في سابقة اختطاف وتعذيب جديدة قام عناصر جهاز الأمن بصحبة عدد من الطلاب المنسوبين للمؤتمر الوطني باختطاف الطالب بدر الدين بابكر حبيب الله أول أمس، وتهجموا على ركن الطلاب المعتصمين احتجاجا على الحادثة نهار أمس بكلية التربية جامعة الخرطوم قذفوا عليهم الملتوف مما أسفر عن جرح أكثر من (15) طالباً، أصيب أحدهم بحروق شديدة. وكان الطالب بدر الدين بابكر حبيب الله القيادي في رابطة طلاب النيل الأبيض بكلية التربية جامعة الخرطوم وهو من أبناء كنانة قد تعرض أمس الأول الاثنين لحادث اختطاف أمام بوابة كلية التربية بأم درمان، حيث اختطف وتعرض للتعذيب على مدى أربعة ساعات وهو على ظهر بوكسي جهاز الأمن. وقال المهندس عبد الرحمن علي عبيد قريب الطالب الذي تابع معه إجراءات استخراج أورنيك 8 والإجراءات القانونية، قال ل(حريات): (بدر الدين ناشط في العمل النقابي وانتخب في اللجنة التنفيذية مؤخراً وهذا يبدو لم يعجب منسوبو الأمن ولذلك تمت حادثة الاختطاف بغرض اخافته، اول امس يوم الاثنين كان طالع من الكلية الساعة الرابعة عصرا في البوابة بتاعة الكلية جاء جماعة ببوكسي الأمن ومنهم زملاؤه في الكلية تعرف عليهم من طلاب المؤتمر الوطني، قالوا ليه اركب، وجدعوه في ظهرية البوكسي وساقوه لفوا بيه احياء تعرف عليها في ام درمان وعدوا بيه كبري شمبات وبعد ذلك عصبوا عيونه وكانوا يضربونه ضربا مبرحا وصارعوه في البوكس حتى جسمه فيه اورام، حاموا بيه في منطقة رجح انها خلوية وضربوه ضربا مبرحا، واستجوبوه بشكل استفزازي وحاولوا ان يجعلوه يعترف بالانتماء لتنظيم معين او لحركات دارفور المسلحة، وقالوا له نطلق سراحك لكن لا تقول انك اعتقلت وترفع لنا تقارير عن نشاط الطلاب وفي النهاية بعد اربعة ساعات من الضرب والاستفزاز وحوالي الساعة ثمانية مساء جدعوه في حي الروضة بمدينة النيل وكانت عيونه معصوبة حتى لم يكن يدرك مكان انزاله وكان قريب من داخليتهم اتصل على زملائه الذين حولوه لمستشفى النو وفتحوا اورنيك ثمانية، والآن قيد بلاغ ضد الاشخاص الذين يعرفهم من طلاب المؤتمر الوطني، وصدر امر قبض على الاشخاص المذكورين). وواصل عبيد الرواية ليذكر تفاصيل ما حدث أمس: (زملاؤه قرروا وقفة احتجاجية امس الصباح عملوا ركن نقاش، الجبهجية داهموا الركن وفكوا فيهم قاذفات النار الملتوف، اصيب عدد من الطلاب، منهم القاسم (الشايقي) من طلاب السنة الخامسة بكلية التربية، وقد حدثت له حروق في الساق). وتشير (حريات) الى بروز نهوض جماهيرى لا تخطئه العين ، فى ظل أزمة مشروعية سياسية ، وأزمة اقتصادية ، وأزمة الحرب ، وسخط فى القوات المسلحة ، وتناقضات بين مراكز القوى فى النظام ، مما يرجح تطور النهوض الجماهيرى الى انتفاضة شعبية ، ويبدو ان الطغمة الحاكمة وقد شعرت بقبضات الجماهير تدق على حيطانها المتداعية تحاول اغراق النهوض الجماهيرى بالبطش والعنف الدموى ، مما تجلى مؤخراً فى الهجمة الامنية الواسعة باعتقال واختطاف وتعذيب النشطاء والاعتداء على طلاب الجامعات ومحاصرة مقار الاحزاب ومنازل القيادات السياسية ، ولكن خبرة التاريخ الانسانى توضح بان هناك لحظات فارقة تشعل فيها الاجراءات القمعية المزيد من الاحتجاجات بدلاً عن احتوائها ، ويبدو ان الاوضاع فى البلاد تقترب من هذه اللحظة الفارقة .