تقول كتب الحديث ويقول الفقهاء وفقا لذلك فى تفسير حديث تأبير النخل أن النبى قال لاصحابه لو لم تلقحوا النخيل لاثمر وعندما لم يفعلوا قالوا له لم نلقحه ولم يثمر فقال لهم أذهبوا فأنتم اعلم بأمور دنياكم فسروا هذا الحديث بأن النبى لا يعلم بأمور الدنيا ولذلك أخطأ فى حديثه عندما قال لهم لو لم تلقحوه لاثمر هذا تفسير غير صحيح وغير منطقى ولا يستقيم عقلا ولا دينا فالنبى بشر يأكل الطعام ويمشى فى الاسواق ويمارس أمور الدنيا من زراعة ورعى وكل مناشط الحياة الدنيا فكيف يجهل ما يعلمه أصحابه من أمور الدنيا ؟؟ أما الاستاذ محمود محمد طه فقد قال الحق أقول لكم أن النبى الكريم جاء ليعلم أمته كلمة التوحيد (لا اله الا الله ) وهى تعنى فى علم أصحابه لا معبود بحق الا الله أما فى علمه هو فتعنى لا فاعل لكبير الاشياء ولا صغيرها الا الله وهو مسبب الاسباب ولا تؤدى الاسباب الى نتائج الا بأذنه وعندما قال لاصحابه لو لم تلقحوا النخيل لاثمر كان يقصد أن النخيل اذا لقح ولم يأذن الله له فى الاثمار فلن يثمر واذا لم يلقح وأذن له الله فى الاثمار فسوف يثمر هذه هى النظرة التوحيدية التى جاء ليعلمهم لها وعندما لم يفهموا وقالوا لم نلقحه ولم يثمر قال لهم أذهبوا فأنتم أعلم بأمور دنياكم يعنى دنياكم هى( دنيا الاسباب) ودنياى أنا هى دنيا (مسبب الاسباب ) الله سبحانه وتعالى فأنتم ترون ظاهر الامور فقط وأن كل سبب يؤدى الى نتيجة ولا تتخلف النتيجة عن السبب بغض النظر عن ارادة الله (الاذن الالهى ) فمثلا اذ تم تلقيح النخل سوف يثمر واذ تجمع السحاب سوف يمطر واذ وضع اى شىء فى النار سوف تحرقه وهكذا هذه هى دنياكم دنيا الاسباب أما أنا فأقول لكم لو لم يتأتى الاذن الالهى للنخيل ليثمر لن يثمر حتى اذا لقحتموه والمطر لن ينزل حتى اذ تجمع السحاب والنار لن تحرق ما يوضع عليها والدليل على صحة هذا التفسير ان صاحب سيدنا ابراهيم جمع نارا عظيمة وأوثق أصحابه أرجل وأيدى سيدنا ابراهيم ووضع فى المنجنيق وقذف به فى النار ولما كان أصحاب ابراهيم يؤمنون بالاسباب ولا يؤمنون بمسبب الاسباب (الله) توقعوا أن تلتهمه النار فى ثوانى معدودوة ولكن تخلفت النتيجة البديهية وهى الاحراق فلم تصيب النار سيدنا ابراهيم لان الله سبحانه وتعالى لم يأذن لها بالاحراق هذا هو التوحيد الذى جاء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ليعلمه لامته ولما لم يدركوه من أول تجربة فى مسالة تأبير النخيل قال لهم أذهبوا فأنتم أعلم بأمور دنياكم (دنيا الاسباب )
