قامت السلطات الامنية بحملة استباقية لعملية الاقتراع علي الانتخابات التي بدأت امس وسط مقاطعة وعزوف كبير من المواطنين حيث اعتقلت السلطات العشرات من الناشطين بالعاصمة والولايات،وفي جنوب كردفان أكدت جمعية (أما انتر ناشونال شارتى)مقتل ثمانية أطفال بينهم إمرأة حبلى بمنطقة الكوك في ريفى سلارا بجبال النوبة، وذلك خلال قصف لسلاح الجو الحكومى يوم الأربعاء الموافق الثامن من الشهر الجاري. وقالت الجمعية إن طائرة حربية حكومية قصفت ملعبا في المنطقة أدى إلى قتل جميع الأطفال بالملعب ، إضافة الى إمرأة حامل في شهرها الثامن،والقتلى هم إكرام حامد مكي 29 سنة وهي حامل في شهرها الأخير، صبيحة علي جنيد 18 سنة ، مصطفى على جنيد 15 سنة ، يسرى شادي علي جنيد 2 سنة، نمارق مسيد علي جنيد 5 سنة، صابر حسيب تاور 11 سنة، أبرار إمام تيرا 15 سنة، آيات إمام تيرا 13 سنة. وبمعسكر مورني بولاية غرب دارفور جرح نحو خمسة وأصيب ألف نازح بإغماء إثر استخدام الأجهزة الأمنية والشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع لفض التظاهرات التى شارك فيها آلاف النازحين، وذلك احتجاجا ورفضا للانتخابات.وكان الآلاف من نازحي معسكر مورني خرجوا فى التظاهرة الحاشدة ، وعندما وصل المتظاهرون إلى ميدان الحرية فى قلب المدينة ، هاجمتهم قوة من الأجهزة الأمنية والشرطة والميليشيات تستقل (17) عربة مدججة بالأسلحة.وقد استخدمت القوة الأمنية الغاز المسيل ما أدى إلى إصابة النازحين بالإغماء، والجرحى هم خليفة عبد الشافع أتيم، عبدالعزيز أحمد يعقوب، عبدالكريم خميس، جعفر هارون، جوزيف أرباب بوش. وفي ولاية القضارف اعتقل جهاز الأمن كل من أنس عبد الله عضو الحزب الشيوعي بالقضارف والمواطن محمد جاد يوم الخميس الموافق التاسع من الشهر الحالي وذلك على خلفية كتابتهما على الجدران لشعارات تدعو لمقاطعة الإنتخابات وتطالب بإسقاط النظام ، حيث تم التحقيق معهما وتم الافراج عنهما في نفس اليوم. كما تم إعتقال المواطن محمد الفاتح يوم الجمعة الموافق العاشر من ابريل الجاري.وفي الميناء البري بالخرطوم اعتقلت السلطات الاسبوع الماضي عضو الحزب الشيوعي ناجي عبد المجيد من داخل الميناء البري وذلك بحجة حيازته لمواد دعائية خاصة بحملة ارحل لمقاطعة الانتخابات. وبمحلية كرري بأمدرمان استدعي جهاز الامن عضو الحزب الشيوعي نادية عباس يوم 6 ابرل الحالي وذلك علي خلفية الندوة الجماهيرية التي اقامها الحزب الشيوعي بمدينة الثورة في دار التحالف بالحارة 12 والتي دشن فيها الحزب بغرب الحارات حملة ارحل وتركزت اسئلة المحقق حول برنامج الحزب لمرحلة ما بعد الانتخابات ،وفي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل كانت السلطات قد اعتقلت قيادات قوي الاجماع الوطني قبل اطلاق سراحههم لاحقا وهم :عصام خضر-سعاد الدابي-عادل الشيخ-عابدون سعيد-ابوعبيدة مصطفي. وفي منطقة امري بالولاية الشمالية اعتقلت السلطات الامنية يومي الخميس والجمعة الموافق التاسع والعاشر من الشهر الحالي أربعة من طلاب أمري وهم:محمد أحمد الفكي الرشيد.. عصام محمد الخليفة نصر. الفاضل محمد علي.. الرشيد عبد الرحمن التريكي،وإحتجاز أكثر من مائة طالب أخر قبل اطلاق سراحههما على خلفية نشاط جماهيري اقاموه بقري مهجري سد مروي ودعوتهم الاهالي لمقاطعة الانتخابات في المنطقة عبر مكبرات الصوت.وفي ولاية سنار حاصرت الاجهزة الامنية الاسبوع الماضي منزل الامين العام لحزب المؤتمر السوداني بولاية سنار محمد ابو نعامة،وبمدينة الدويم بولاية النيل الابيض تم إعتقال قيادات من حزب المؤتمر السوداني وهم:محمد يوسف –علي عمر الفكي –احمد الطيب بمدينة الدويم بولاية النيل الابيض وذلك يوم السبت الموافق 11 ابريل الحالي، ورفضت السلطات بالدويم زيارة معتقلي حزب المؤتمر السوداني وفتحت بلاغات في مواجهتهما تحت المواد 50تقويض النظام الدستوري والماده 66 نشر اخبار كاذبه والماده 67الشغب والماده 60 ورفضت السلطات الطلب الذي تقدم به محامي الدفاع للافراج عن المتهمين بالضمان فرفضت النيابه الطلب لعدم اكتمال التحريات.وفي مدينة السوكي بولاية سنار قامت السلطات باعتقال كل من شمو حامد زكريا –عدنان جمال الدين –طه محمد طه بمدينة السوكي يوم الاحد 12 ابريل الجاري.وفي الخرطوم اعتقلت السلطات الامنية القيادي بالحركة الشعبية شمال المحامي نصرالدين جوجو بجانب القيادية بالحركة الشعبية شمال وعضو المجلس الوطني السابق سلوي ادم بنية التي تم اطلاق سراحهها لاحقاً،وفي مدينة الرصيرص بولاية الدمازين اعتقلت السلطات الأمنية عدد من الناشطين بزعم الإنتماء للحركة الشعبية صبيحة اليوم الأول لانتخابات الزور والمعتقلين هم:صديق المقدم-محمد جودة- الجيلي عبد الله- صديق احمد صديق-السر حماد. وتأتي حملة الاعتقالات في ظل مقاطعة كبيرة للانتخابات التي شهدتها مدينة الرصيرص، وفي امدرمان اختطفت السلطات الامنية الناشطة الدكتورة ساندرا فاروق كدودة،التي مضي علي اعتقالها ثلاثة ايام لم تتعرف اسرتها علي مكان اعتقالها. وتبدي لجنة التضامن قلقها البالغ لاستمرار الاعتقالات غير المبررة وتحمل اللجنة كل السلطات المختصة مسوؤلية سلامة المعتقلين لاسيما وان بعضهم يعاني من نقص السكر وضغط الدم،وبمدينة سنجة قامت السلطات الامنية يوم الخميس الموافق الثاني من ابريل عناصر من جهاز الأمن بإعتقال عضوة المجلس المركزي للحزب منازل محمد خير من منزلها بمدينة سنجة، و تم توثيقها وضربها بعنف ثم إلقائها في مكان بعيد لا تتوفر فيه المساعدة التي كانت في حاجة إليها. وفي السابع من ابريل الحالي واصلت السلطات ملاحقة و مضايقة عدد من عضوية حزب المؤتمر السوداني الناشطين بولاية سنار وقامت باعتقال عضو الحزب عبد الهادي إدريس عمر و استدعاء الأمين العام للحزب بولاية سنار محمد محمد أحمد و محمد حسن الشبيلي قبل اطلاق سراحهما لاحقاً.وفي الخرطم أرجات محكمة الصحافة والمطبوعات بالخرطوم الاسبوع الماضي برئاسة القاضي عصمت وهبي للمرة الثانية جلسة النظر في البلاغ المقدم من جهاز الأمن والمخابرات ضد صحيفة الميدان ممثلة في رئيسة التحرير مديحة عبد الله ورئيس مجلس الإدارة الأستاذ سليمان حامد وإبراهيم ميرغني رئيس القسم السياسي وذلك لعدم وجود تفويض من مدير جهاز الأمن لممثل الأتهام وعدم وجود الشاهد والذي قال ممثل الإتهام أنه في مناطق العمليات وحددت جلسة بتاريخ 27 أبريل. وتدين اللجنة، بأقوى العبارات حملة الاعتقالات غير المبررة، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين فوراً ودون شروط.وتناشد اللجنة كافة السودانيين في الداخل والخارج والنشطاء في منظمات المجتمع المدني الوطنية (غير الحكومية) والإقليمية للإنضمام لحملتهما المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، ووقف كافة أشكال الإنتهاكات التي تمارس ضد المدنيين في مناطق النزاعات بولايات دارفور،وجنوب كردفان والنيل الأزرق،وترفض لجنة التضامن الإجراءات التعسفية والقعمية بمنع جهاز الأمن الصحف السودانية من أي تناول ناقد للعملية الانتخابية،وتبدي اللجنة أسفها لعودة الرقابة بشكل تدريجي من خلال إصدار التوجيهات وممارسة الضغط على رؤساء تحرير الصحف السياسية بعدم التطرق إلى مقاطعة الانتخابات وضعف الإقبال على العملية الانتخابية. وكانت السلطات الامنية قد أجبرت صحف الخرطوم الصادرة الأحد الماضي بالعاصمة الخرطوم إلى حجب تقارير وتحقيقات وأخبار عن الانتخابات واستطلاعات أشارت إلى ضعف الإقبال علي الانتخابات.إن الإجراءات التي تمارسها السلطات السودانية من قمع ومصادرة للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، تنتهك القوانين المحلية والمواثيق الدولية، وأن تلك الاجراءات المصاحبة للعملية الإنتخابية لن تضفي عليها شرعية ولن تنال إعترافاً شعبياً في ظل غياب المتنافسين الحقيقيين ومراقبة ضعيفة مما يعني أنها إنتخابات من طرف واحد، نتائجها محسومة سلفاً لصالح النظام الحالي الذي ظل يحكم البلاد، بذات السياسات والآليات في عزلة عن شعبه الذي ضاق مرارة القهر والفقر، والتشريد جراء الحروبات المشتعلة في أقاليمه المختلفة. الخرطوم 14 أبريل 2015.