1- مقدمة: ****** (أ)- جاءت الاخبار بالأمس السبت 23 مايو الحالي 2015 وأفادت، ان (حزب المؤتمر الشعبي) قد قام بتوجيه رسالة تهديد إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قال فيها: (إذا كان السيسي يعتقد أنه يستطيع أن يعدم إخواننا ونحن في السودان نكتفي بالنظر إليه، من الأفضل أن يفكر في شيء آخر). (ب)- هو خبر لا يمكن باي حال من الاحوال ان يمر مرور الكرام عند الكثيرين ، هو تهديد خطير للغاية يجب ان نقف عنده باهتمام شديد، خصوصآ انه قد صدر من حزب الترابي (وما ادراك من هو الترابي)، الذي نعرف انه اصل البلايا والرزايا اللتين ابتلينا بهم، هو صاحب انقلاب 30 يونيو 1989..هو من اسس (بيت الاشباح)..كان وراء فكرة (ساحات الفداء) وارسال الشباب اليفع والتلاميذ الصغار الي (الجهاد!!)، وان استشهدوا فان حوريات الجنة الشقراوات والسمر في الانتظار علي احر من الجمر!!، (ج)- الترابي هو احد من كبار المسؤولين بشدة عن مصرع نحو 57 ألف من شباب البلاد في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، تم اقتيادهم قسرآ من الجامعات والمدارس وارسلوا الي غابات واحراش الجنوب، اغلبهم اصلآ ما رجعوا ولا احد يعرف اين دفنوا؟!!- (بعد توقيع اتفاقية السلام عام 2005، نشرت جريدة "الرأي العام" المحلية تحقيق عن الحرب التي جرت في البلاد في زمن حكم الجبهة الاسلامية، وافادت الجريدة، ان عدد الضحايا من الشباب وطلاب المدارس قد كان قد قدر نحو 57 الف قتيل)- … المدخل الاول: ********* (أ)- ان خبر تهديد حزب الترابي للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يجعلنا ان نعجل مرة بفتح ملف محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، والتي جرت في يوم 26 يونيو 1995 في مدينة اديس ابابا، وان الذي خطط لعملية الاغتيال هو علي عثمان تلميذ الشيخ الترابي والرجل الاول في (الجبهة الاسلامية)!!، (ب)- رغم ان محاولة الاغتيال قد تمت من وراء ظهر الترابي وبدون علمه، الا ان الخطأ الكبير الذي قام به حسن الترابي، انه نصح الرئيس عمر البشير عدم اتخاذ اي عقوبات او محاسبة ضد علي عثمان وزير الخارجية وقتها ونافع مدير جهاز الأمن، لان اي اجراءات ضدهما يعني ان النظام الحاكم في السودان متورط في عملية محاولة اغتيال مبارك. البشير عمل بنصيحة الترابي، تم نقل علي عثمان الي القصر عام 1998 حيث اصبح نائب اول لرئيس الجمهورية..ونافع مساعد البشير…كان الغضب المصري كبيرآ، وبسبب رعونة علي عثمان ونافع فقد السودان منطقة (حلايب)، واثيوبيا وضعت يدها علي كامل منطقة (الفشقة)… المدخل الثاني: ********** (أ)- ***- هل حياة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فعلآ في خطر؟!! ***- هل يعيد التاريخ نفسه، ويقوم احد من جماعة الترابي – كما حدث في عام 1995- بتنفيذ عملية محاولة اغتيال؟!! ***- هل هناك تنسيق عملي واتصالات قد تم ما بين فلول الاخوان المصريين في الخرطوم مع حزب الترابي علي تنفيذ ضربة ضد الرئيس المصري- علي غرار التنسيق الذي تم عام 1995 بين علي عثمان و(تنظيم الجماعة الاسلامية) المصرية التي نفذت الهجوم علي سيارة حسني مبارك في اديس ابابا؟!!-… ***- لماذا لم تعتقل الحكومة من يقومون في حزب الترابي علانية – وجهارآ نهارآ- بتهديد رئيس دولة؟!!، الا يعني هذا، ان السودان فعلآ دولة ارهابية ، اليس هذا دليل كافي، ان اسم السودان سيبقي في قائمة (الدول الراعية للارهاب)؟!! ***- نشرت جريدة (اليوم التالي) خبر جاء تحت عنوان: (حزب الترابي : "إذا كان السيسي يعتقد أنه يستطيع أن يعدم إخواننا ونحن في السودان نكتفي بالنظر إليه، من الأفضل أن يفكر في شيء آخر").. هنا نسأل: ***- لماذا لم تصادر رقابة الامن هذا الخبر باعتباره يسئ الي العلاقات بين البلدين؟!!…لماذا لم تعترض الحكومة علي المسيرة التي خرجت في يوم الجمعة تندد بالاحكام في مصر، في الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة، ان ما يجري في مصر شأن داخلي يخصها؟!! المدخل الثالث: ************ (أ)- هل هناك دول او دولة ما (وكل لبيب بالاشارة يفهم) وراء محاولة تصعيد التوتر بين الخرطوموالقاهرة؟!!…هل تهديد مدفوع الاجر؟!! (ب)- ***- هل حقآ حزب الترابي مهتم فعلآ بقصة الاحكام التي صدرت ضد اسلاميين في القاهرة.؟!!..ام هو نوع من انواع الرغبة في الظهور الاعلامي بعد ان خبأ نجم الحزب الفاشل كثيرآ ؟!! ***- لماذا لم يندد (حزب المؤتمر الشعبي) بالمجازر التي تجري هذه منذ اسابيع طويلة في دارفور وجبال النوبة، والتي هي مجازر احداثها اسوأ الف مرة من احكام مصر؟!! لماذا لم يناشد الترابي البشير بوقف القصف الجوي الدائم علي السكان في المنازل والحقول والكهوف؟!! ***- لماذا تجاهل (حزب المؤتمر الشعبي) حال المسلمين المزري في دارفور وكردفان، وراح يبكي حال المسجونين في مصر؟!! المدخل الرابع: ********** بعد التهديد الذي وجهه حزب الترابي الي الرئيس عبدالفتاح السيسي، هل يقوم الحزب لاحقآ في يوم الثلاثاء 2 يونيو القادم بتنظيم مسيرة تندد بزيارة الرئيس السيسي الي الخرطوم اثناء المشاركه في حفل تنصيب البشير ؟!! …وهل تقوم الحكومة بعدم الاعتراض علي هذه المسيرة؟!! المدخل الخامس: ********** في يوم الثلاثاء 26 مايو الحالي 2015- اي بعد يومين-، تمر الذكري ال23علي حادث الضربة التي تلقاها حسن الترابي في مطار (اتاوا) بكندا، وهي (اللكمة) التي اثرت علي كثيرآ علي صحته منذ ذلك الوقت حتي اليوم ،وغيرت مجري حياته. لا نستبعد اطلاقآ ان تكون كل القرارات السياسية الخاطئة التي اتخذها بعد الحادث قد جاءت بسبب صعوبة التركيز وضبابية التفكير. بكري الصايغ [email protected]