ويضعف الطريقه وهذا ما حدث بالفعل. وفي ضوء هذا يمكن ان تفسر قرارات الفصل التي اصدرها من ليس له صفة او حق في اصدارها. لقد حدد الحزب اهدافه الاستراتيجيه في الماده 3 (و) من دستوره عندما الزم جميع اعضاء الحزب برفض اي نظام شمولي دكتاتوري مدنياً كان ام عسكرياً بل ومقاومته بكل صلابة وتصميم، وقد ظل رئيس الحزب وشيخ الطريقة ملتزماً بذلك عند بداية الانقاذ ولكن سرعان ما تراجع ونفذ الي النظام وصالحه وايده بل واصبح جزءاً منه. فاذا كان الدستور يلزم العضو بالمقاومة فكيف بالرئيس الذي لا يتقاعس عن المقاومة فحسب ولا يكتفي بان يكون مؤيداً فحسب بل يتمادي لكي يكون جزءاً من النظام الشمولي. انه بذلك يكون قد خرج عن الدستور وعن الحزب. ولما كان للحزب ارث نضالي متصل بمقاومة الشمولية والالتزام بقيم الحرية والديمقراطية، حتي ان مؤسسه قد مات شهيداً في السجن، فكيف بقيادة تخرج علي ذلك الارث وتسفهه. واذا كانت جماهير الحزب بكل مكوناتها ملتزمة بمقاومة نظام الانقاذ الشمولي فكيف بقيادة تخرج علي ارادة تلك الجماهير. واذا كانت الامة في كل مظان تواجدها تنتفض من اجل الحريه والديمقراطيه فكيف بقيادة لا تعلي مصالح الوطن وتضع يدها مع الشيطان الذي يفسد ويشعل الحروب ويقتل الابرياء ويغتصب الحرائر ويعتقل ويعذب الشرفاء المناضلين. لقد اعلنت منذ ان شارك البعض في نظام النقاذ في عشرات البيانات واللقاءات انهم لا يشاركون باسم الحزب ولكنهم ينتحلون اسم الحزب وانهم قد خرجوا علي دستور الحزب وارثه النضالي وارادة القواعد ومصالح الوطن وطلبت من الابناء والاشقاء الاتحاديين الا يتعاملوا مع من باع الحزب وخانه. ان سبب فصل بعض القيادات هو التزامهم بدستور الحزب الرافض لهذا النظام وانتخاباته الصورية المزوره. والان يتصدر الحزب من لا صفه له ولم يقاتل يوماً واحداً مع جماهير الشعب في أي معركة او ساحة ويصدر القرارات لفصل العديد من القيادات وبعضهم يحتل مواقع متقدمة في الطريقه الختميه. وكل ما له من صفة يدعيها هو انه ابن مرشد الطريقة فظن ان الحزب ايضاً من ممتلكاته. ان قرارات الفصل التي صدرت وهي باطلة شكلاً واختصاصاً وسياسة واخلاقاً تهدف الي جعل اسم الحزب ولا اقول الحزب لجنة فرعية للمؤتمر الوطني وتجعل من الحزب كياناً ضالاً بذات توجهات المؤتمر الوطني. لقد عشنا في الحزب طفولتنا وشبابنا وكهولتنا وقضينا في معتقلات الانظمة الشمولية من نوفمبر 1958 مروراً بمايو 1969 وصولاً للانقاذ سنين عدداً باسم الحزب وانتصاراً لمبادئه وعملنا في تنظيمات الحزب ولجانه مع الازهري وكافة قيادات الحزب التاريخيه واحسب اننا اصبحنا في ما تبقي لنا من عمر قصير (والاعمار بيد الله) حراس هذا الحزب ولا نسمح لكائن من كان ان يلقي بهذا الحزب العملاق في مزبلة النسيان او في درك السقوط. لقد اصدرت قبل ايام نداء للاتحاديين بصفات عدة ولا زلت اكرر النداء. ان الحزب الذي يضم العديد من الطرق الصوفية هو كيان مستقل عن الطرق الصوفية التي تدير شأنها بالطرق التي تريد وفق رؤاها الدينيه، اما الحزب فكيان سياسي ديمقراطي وطني نضالي يدير شأنه دونما قداسة او تعال ووفق النهج الديمقراطي. وعندما تتداخل ادارة هذا بذاك تختل الامور وتعم الفوضي ويهرول المنافقون والانتهازيون ويتصدر القيادة من ليس هو اهلاً لها. علي محمود حسنين القيادة التاريخيه للحزب 5/3/2015