قالت الحكومة الليبية السبت ان قواتها المسلحة المتواجدة غرب مدينة بنغازي، التي يسيطر عليها المعارضون، تعرضت لهجوم قالت ان “عصابات القاعدة” شنته، مما دفعها الى الرد “دفاعا عن النفس”. وتأتي هذه التطورات في وقت تجتمع فيه القيادة العسكرية لحلف شمال الاطلسي (الناتو) في جلسة طارئة لمراجعة الخطط العسكرية لفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا. وقالت وكالة الانباء الليبية ان “العصابات الارهابية استخدمت طائرات عمودية ومقاتلة في قصف تجمع القوات المسلحة، مما اضطر القوات المسلحة للتعامل معهم دفاعا عن النفس”. وتستخدم وسائل الاعلام الليبية الحكومية تعبير “عصابات ارهابية” و “عناصر القاعدة” لوصف القوات المعارضة لنظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. واعتبرت الوكالة هذا الهجوم “انتهاكا صريحا لمنطقة حظر الطيران المفروضة من مجلس الامن”. وقالت ان القوات الليبية “تحذر القوات المسلحة العصابات الارهابية من مغبة اعمالها وتدعو سكان مدينة بنغازي الى عدم اتاحة الفرصة لهؤلاء الشراذم”، حسب تعبيرها. واكد نائب وزير الخارجية الليبي، لبي بي سي، ان القوة الجوية الليبية توقفت عن العمل، وان وقف النار يطبق بشكل حرفي وحقيقي ومتماسك. وعلى الصعيد الدولي من المنتظر ان تصدر قيادة الناتو اوامر للبدء في تطبيق منطقة الحظر الجوي خلال ساعات. وقال مسؤولون في الحلف ان هيئة اركان الناتو تضع اللمسات النهائية لنشر العشرات من القاذفات المقاتلة والدبابات وطائرات الهليوكوبتر وطائرات الاستطلاع في عدد من القواعد الجوية على امتداد منطقة جنوب البحر المتوسط. في هذه الاثناء تعقد قمة في باريس السبت تضم قادة عربا وافارقة وغربيون حول آفاق العمل العسكري المحتمل ضد قوات القذافي. ومع تصاعد التحرك السياسي والعسكري على الصعيد الدولي، اوردت الانباء ان قوات القذافي تستمر في التقدم نحو بنغازي السبت، في تحد للمطالبات الدولية بوقف فوري لاطلاق النار، مجبرة قوات المعارضة على التراجع. وقال ناطق باسم قوات المعارضة ان قوات القذافي دخلت المدينة بالفعل، في حين قالت بعض وكالات الانباء ان المعارضون شرعوا في اقامة حواجز وعراقيل اسمنتية للدفاع عن مواقعهم، الا ان الحكومة تنفي وجود قواتها قرب المدينة. كما افادت انباء بأن قوات القذافي بدأت صباح السبت قصفا لمدينة بنغازي معقل المعارضة شرقي البلاد. وقال مراسل بي بي سي ايان بانل إن دوي الانفجارات ونيران مضادات الطائرات سمع منذ ساعة مبكرة من صباح السبت في المدينة. وأكد مراسل بي بي سي أن هناك أنباء عن إسقاط طائرة حربية في بنغازي، وسط تقارير غير مؤكدة عن توغل قوات موالية للقذافي في اطرافها. وترافق دوي الانفجارات مع أصوات تحليق مقاتلات بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان، واكدت الوكالة أن الطائرة التي تحطمت كانت تحلق استعدادا لقصف هدف على ما يبدو ولكنها أسقطت على الفور مخلفة سحابة هائلة من الدخان الأسود. وقال أحد المقاتلين لرويترز إن قوات المعارضة أجبرت على التراجع امام تقدم قوات القذافي باتجاه المدينة وإنها أصبحت على بعد 20 كيلومترا من المدينة. وذكرت وكالة فرانس برس نقلا عن شهود عيان أيضا أن قصفا استهدف مناطق جنوب غربي ينغازي وأن سحب الدخان تصاعدت في سماء المدينة. وفي طرابلس نفى متحدث باسم الحكومة الليبية قيام قواتها بقصف بنغازي، كما بث التلفزيون الليبي بيانا للجيش قال فيه إن قواته تعرضت لهجوم غرب بنغازي. وجاء في البيان أن الوحدات “المتوقفة غرب بنغازي تعرضت لهجوم شنته عصابات القاعدة”، وأنها ردت عليها “دفاعا عن النفس”. وكان خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي قد أعلن أمس الجمعة أن الجيش الليبي لا ينوي مهاجمة بنغازي مؤكدا التزام القوات الحكومية بوقف اطلاق النار الذي اعلنته السلطات الليبية بعد ظهر الجمعة. وقال الكعيم في مؤتمر صحفي في طرابلس أمس الجمعة إن انتشار القوات حول المدينة لا يعني انتهاكا لقرار مجلس الأمن. وأوضح ان “وقف اطلاق النار الذي قررناه يعني بالنسبة لنا عدم القيام بأي عمل عسكري لا كبير ولا صغير”, نافيا اتهامات المعارضة لقوات النظام الليبي بشن هجمات على مواقعها. إلا أن مسؤولا بمجلس الأمن القومي الأمريكي قال لوكالة رويترز إن قوات القذافي توصل التقدم باتجاه بنغازي. من جهته قال اللواء عبد الفتاح يونس أحد قادة المعارضين الليبيين في المدينة إن المعارضين يدافعون عن المدينة بغض النظر عن اعتبارات المكسب أو الخسارة “لأنهم يخدمون الشعب الليبي”. وكانت الأنباء قد أفادت بتعرض مدينة مصراتة لقصف من القوات الليبية قبل إعلان وقف إطلاق النار.كما اندلعت معارك بين القوات الموالية للقذافي والمسلحين المعارضين على طول خط المواجهة خارج مدينة زنتان. وتسود حالة من الترقب لنتائج التحركات الغربية لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يتيح استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا كما وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنذارا نهائيا للعقيد القذافي طالبه فيه بوقف جميع الهجمات على المدنيين ، وأن يسحب قواته من المدن التي يسيطر عليها المعارضون ، وأن يسمح بدخول المساعدات الإنسانية. قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن الزعيم الليبي معمر القذافي فقد ثقة شعبه ومشروعيته كرئيس لليبيا، مضيفاً أنه إذا ترك من دون متابعة “فإننا نعتقد أن القذافي سيرتكب فظاعات ضد شعبه، وأنه قد يعمل على زعزعة الاستقرار، وأن القيم الديمقراطية التي نمثلها سيتم سحقها وتجاوزها.. وستتحول كلمات المجتمع الدولي إلى مجرد كلمات جوفاء”، مضيفاً أن القذافي تجاهل رغبة شعبه وإرادة المجتمع الدولي. وأضاف أن الشروط المفروضة على القذافي غير قابلة للتفاوض، وأنه إذا لم يستجب القذافي لهذه الشروط، و”أنه إذا لم يذعن فإنه سيواجه تبعات ذلك.. ولن نتصرف لوحدنا”، مشيراً إلى أ قرار مجلس الأمن سيفرض من خلال الأعمال العسكرية. وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع التحالف الدولي وأن القوات العسكرية الأمريكية لن تدخل الأراضي الليبية، وأنه بلاده لن تستخدم قوة أكبر من اللازم. وقال أوباما إن ليبيا فصل آخر من فصول التغيير التي تتكشف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحاً أن التغيير لم ولا يمكن أن يفرض بوساطة الولاياتالمتحدة أو أي قوة أجنبية، وأن على شعوب المنطقة أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم. من جهتها اتهمت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة القوات الموالية للقذافي بخرق قرار مجلس الأمن 1973 .