***- تمر اليوم -الخميس 23 أبريل الحالي 2015-، الذكري ال25 عامآ علي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قاموا بها الضباط الثمانية وعشرين في يوم الاثنين 23 ابريل- رمضان من عام 1990، وقادها اللواء حسين عبد القادر الكدرو، والفريق الركن طيار خالد الزين واخرون. 2- ***- جاءت المناسبة ، واجد نفسي في حيرة شديدة ماذا اكتب عنها اليوم واضيف ما هو جديد وليس عندي ما اضيفه بعد ان اصبحت كل المعلومات عنها معروفة ومتداولة بصورة واسعة بثت في كثير من المواقع الالكترونية التي تهتم بالشأن السوداني، وما عادت هناك خفايا واسرار حولها، خصوصآ انه ومنذ خمسة وعشرين عامآ وكثيرون من شهود عيان المحاولة (ضباط..جنود ومدنيين) قد كتبوا عشرات الآلأف من المقالات عنها. 3- ***- اسماء الضباط الشهداء غدت معروفة وهم: 1- الفريق طيار حرب، خالد الزين..2- لواء اكانحرب، إدريس عثمان بلول..3- لواء اركانحرب، حسين عبدالقادر الكدرو..4- عميد طيار اركانحرب، محمد عثمان كرار..5- عقيد اركانحرب، عصمت ميرغني طه..6- عقيد اركانحرب، تيسير مصطفي بشير..7- عقيد اركانحرب، محمد احمد قاسم..8- عقيد اركانحرب، صلاح الدين السيد..9- مقدم، عبد المنعم حسن كرار..10- مقدم، بشير عامر ابوالديك..11- مقدم، بشير الطيب محمد صالح..12- مقدم، محمد عبدالعزيز..13- مقدم، سيد حسن عبدالرحيم..14- رائد طيار، اكرم الفاتح يوسف..15- رائد، بابكر عبدالرحمن نقدالله..16- رائد، اسامة الزين عبدالله..17- رائد، الشيخ الباقر الشيخ..18- رائد، معاوية ياسين بدر..19- رائد، نهاد اسماعيل حميدة.. 20- رائد، عصام ابوالقاسم محمد الحسن..21- رائد، الفاتح احمد الياس..22- رائد، صلاح الدين الدرديري..23- رائد، سيدا حمد صالح النعمان..24- رائد، تاج الدين فتح الرحمن..25- رائد، الفاتح خالد خليل..26- نقيب طيار، مصطفي عوض خوجلي..27- نقيب، عبدالمنعم خضر كمير..28- نقيب، مدثر محمد محجوب..29- رقيب أول، حسن محمد اسماعيل. 4- ***- المقابر الجماعية ما زالت مجهولة المكان منذ خمسة وعشرين عام، ترفض وزارة الدفاع بشدة ان تستجيب مطالب الاسرة المكلومة في معرفة قبور الشهداء!!.. ما زال النظام الحاكم منذ عام 1990حتى اليوم يرفض أن يعلن عن أماكن دفن الجثامين، استمر النظام ايضآ في قمع مواكب أسر الشهداء عندما خرجت في تطالب معرفة أماكن قبور ذويهم. تعرضوا لبطش قوات الأمن وتفريقهم بالقوة، وتمت اعتقالات لبعضهم، قدموا الي محاكمات عاجلة أمام محكمة النظام العام، ادينوا بالجلد والغرامة. 5- ***- لا نعرف لماذا تخاف وزارة الدفاع الافصاح عن مكان المقابر الجماعية وتعتبر المكان من الاسرار العسكرية؟!!..لو كان وزير الدفاع اسرئيليآ لما اخفي اين قبروا؟!!، واعلن علي الفور عن المكان، وسمح لاسر الشهداء نقل الرفات ليدفنوا في المقابر المعروفة، لكننا ابتلينا بوزير دفاع لا يرحم الاحياء..ولا يحترم الموتي حتي وهم في القبور!!).. 6- ***- ان الشي الوحيد المبهم وغامض في موضوع محاولة الانقلاب، ان القلة فقط في القوات المسلحة يعرف من هو الجندي الذي افشي سر محاولة الانقلاب قبل وقوعها، وقام باخطار القادة العسكريين الكبار بها؟!! وتوقيت قيامها؟!!.. ومن هم الضباط ال28 القائمون بها؟!!، ورغم مرور ربع قرن علي محاولة الانقلاب ما زال اسم الجندي مجهول عند الاغلبية!! ***- جاء في موقع ( شهداء رمضان..ابريل 1990) مايلي: في الساعة التاسعة من مساء يوم 23 أبريل وصل رقيب (نحتفظ باسمه الآن) من سلاح المظلات إلى منزل الرائد عادل عبد الحميد وهو ضابط استخبارات بقيادة السلاح وذلك في ضاحية الحاج يوسف . ابلغ الرقيب بان لديه معلومات خطيرة عن انقلاب سيتم في تلك الليلة و رفض الادلاء بأي معلومات اضافية الا بحضور العميد كمال على مختار نائب مدير الاستخبارات العسكرية..عند الساعة الحادية عشرة استجوب العميد كمال علي مختار الرقيب المذكور وذلك بمقر الاستخبارات بالقيادة العامة وقد كانت خلاصة افادته سينفذ انقلاب عسكري في هذه الليلة وان معظم الوحدات ستشارك فيه ، وايضاً ستشارك وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي..أن الواجب المحدد له ان يقابل المقدم الركن المتقاعد عبد المنعم كرار امام بوابة دخول معسكر القوات الخاصة (وتقع في الجانب الشرقي للقيادة العامة في اتجاه بري) بعد منتصف الليل حيث سيؤمن هو ومعه ضباط صف آخرين دخوله وقيادته للقوات الخاصة علما بان وحدة المقدم كرار وكل ضباط الصف فيها موالين له . ***- كانت تلك المعلومة هي التي أودت بحركة ابريل 90 ورغم المفاجاة وقصر فترة الانذار فقد بدأ العميد كمال على مختار اجراءات مضادة سريعة ، رغم الذعر والخوف والتخبط فقد ساهمت تلك الاجراءات المضادة في فشل المحاولة. 7- ***- كل المعلومات والاحداث عن فشل محاولة الانقلاب غدت معروفة للجميع، حتي تلك الحادثة، التي وقعت بعد اعدامات الضباط، وكيف، ان عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام الا حين ما دلف إليه العقيد عبد الرحيم محمد حسين والرائد إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: «يا سيادتك وقِّعْ.. الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص»..فوضع الفريق الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!! 8- ***- ان الشي الوحيد وجديد في الموضوع هو ان بنات واولاد الشهداء قد بلغوا واصبحوا في عمر الشباب، يعرفون كل تفاصيل محاولة الانقلاب. ليتهم يضيفون ما عندهم من معلومات هامة اثراء للتاريخ المهمل.