الطغاة والجبابرة والمتسلطون ، كلهم من طينة واحدة وينتسبون إلى ملة واحدة هي سلالة الفرعون الأكبر فهم يحملون نفس الموروثات ويتصفون بنفس الصفات لأنهم يحملون تلك الجينات الموروثة كابرا عن كابر . ولهم جميعا بطانة وحاشية تحمل أيضا نفس صفات وأخلاق هامان الوزير الأول ، و جميعهم لا يستبينون النصح ولا حتى ضحى الغد . ففرعون موسى من أكثر الطغاة ذكرا في القرآن ورسول الله موسى – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة ولأتم السلام -أكثر الرسل ذكرا في القران ولنا عظة في ذلك . وهي دائما الحق أبلج والباطل لجلج . ورب العزة يستدرج الطغاة من حيث لا يعلمون . فلو نظرنا إلى قصة موسى وفرعون وبعمل مقارنة بسيطة نجد أن فرعون هو ملك مصر وبعد أن تاه في سلطة الملك وزين له وزراءه وحاشيته بأنه أكبر من كل كبير ادعى أنه الإله . أما نبي الله موسى فهو واحد من قوم مضطهدين و مستضعفين . فأمره الله بالهجرة من بلاد الفرعون إلى الأرض المقدسة .. فلو عملنا المنطق والحجة ما كان لفرعون بهيله وهيلمانه وسلطانه أن يطارد من نفذ بجلده وقومه وكان من الأفضل له جلوسه على عرشه وتركه لبني إسرائيل يغادروا أرضه ونيله ولكنه الاستدراج إلى حيث يسعى لحتفه بظلفه . أما فرعون الزمن الحالي كان من الأفضل له ألا يقيم انتخابات لعدة أسباب منها : * أنه عندما تحرك بالدبابات والمجنزرات للاستيلاء على السلطة بليل بهيم مظلم ظلمة عهده ، ولم يستشير الشعب السوداني في ذلك .ولم يأتي عبر صناديق الاقتراع ، كان الأفضل له أن يستمر كما أتى وبنفس القوة الغاشمة التي مازالت حتى الآن . * قبل عام ونيف طرح مبادرة للحوار الوطني صدقها بعض السياسيين وهرولوا خلفها رغم علمهم أن الفرعون لم يصدق في حياته مرة . وكانت هذه المبادرة ما هي إلا كسبا للوقت وتدليسا على العامة من الشعب وكان في مجالسه الخاصة يوضح ذلك بأن المقصود بها هو الوصول للانتخابات التي سماها استحقاقا دستوريا ، كأنه يحترم الدستور في حين هو من خرق الدستور حين تحرك بليل في 30/6/1989 وهو الذي لم يحترم دستوره الذي وضعه في 2005 بل أمر حاشيته من حزبه بأن هذا الدستور صار أكبر من جلبابه فلا بد من تشذيبه وتقطيعه وقصه ليصبح على مقاسه فقط. فهل بعد هذا يتحدث عن استحقاق دستوري . * سبح عكس تيار الشعب المستضعف وحاول أن يلوي عنق الحقيقة ويثبت للعالم بأنه صاحب النفوذ الأقوى والعدد الأكبر من المؤيدين ، عن طريق التزييف والتزوير الذي برع فيه أتباعه ، ونسي بل تناسى إخوة له من أمثال حسني وبن على وعلي صالح رغم استمرارهم عشرات السنين بانتخابات تناهز المائة أو تنقص قليلا أصبحوا في يوم من الأيام خارج دائرة الصفر ..كما نسي أو تناسى ماذا قدم للشعب طوال فترة حكمه حتى يخرج ليسد نور الشمس وهو متجها لصناديق التصويت ؟؟ * واليوم الشعب السوداني يضع الفرعون في مقعده الصحيح دون عناء وتعب فجلس الشعب في دوره ينعم بالراحة والتسلية والأنس وجرده من كل ساتر كان يلبسه أو تلبسه له حاشيته ولكنه الاستدراج من حيث لا يعلم هو أو حاشيته فهذه بداية النهاية للطاغية . وما أظنه يستدرك ما فاته بل سيظل يكابر ويكابر حتى يصل إلى نهايته المحتومة فالتاريخ لم يخبرنا عن طاغية آب لرشده وحكم عقله إن كان له عقل . وبالأمس القريب كان ملك ملوك أفريقيا وعميد الزعماء العرب يتبجح ويصيح في شعبه متغطرسا ( من أنتم …من أنتم .. سنزحف عليكم بالملايين من الأمم الأخرى … ثورة …ثورة ) وأخيرا لم يجد من قصوره التي بناها وقلاعه التي شيدها طوال فترة حكمه التي امتدت لاثنين وأربين سنة ، لم يجد غير مواسير الصرف الصحي لتؤويه ولكنها لن تحميه من أولئك الشباب الذين جلهم قد ولدوا وهو على كرسي السلطة فكيف كانت نهايته ؟؟؟؟؟ * أما هذا الفرعون فهو كمن سعى لحتفه بظلفه ، وسقطت ورقة التوت التي كانت تضعها له جوقته والمطبلون له . فهل سيستوعب الدرس ما أظن ذلك ولابد له أن يصل إلى نهايته المحتومة كالذين سبقوه وما أعتقد أنه يرعوي ويفيق لنفسه ويهتدي إلى سبيله !!! [email protected]