شهاب الدين عبدالرازق عبدالله مايتسرب من أخبار،يفيد بأن هناك صراعا حقيقيا غير معلن في السلطة ،بين تيارين مختلفين، هما تيار الرئيس وتيار القيادات المبعدة عن السلطة(نافع -علي عثمان).هذا الواقع سيعيد ترتيب أوراق المعادلة السياسية بين الإسلاميين في السلطة،حيث يسعي تيار الرئيس للإستقواء بالحوار الوطني المطروح حاليا في الساحة السياسية ،وبمباركة المجتمع الدولي ،وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من الأحزاب الموالية والمعارضة،خاصة المؤتمر الشعبي، والإستفادة من تاثير الترابي وسط قواعد الإسلاميين،بعد أن ضمن الحاكم العسكري مشاركة حزب الميرغني، ومازلت المساعي مستمرة لإغراء الإمام الصادق المهدي للمشاركه في السلطة،والهدف من كل ذلك،إعادة ترتيب الساحه داخليا بمايتفق مع مصالح تيار الرئيس، وتوجهاته الجديدة، وتأمين أكبر قدر من الإجماع داخليا حولها، وتسويق الرئيس إقليميا ودوليا،و وقف ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية الدولية. ومن أجل ذلك،ربما يقوم الرئيس بالتضحية ببعض رموز الاسلاميين المحسوبين علي التيار المتشدد المعارض للحوار الوطني، وينتهج سياسة أكثر وأقعية وإنفتاحا،يدعم هذا الإتجاه، تراجع نفوذ تيار الإسلام السياسي إقليميا، خاصة في مصر وليبيا. ويعمل تيار الرئيس علي مستوي حزبه الحاكم،علي تركيز كل السلطات في يد الرئيس، منعا لحدوث أي إنقسام داخلي أوتكتلات أو تعارض حول الصلاحيات ،وقد نجح في ذلك بعد إجازة التعديلات الدستورية الأخيرة، التي منحت الرئيس حق تعيين الولاة،وتمديد حكم الرئيس لخمس سنوات قادمة عبر إنتخابات صورية مزيفة،كما يعمل تيار البشير علي تحجيم نفوذ تيار(نافع -علي عثمان ) وسط القواعد، بعد أن نجح في إبعاد كل العناصر المحسوبة علي تيار( نافع- علي )من الجيش والأمن،وجعل تاثير هذا التيار في صناعة القرار محدودا جدا،ربما لايتجاوز مباركة قرار الرئيس. والواضح أن تيار(نافع -علي)قد وصلته الرساله،فأصبح يسبح بحمد الرئيس في كل المنابر،ويعلن فروض الولاء والطاعة للرئيس،وذلك لتفادي تصفية ماتبقي من مراكز القوي التابعة لهم،ملتزمين الصمت في موأجهة ذلك، والإنحناء حتي تمر العاصفة. كما أن تيار الرئيس يسعي لتجفيف تيار الدبلوماسية الرسالية في الحكومة،والذي يكبل الدبلوماسية الرسمية السودانية من الإنفتاح علي العالم إقليميا ودوليا،وربما تدفع هذه التغييرات الحاكم العسكري إلي تبني سياسات أكثر إنفتاحا وقبولا للمجتمع الدولي. خلاصة القول،إن الصراع الصامت بين الإسلاميين في السلطة مازال طريا و مفتوحا علي كل الإحتمالات.و يبدو أن مرحلة مابعد الإنتخابات،ستشهد المزيد من السياسات والقرارات في هذا الإتجاه.