برقية مستعجلة من المكتب القيادي لمؤتمر البجا الي ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في السودان المكتب القيادي لمؤتمر البجا يشيد بقراركم الصادر في التاسع من ابريل 2015 والذي يدين فيه بكل وضوح اجراء انتخابات في جو تنعدم فيه الديموقراطية، ويتم فيها استبعاد المعارضة، وتجاهل الحوار وانتهاكات حقوق الإنسان. ان قراركم هذا يسعد كافة القوي المحبة للديمقراطية والسلام والرخاء. ان السودان -كما لا يخفي عليكم -يعاني من قبضة حديدية محكمة منذ عام 1989 حين استولت جماعة مغامرة من الاخوان المسلمين علي السلطة بواسطة انقلاب عسكري, داست فيه علي كل القيم الإنسانية وحقوق الانسان, وازاحت السلطة الديموقراطية, ورمت في السجون بخيرة أبناء هذا الشعب, وعذبت الآلاف منهم في بيوت الاشباح, واغتالت الآلاف من قيادات المجتمع المدني وقيادات معارضة بالقوات المسلحة, وبرعت في شن الحروب علي شعبها, ومارست التمييز العنصري والابادة الجماعية, كما كان الحال ولا زال في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان. ادي كل هذا الي تكليف المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في جرائم دارفور، فأصدرت المحكمة مذكرة دولية باعتقال الرئيس عمر البشير، على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية عام 2009. الا ان البشير تحدي قرار المحكمة وكل الدول الكبرى واستهزأ بهم وقال ان هؤلاء كلهم تحت جزمته. رغم مضي الكثير من السنين على قرار المحكمة الجنائية الدولية لا زال البشير حرا طليقا، ولا زالت جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتقتيل والدوس علي ابسط حقوق الانسان تتواصل. بل من المؤلم ان دولا ديمقراطية ترحب بزيارات يقوم بها وزراء وتنفيذيون بحكومة عمر البشير, وتقدم المساعدات التي قد تستغل في تمويل الحروب بشكل مباشر او غير مباشر. كل الدلائل تشير الي ان جرائم المتهم عمر البشير ستتصاعد ما لم يتخذ المجتمع الدولي وخاصة دول الاتحاد الأوروبي خطوات حاسمة لإيقافها. يري مؤتمر البجا: 0 ان تتخذ دولكم ما تراه مناسبا للتفعيل العاجل لقرار المحكمة الجنائية 0 وان تبذل دولكم المزيد من الضغط على دول يزورها البشير باستمرار ان تتعامل مع المحكمة وتقوم باعتقاله 0 وان توقف زيارات رموز نظام البشير لدولكم. 0 وتوقف المساعدات التي قد تستغل لتمويل الحروب. 0 إلزام حكومة الخرطوم بفتح مسارات آمنة لتوصيل الادوية والإغاثات الإنسانية للنازحين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتوفير الحماية اللازمة لهم. 0 الضغط المتواصل على السلطة لتحترم حقوق الانسان التي نصت عليها المواثيق الدولية وكل الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة بنفسها مع الحركات المسلحة كاتفاقية السلام الشامل واتفاقية سلام الشرق. ان قراركم التاريخي الرافض لاجراء الانتخابات في السودان تحت الظروف الحالية يسير دون شك في هذا المضمار. د. ابومحمد ابوآمنة المكتب القيادي لمؤتمر البجا .